وثانية تمر المناسبة دون اكتراث !
أما المناسبة الأولى فهي مناسبة مشرّفة للغة الضاد ولكل من نطقها أو مارسها كلاماً وكتابة، فهذه اللغة لها سماتها التي تنفرد بها، فهي أثرى لغة بالمفردات والقواعد وفقهها أوسع فقهاً وفلسفة..
شرّفها القرآن الذي نزل بلسانها ونشرها بين المسلمين وحتى المسيحيين .. وهي حاضنة الشعر العربي في أزهى عصوره منذ نحو الفي عام وما زالت تؤدي مهمتها، فماذا قدم لها أبناؤها ؟
أما الأُلى فقدموا لها الكثير منذ مرحلة التدوين من شعر ونثر ودراسات ومعاجم، وأبدع اللبنانيون الأرثذوكس منهم على وجه الخصوص من آل اليازجي والبستاني والمعلوف.. في ما دونوا من دراسات ومعاجم وحتى ترجمات.. حتى قال قائلهم الغيور إبراهيم اليازجي، قبل أكثر من مائة عام وكأنه قيل اليوم :
تنبهوا واستفيقوا أيها العربُ – فقد طمى الخَطْبُ حتى غاصتِ الرُّكَبُ
أما أحمد شوقي فقال :
إنّ الذي مَلأَ اللغاتِ محاسناً – جعل الجمالَ وسرَّه في الضادِ
أما حال العربية فسنتكلم عنه في آن آخر!
مرّ يوم اللغة العربية في الثامن عشر من ك1/ديسمبر هادئاً لم يكد يلتفت إليه أحد إلا من نثار سطور هنا وهناك، وكأن العرب ضاقوا ذرعا بلغتهم التي حفظت لهم كتابهم وديوان العرب وأدبهم.. وصانت كل مفاغهم الإبداعية..
فوا أسفاه !
***
أما المناسبة الثانية فهي الأخرى مناسبة عزيزة لكل عراقي وعربي .. يوم تأسيس الجيش الذي يصادف السادس من كانون الثاني/ يناير..الذي ظل يوم عيد يعطِّل فيه الشعب العراقي ويسميه عيد الجيش، حيث تقدم فيه الإستعراضات على وقع المارشات العسكرية التي تعزفها فرقة موسيقى الجيش العريقة..
وكنا طلاباً ننشد :
الجيش سور للوطن – يفديه أيام المحن
والذي قال فيه الجواهري رائعته :
جيشَ العراق ولم أزَل بك مؤمنا – وبأنك الأمل المُرجّى والمُنى
وبأن حِلمك قد يطولُ به المدى – لكنّ عزمَك لن يحيقَ به الونى
أكثير على الجيش العراقي ذي الأمجاد أن يحتفل به ويكرَّم ليعيد بناءه متيناً قوياً قادراً أن يحقق ويدعم استقلال البلد من المتدخلين والطامعين.. هل يمكن للميلشيات العميلة أن تكون بديلاً عن الجيش ؟ التجاهل مقصود وغير بريء.. بل حلّه من قبل بريمر انتقام منه وتنكر وشطب له..
هل نُذكّر ببطولات الجيش العراقي في فلسطين، وثورته على الحكم الملكي عام 58.. هل ننسى مواقفه المشرّفة في حماية المتظاهرين؟ حين تهتف الجماهير:
"عاش تضامن الجيش ويه الشعب.."
إن شرّ ما يصاب به الفرد هو فقدان الذاكرة، فكيف إذا أُعطِبتِ الذاكرة الجمعيه ؟! كيف ؟!!
السابع من ك2/يناير2020