في البدء كانت الرؤيا
تعوم في غثاء العتمة
تحت سيقان الأعناق المعلقة
شجر الحياة مازال يجهش
يتماثل للشدّة
ثم كان ظلّ الرمل
يتلو مواسم الأنهار
والوصايا نصوص مغلقة
ينكسرالرجال على
أعتاب الموج الأسود
يحبس الله أسفار الأرض
هاج العباد واستعروا
صرخوا..
من اصطفى الشمس السوداء
ومن أوقع الفصول بمحراب الموت
قد بلغ الشيب الصبية
قالت النسوة إنه ماء الولادة
لا درب في الخطى الصماء
هذا الهيكل مرصود
والمنايا تتناسل
على بعد خيط ماء
بكى الجميع
انشطر الغبار
وشاخ وجه الطيور
تكاتف المريدون والتفوا
يرتّلون أوراد الماء
فوق القبر المبلّل
تلافيف الغابة
ابتلعت فاتحة الموتى
أغلقت مخارج البشر
قالت العجوز
وقد أصابتها الغشاوة
وانقلبت عينها
ثلاث صلوات
حدود البياض
قبل موت السديم
إني أبشركم بتراب يمور
إن أتتكم فراشة الظّل
ورأيتم البلاد تتوضأ
من نبع الغواية
فاستودعوا سرّكم
واسروا في جُبُّ سريرتكم
ثم أوحوا إلى دمكم
أن اقرأ الغفوة الأخيرة
حسن العاصي
كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك