زهاء حديد تضيف إبداعاً جديداً في مبنى الألعاب الأولمبية في بريطانية

 زهاء حديد معمارية عراقية ولدت في بغداد عام 1950 وأتمت دراستها الثانوية فيها . وفي الجامعة الأمريكية في بيروت أنهت دراستها الأولية، ثم انتقلت إلى بريطانية لتتدرب في الجمعية البريطانية للعمارة، وبعد تخرجها عام 1977 باشرت حياتها العملية في بريطانية، وشغلت منصب استاذة زائرة في عدة جامعات في أوربا وأمريكا، منها جامعة شيكاغو، هارفرد، نيويورك، وهامبورج، وقد خصص معهد الفنون المعاصرة في لندن جزءاً من معرض ليكون خاصاً بأعمال زهاء حديد على شكل فلم على شاشات ليزر ضخمة، في ساحة ليستر سكوير في العاصمة البريطانية .

في عام 2002 حازت المعمارية العراقية زهاء حديد على وسام الامبراطورية البريطانية سي . بي . إي . وذلك لمساهمتها في خدمة فن العمارة، ومن المتعارف عليه أن هذا الوسام تمنحه الملكة البريطانية أليزابيث الثانية لشخصيات متميزة في مجالات تخصصها .

ومن الأنجازات التي حققتها زهاء- كريمة السياسي والإقتصادي العراقي المعروف محمد حديد الذي شغل منصباً وزارياً في فترة حكم عبد الكريم قاسم- فوزها بتصميم بناء مركز الفنون الحديثة في مدينة سسناني في ولاية أوهايو الأمريكية عام 1998 ومركز الفنون الحديثة في العاصمة الإيطالية روما، كذلك متحف الفنون الإسلامية في الدوحة، وجسر يربط العاصمة أبو ظبي بأرض دولة الإمارت العربية المتحدة .

 أما في بريطانية فكان أول نصب معماري لها هو( صرح العقل) في قبة الألفية في منطقة كرينج، ومن أهم تصاميمها الأخرى محطة إطفاء فيترا في ألمانيا ودار أوبرا كارديف في ويلز .

 وبفوز المعمارية زهاء بتصميم القسم الرئيسي من مبنى الأولمبيات البريطاني، الذي يهيئ للألعاب الأولمبية التي احتضنتها إنكلترا في عام 2012، تضيف المعمارية زهاء انجازاً عظيماً آخر إلى إنجازاتها التي حققتها خلال مسيرتها الإبداعية، في مختلف بقاع العالم، والتي بدأت تأخذ مساحتها من الشهرة منذ عام 1979 .

قدرة ومرونة

عندما أحيل على المعمارية زهاء حديد إنجاز تصميم للمسبح والغطاس في هيكل مبنى الأولمبيات، أنجزت لهم تصميم غاية في الدقة والإبداع، حيث لم تتردد وزيرة الأولمبيات البريطانية ( تيسا جويل ) من قبوله لكن بعد اجتماع اللجنة العليا لمناقشة الميزانية المخصصة لهذا الغرض وجدوا أن كلفته تعدت حدود الميزانية إلى الضعف ولذا طلبت وزيرة الأولمبيات من زهاء حديد إعادة النظر في التصميم لتخفيض الكلفة، وبعد سنة واحدة من ذلك جاءت المعمارية بتصميم على نفس المستوى من الجودة ويستوعب نفس عدد المقاعد إلا أنه بميزانية مالية أقل . 

والتصميم لجناح في مبنى الأولمبيات يقوم على مساحة 35000 قدم مربع بسقف يأخذ شكل موجة، لقد وصفت الوزيرة جويل المحاولة الثانية لزهاء حديد بأنها قمة الإبداع، وهذا يدل على قدرة زهاء ومرونتها، وإمكانيتها في تطويع تصاميمها وفق الظروف، فإنها على الرغم من تصغير التصميم ليناسب الميزانية فإنه بقي يستوعب 20000 مقعداً .

  سيدة العمارة العالمية

 إن هذا العمل يعد من أحد معالم بريطانية المميزة . ويشتمل هذا الجناح على مسسبحين، واحد للتدريب وآخر للسباقات، بالإضافة إلى مسبح للغطس، وليستخدم المكان حتى بعد انتهاء الأولمبيات، من قبل دائرة الألعاب البريطانية لذا فقد قررت هذه الدائرة ان تساهم بمليونين ونصف باوند تقريباً وذلك لتغطية جزء من الكلفة .

لقد أطلقت الصحافة الغربية على المعمارية زهاء حديد اسم سيدة العمارة العالمية، ولقبت أيضاً بفيلسوفة العمارة للقرن الحالي، ويعتبر النقاد الغربيون ان إسلوبها في التصميم، تجريدياً يستمد أصوله من فن الخط العربي بكل إبداعه ...