بعد منتصف النوم
نزلت بمظلة الحلم ،
المدن زاهية
تختزل بها الأبعاد ،
خارجة من خطوط الطول والعرض
شجر يعانق السماء
وتتوالى عليها الشموس والأقمار
هذه بابل أم باريس
هذه بغداد برلين أربيل
الحدباء ،البصرة أم لندن ؟
خضراء
كل المدن خضراء
حتى
أرجفني هدير الماء
وحيرتني الوجوه المطلة ،
أيٌّ أعانق في خضم هذا الصفاء
................................
...................................
بلمح البصر بلا مظلة
تداعيت على السرير
باليد طرف الوسادة
بقية عشب من ذكرى
لكابوس أزلي
بعد منتصف النوم
.......................................
طلع الصباح
ولوحت الشمس بدفئها
قمت أسلمت كل كوابيس السرير
لساعي البريد في الهواء
وملأت أبعاد الجسد من رحاب النافذة
بعبق النهار
تمطيت كأن الوجود مهد
وكأني الضائع بين زهراته البيضاء
عزمت على أن أجد صخرة
أقف عليها
أحلم ، ألوذ ،أضحك
أقول هذيان الأمل
لذا تراني أثقلك بهذا الهراء