في قصر القمورة اللبنانية !
أول الكلام :
أريد اليوم أن أجعل فرزتي بمثابة استراحة، بعد أن انقشعت الغيوم وتبدد التوترات.. ومثلما توقعت أن الأمور ستسوى بما يحفظ ماء وجه إيران.. ويقلل من عنتريات الرئيس الأمريكي الأرعن ترامب، وحسناً فعلت جارتنا حين أرسلت عشرة صواريخ من أراضيها الى أرض جارها التأريخي العراق وعلى قاعدتين أمريكييتين هما عين الأسد في الأنبار وقاعدة حرير في أربيل من أعمال المملكة البارزانية !
وتبين أن الصواريخ البالستية الإيرانية وفق الزعم الأمريكي كانت أشبه بالألعاب النارية فلم تجرح ولم تقتل؛ أي كانت ل"فش خلق" كما يقول أخواننا اللبنانيون أي لحفظ ماء الوجه للطرف الإيراني.. على خلاف ما زعمته إيران فإن الضحايا الأمريكان كانو ثمانين قتيلا !
وكانت إيران حكيمة بعملتها هذه، وحسناً فعلت حتى لا تُصعّد الأمور، مما أراحنا نحن معشر العراقيين وحفظ لنا بلادنا فلسنا ناقصين حروب وتقتيل !! وكذلك أراح الطرفين ولو إلى حين...
***
واستراحتنا إن شئتم الحقيقة ليست كاملة بل فيها بعض معاني الألم، فقد حدثت جريمة قتل في القصر المنيف يعود للمطربة نانسي عجرم؛ والجريمة لها أكثر من سبب يجعلها بشعة للغاية، أولها : أنها الغدر بعينه، ولا أحسب أن هناك أبشع من الغدر، وثانيها الكذب والافتراء، وثالثها القتل لا بطلقة واحدة بل بست عشرة طلقة أفرغها زوج نانسي بجسم الشاب المغدور.. فما الذي حصل ؟
وفق الرواية الرسمية لزوج نانسي الدكتور فادي الهاشم، فإن هناك لصاً مقنعا تسلل وعبر السياج وكان يحمل سلاحاُ (فردا) مسدس وباغتهم وطلب فلوساً فأعطاه من جيبه ولكن طلب أكثر من الجواهر وهمّ بالدخول الى غرفة الأطفال أو نانسي فبادره بإطلاقة ! وقال أن لهجته لا تدل على كونه لبناني، وجهز الاعلام بفلم يصور المقتول المقنّع وهو داخل الدار مرتبك..
ثم تبين مما تداولته الصحف والقنوات ومصادر موثوقة وأهل القتيل وأصدقائه إن رواية رب البيت الطبيب والتي أكدتها المغنية ربة البيت كذب ومحض افتراء..
هو ليس لصاً بل هو عامل لديهم دخل بشكل نظامي ولم يستوقفه الحرس لمعرفتهم به فهو يشتغل فلاح الحديقة ومسؤول عن الصيانة، دخل وطالب بأجرته المتراكمة التي استحوذ عليها أحد الحراس ولم يسلمها إياه فانتظر رب البيت أو زوجته لخمس ساعات دون طائل فصعد يطلب حقه والتقى رب البيت وقال له : أريد أجوري يا أستاذ فادي، فأخرج له شيئاً من المال، فطلب العامل أجوره كاملة فضاق الدكتور به ذرعاً ورماه بست عشرة إطلاقة !!
الفضيحة الأكبر في الفلم حيث ظهر "اللص" مقنعاً بملابس بيض، بينما صورة القتيل بملابس سود، ولا يوجد مسدس وقيل أن المسدس كان خُلّباً ..
أفرج المدعي العام عن القاتل بعد توقيفه يومين والقتيل لم يدفن بعد !!
ووالد الفقيد فنّدا الرواية، وأكد من يعرف القتيل أنه شاب سوري أب لأطفال أصله من مدينة نبل من إدلب وأشادوا بأخلاقه.. وأكدوا كونه عاملا لديهم يعرفونه ويعرفه زملاؤه ويعرفهم ..
لمن لا يعرف نُبّل هي مدينة في إدلب حوصرت ودمرت من قبل الظلاميين بحقد وهجر أهلها هي ومدينة الزهراء لكونهما شيعيتين..
نحن أما إعلام ينتصر لأصحاب المال والشهرة من أمثال نانسي عجرم وزوجها ويغمط حق المظلوم ويشوه الحقائق.. وبين إعلام نظيف جاهد من أجل إبراز الحقيقة ..
ترى من سينتصر في لبنان الجميل ؟!
التاسع من ك2/يناير 2020