الصهيونية حركة عنصرية وهذا ثابت في قرار الأمم المتحدة لمن يريد الانطلاق من القوانين الدولية والنظام العالمي وكذلك وجودها التنظيمي "غير شرعي" على ارض دولة فلسطين العربية المحتلة، ضمن تشكيلات إدارية استخباراتية أمنية عسكرية تمثل قاعدة معادية لكل "العرب" وليس ل "جزء من العرب" وهذا الكيان المزروع اصطناعياً بلا جذور هو يعمل ضد "كل العرب" عدوانياً متبعاً كل الوسائل والأساليب وهذه هي حقيقة هذا الكيان السرطاني الثابت تاريخياً، وهذا هو واقعه المستمر إلى حاضرنا الحالي .
عند الصهاينة كل العرب "أعداء" وهم ساعيين الى قهرنا وتدميرنا على كل المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وهذا ليس كلام "شعارات" وليس كلام "عواطف غاضبة" بل هو "واقع الحال" والصهيونية لا تعادى العرب والعروبة فقط، بل هي ضد "الإسلام" بكل تنوعاته وتفرعاته واقسامه وانواعه وتشكيلاته .
إن هذه العداوة ضدنا ك "عرب" و"مسلمين" هي عداوة "ذكية" "خبيثة"، من خلال زراعة الفتنة وتشجيع الإنقسامات وتحريض الأُخوة ضد بعضهم البعض وصناعة "سياسة المحاور" وتفجير الصراعات في المنطقة لأضعاف الجميع من خلال حروب الاخوة ضد بعضهم البعض تحت مختلف اليافطات والأسباب .
فالصهيونية قد تدعم فريق ضد آخر، بل أنها قد تدعم "الجميع!" في صراعات المحاور، وما يخدم امتداد العمر الزمني لها واطالتها لكي يضعف "الاخوة" وتبقى الصهيونية قوية .
ان الصهيونية "شريرة" ونواياها "خبيثة" وهذا لا يعني أنها تتحرك في واقعنا العربي والإسلامي من "غير تفكير" ولا "تخطيط"، بل على العكس فهم يستخدمون العلم والأبحاث والتجارب المتراكمة لديهم وأساليب الخداع والمناورة، وسياسات الصهيونية المعلنة "دعائيا" تختلف عن حركتها الواقعية على الأرض .
ما نريد ان نقوله ونؤكد عليه إن الصهيونية "عدو يفكر" لذلك علينا نحن العرب أن نقرأ الواقع الصهيوني كما هو ك "عداوة" لنا وك "خطر وجودي" ضدنا، وان نضع "حواجز العزل" بيننا وبينهم، فاذا كنا في موقع ضعف حالي فليس ذلك الضعف هو قدر متواصل بل حالة "مؤقتة" وهذا هو قانون الحياة ومسار الطبيعة، فالقوي سيصبح ضعيفاً والعكس صحيح, لذلك ليس الاستسلام هو الحل وليس الخروج من الصراع سيخلق لنا الهدوء والنهضة والتنمية، وهذا ما أثبته التاريخ وحركة الواقع، فلندرس المسألة قليلاً في عقل هادئ يخطط ويفكر بما فيه مصلحتنا القومية ك "عرب"، وليس أن نستهلك مخططات الآخرين الأعداء لنا وننفذها على انفسنا بما يضرنا و يدمر دولنا ومجتمعاتنا، وهذه هي المأساة الأكبر .