اكتشاف أثري أندلسي قرب مالقة يعد بمعلومات عن ثورة عمر بن حفصون

2020-10-26

أعلن فريق من الباحثين في علم الآثار بجامعة مالقة في إسبانيا توصله لاكتشاف أثري كفيل بإنارة بقع غامضة من تاريخ تمرد الأندلسي من أصل إسباني عمر بن حفصون على الخلافة الأموية بقرطبة .

يقع مكان الاكتشاف الأثري، الذي يقوده فيرخيليو مارتينيث إنامورادو المحاضر بجامعة مالقة، في منطقة بيثارة (Pizarra)، التي تبعد بنحو 30 كلم عن مدينة مالقة، وهو عبارة عن أطلال بلدة صغيرة مدفونة تحت التراب، كانت مأهولة على الأقل بين القرنين 8 و9 الميلاديين من قبل مسيحيين، أي خلال القرن الأول للوجود الإسلامي في إسبانيا وشبه الجزيرة الإيبيرية .

 

إسبانيا.. اكتشاف أثري أندلسي قرب مالقة يعد بمعلومات عن ثورة عمر بن حفصونآثار كنيسة قدية في بيبشتر (Bobastro). الصورة: صحيفة مالقة أوي.

تتضمن البلدة المكتشفة، حسب فريق البحث، كنيسة مبنية بلمسات معمارية قوطية، ويتوقع فيرخيليو مارتينيث اكتشاف كنيسة وآثارا هامة أخرى ليست بعيدة عن الموقع الأثري الجديد حسب معطياته . وكان هذا الباحث قد اكتشف بنفسه في هذه المنطقة سنة 2001 كنيسة للمستعربين، وهم الأندلسيون النصارى بثقافة عربية إسلامية، المعروفين باللغة الإسبانية بـ Los Mozárabes.

 

إسبانيا.. اكتشاف أثري أندلسي قرب مالقة يعد بمعلومات عن ثورة عمر بن حفصونأعمال التنقيب مستمرة. الصورة: صحيفة "مالقة أوي".

ولد عمر بن حفصون حوالي سنة 850 ميلادية بضيعة توريتشيلا، في مالقة، منحدرا من أسرة إسبانية مسيحية قوطية من النبلاء اعتنقت الإسلام عند مجيء المسلمين إلى المنطقة . ويعرف أن جده القوطي الأبرز كان القس آلفونسو، فيما كان جده الرابع جعفر أول من اعتنق الديانة الإسلامية في الأسرة. وبالتالي، كان عمر بن حفصون ينتمي إلى من عرفوا حينذاك بـ : "المولَّدين" . ووجد نفسه عندما كبر في قلب الصراعات التي قامت بين الخلافة الأموية في قرطبة والمولدين غير المرتاحين لسياسة الدولة الذين كانوا يشعرون بالتهميش والإقصاء .

لم ينتظر بن حفصون طويلا لينخرط في التمرد ضد قرطبة بعد إقامة لسنوات في الجزائر، بمدينة تاهرت الرستمية حيث اشتغل عند خياط من أبناء المنطقة هربا من جرائم ارتكبها في الأندلس، ليصبح قائد أخطر ثورة في تاريخ الأندلس وأطولها زمنيا حيث استمرت لأكثر من 40 عاما وزعزعت أركان النظام الأندلسي الإسلامي . وقاد بن حفصون التمرد الذي أشعل الفتن، منذ سنة 880م، في كل جهات الأندلس انطلاقا من جبل بيبشتر (Bobastro) في جبال سييرانيفادا بين مالقة ورندة. وبسط سلطته خلال التمرد على مناطق واسعة من البلاد، بما فيها مالقة متسببا في اضطرابات كبيرة بالبلاد .

في سنة 899م، أعلن ابن حفصون اعتناقه الديانة المسيحية مغيرا اسمه إلى صموئيل، في خطوة اعتبرها مؤرخون، على غرار الفرنسي ليفي بروفنسال، سياسية انتهازية . وكسب بمقتضى هذا التحول العقائدي تعاطف الممالك النصرانية ومساعدتها ضد قرطبة . وإذا كان قد توفي سنة 918 ضعيفا بعد تخلي المولَّدين المسلمين عنه وضعف الدعم المسيحي الإسباني له فإن ثورته لم تخمد نهائيا إلا في سنة 928 ليخرج جثمانه المدفون في كنيسة بيبشتر ليُصلب أمام جامع قرطبة.

فريق جامعة مالقة مكتشف الموقع الأثري الجديد يعلق آمالا كبيرة على هذا الاكتشاف للتوصل إلى المزيد من المعلومات والتفاصيل لمسيرة عمر بن حفصون وثورة المولدين ضد الخلافة الإسلامية في الأندلس بقيادة بني أمية من العاصمة قرطبة.

المصدر: RT/صحيفة "مالقة أوي" الإسبانية .

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved