مثل كل الأشياء الموجعة
كعصافير الربيع يقطفها الغياب
تحلّق بأجنحة من فضة
لكنّها تترجّل عن شجر الموسم
إن أطفأ الصيّاد المسافة
تعدوا الغزلان الشقية
صوب واحة التعب
كلما اضطرب صوت العشب
شاقها الرمح بحافة العنق
هكذا بلا أجنحة يقع قلبي
فوق سعف الانتظار
بلحة بلحة
لا يشتهي الحياة
2
ماء النهر ينشد الصخب
يبحث في سواقي الكروم
عن الحكايات العابرة
وعن مرقد العصافير
ينقسم مرتين
جناح يعبره الرحيق
وآخر يلهث خلف الرصيف
3
كنتُ هناك
على بعد زفرة ريح
حين هطل وجه البحر
سنابل حنطة
من رأس الغيمة المثقوب
كأنني خلف مروج الخريف
يغادرني ورقي
مثلما ترحل عصافير الصنوبر
لتبرأ من اليقين
4
ونحن صغار نحتال على الأحلام
ندخل صندوق الدمى
نسرّح لون الدالية
نعطي الأماني لمن نشاء
نغفو على هسيس العنب
نستيقظ ممتلئين بالأوهام
كبرنا وضاق الثوب والصندوق
متى نصبح كروماً
تمتد عناقيداً
تظلّل درب الناطور
5
بالقرب من المروج الشرقية
أبعد كثيراً من الطيور الكسيحة
تماماً على مسافة عنقين من المصيدة
ترابض قلوب الصغار
فوق الريش المتدفق
آه لو يبدأ موسم الأراجيح
زخّات ضحك
6
ما الذي تخلّفه الأنقاض أسفل الشرخ ؟
أوطان بفوّهات خضراء
أم جراداً يحاصر الأسماك بالحصى ؟
لا مخاض للنهر المتعب
ولا بصيص
هذا اليباس الغزير
أزقّة منكسرة القدر
7
ربّما ضاعت أيامنا
مثل فقاعات الصغار الملونة
وربما كنّا نروّض دروبنا المرتبكة
لكنّ الحكايات ورغم الشرفات الواسعة
نمت في الأواني الضّيقة
وما زال الطفل فينا يصرخ
حسن العاصي
كاتب وباحث فلسطيني مقيم في الدانمرك