الابداع مغامرة .. والمغامرة خوض في أرضٍ شائكة ومليئة بالألغام والوحوش، وهذا الخوض يحتاج الى قلبٍ جريء .. وعقلٍ ثاقب مستنير، أو الاثنين معاً !!
لم يدر في خلده وهو يجلس على طاولته ليبدأ خوض هذه الرحلة التي تتمحور على نقاط ومحاور متقاطعة ومتعاكسة في جميع الاتجاهات ، فكان لزاماً عليه أن يتسلّح بعدةٍ وشكيمةٍ أقوى وأكثر صلابة مع الاستعداد التام والكامل في كل وقت للدفاع عن كل كلمة أو ما يسطّره من آراء وأفكار وأقوال في هذه الرحلة ـــ الرواية ـــ كونها تقف على مسافة واحدة بين تابوين ( المحرّم شرعاً أو شرعيا، والمرفوض مجتمعاً أو مجتمعيا ) !!
اذ سيتحدث ، أو يسرد أحداثاً كلنا نعرف أنها موجودة على أرض الواقع، مقبولة هناك ومرفوضة هنا، لها حكمها وقوانينها وتعاليمها قبولاً أو رفضاً من الجانبين، ربما يصل بعضها حدّ التصفية الجسدية عند بعض الجماعات، قد يكون لها الحقّ في ذلك، أو رفض ما تقوم به واعتباره ارهاب على الحريات الشخصية وتدخّل في شؤون الاخرين والتجاوز على حقوقهم الذاتية والقوانين الشخصية والانسانية للفرد والمجتمع !!
من هنا كانت مغامرة ( نبيل نوري لكزار موحان ) في روايته هذه التي جعلته يتعمّد الخوض فيها رغم كل شيء، لأن المغامرة في هكذا أمور شخصية ومجتمعية ذات طابع محفوف بالمخاطر احياناً !! تحدّث عن ظاهرة نرفضها كمجتمع شرقي مرتبطٍ بأعراف وتقاليد وتعاليم وقوانين اجتماعية ودينية بالإضافة الى سيكولوجية الانسان الشرقي المتشبّع بها حدّ الثمالة !!
لا أريد ان أفسد عليكم متعة القراءة في الحديث عن الرواية وما فيها، بل اترككم تستمتعون بهذه الرحلة الرائعة مع نبيل وشخوص روايته واحداثها، ولكم الخيار في القبول او الرفض او التعاطف معها ،، انها تستحق القراءة والتأمل لما فيها من تجربة ومغامرة لم يتطرق اليها كاتب ما حسب اعتقادي، لكم تذكرة الولوج الى عالمها ولي أن أحييكم وأحيي نبيل نوري على مغامرته هذه !!!
