|
تعيش الأراضي الفلسطينية على صفيح ساخن، وخاصة في ظل الاعتداءآت غير المسبوقة من قبل الاحتلال ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في منطقة باب العامود بالذات، وتجديد المواجهة بين المقاومة والاحتلال، فضلًا عن التصفيات الجسدية التي طالت عددًا من الشبان الفلسطينيين، وفي ظل الهجوم الشرس من المستوطنين المتطرفين بحماية مشددة من شرطة وجيش الاحتلال على حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة وعلى الأهالي في عدة بلدات في الضفة الغربية، عدا عن الاقتحامات المتتالية لباحات المسجد الأقصى من قبل المتطرفين اليهود وعلى رأسهم بن غفير، وزيارة وزير الخارجية لبيد الاستفزازية لباب العمود، التي تحولت لساحة مواجهات واعتقالات، بالإضافة إلى تضييق الخناق على الفلسطينيين وإغلاق الفتحات في الجدار الفاصل التي كان يستخدمها آلاف العمال يوميًا للوصول إلى أماكن عملهم، بعيد عمليتي الخضيرة وبنى براك .
وحقيقة أن ما يجري ويحدث الآن شبيه بما حدث قبل معركة سيف القدس، فالاعتداءآت والاعتقالات والاغتيالات بحق أبناء شعبنا الفلسطيني آخذة بالازدياد، ما ينذر بتفجر الوضع وتصاعد المقاومة سواء في القدس والضفة الغربية وحتى غزة .
ووفق كتاب ومحللين سياسيين فإن المقاومة الفلسطينية لن ترضخ لتهديدات الاحتلال ولن تصمت عما يجري من هجوم شرس في القدس وتصفيات للشباب المدافع عن الحياة والوجود والحرية، ولكن السؤال : إلى أين تتجه الأيام المقبلة، وهل سنشهد عملية عسكرية جديدة مثلما حدث في شهر أيار من العام الماضي ؟!
المخطط الاحتلالي غدا مكشوفًا أكثر، رغم معرفة خيوطه مسبقًا، فالمؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية تريد مدينة القدس زهرة المدائن فارغة من سكانها في شهر رمضان الفضيل لإبقاء الأجواء العامة جاهزة لعيد الفصح العبري الوشيك، والسيطرة على الأجواء العامة للمدينة، وهذا هو السبب الحقيقي للعدوان الاحتلالي على المقدسين والقادمين للأقصى الشريف للصلاة والعبادة، وعلى المحتفلين في باحة باب العامود المعروفة منذ عشرات كإحدى ساحات تجمع المقدسيين في مناسباتهم الدينية والاجتماعية والوطنية .
وهذا العدوان تشنه حكومة تزعم التغيير، ولكن تغيير الوجوه والأسماء فقط، مع استمرار ذات السياسات العدوانية السابقة، بل أشد وأكثر، ونهج وسلوك هذه الحكومة عرّى حقيقة الأحزاب الشريكة فيها، التي تدعي إنها خارج إطار اليمين الاستيطاني كحزبي "ميرتس" و"العمل" والقائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس، فنهجها يمثل حقيقتها .
إن الاحتلال هو سبب العنف ومصدر كل الشرور، وليس رغبة الفلسطينيين في المغامرة والموت، والحكومة الإسرائيلية الحالية تتحمل وحدها كامل المسؤولية عن تبعات هذا القمع والقهر والاضطهاد، والعدوان الإرهابي الشرس في القدس والضفة الغربية، الذي يسعى لسرقة الناس حقها في الحرية والفرح حتى تحت حراب الاحتلال .