فاطمة اسبر . دمشق
.بقدرة قادر تحفني كرامات شهر رمضان المبارك، بعيدة عن "كورونا"، حللت بمدينة دمشق .
بمنطقة الصالحية التي تعرف اليوم باسم أبو الجرش، حي سكني يدعى بإسم الشيخ محيي الدين بن عربي، مؤسس الطريقة الأكبرية، وصلت إلى جامع له بابين، الأول يطل على منطقة الجبة، النزول إليه بواسطة الدرج، والباب الثاني يطل على سوق الخضر والفواكه . دخلت من الباب الثاني بغرض البحث داخل المكتبة العامرة بالكتب والمخطوطات، عن كتاب الفتوحات المكية .
أطلب أن تحل داخلي كراماته الربانية، وتنفتح باب دار فاطمة اسبر. دون خوف . علمت من أحد حراس قبر الشيخ ابن عربي، أن توزيع الطعام على الفقراء والغرباء مع آذان المغرب لتناول وجبة حساء الهريسة، أرجو البركة من ولي صالح متصوف قبل ولوج دار صديقتي الفنانة التشكيلية فاطمة التي تقع دارها ب شارع مكة، أعبر الطريق وأنا أستنشق عطر ياسمين دمشق . كما كان يستنشقه الولي الصالح محيي الدين . بدأت أشعر أنني أنتسب لأولياء الله الذين
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
ولجت دار صديقتي الفنانة التشكيلية فاطمة ..أخت الشاعر -علي أحمد سعيد اسبر، وعمة الشاعرتين - فرات اسبر و - خالدة اسبر .
لم أشعر برهبة السرقة التي تنتاب اللصوص عندما يدخلون البيوت . لا خوف علي، مطمئنة آمنة . أتنقل من ركن إلى آخر ومن غرفة إلى أخرى . أفتح ديوان- أوراق في الريح .
فراغ يعشش فيه الدمار
ويسكنه الفاتحون التتار .
.. ألج مرسم فاطمة . أغلب لوحاتها مستوحاة من قصائد أخيها علي أحمد باللاذقية، وبعضها من روايات حسين سليمان بدير الزور . وقفت بعيدة عن المرسم أستنشق عبير زهر الياسمين .
فاطمة ترسم -دير الزور. تركتها تغمس ريشتها، وبدأت أقلب شاشة هاتفي الذكي أقرأ أخبار السرقة -.. وردت معلومات على قسم الشرطة، حي الثورة في دير الزير . حول قيام أشخاص بسرقة أثاث منزلي وفرارهم حين مشاهدتهم إحدى دوريات القسم، المكلفة بتنفيذ حظر التجول .. "كورونا" .
توقف اللصوص عن سرقة أثاث المنزل من دير الزور، لأن سيدة الدار أطعمتهم من جوع ثرود البامية .
فاطمه ترسم دير الزور، وأنا أبحث عن أخبار جديدة، تتعلق ب "كورونا" . تكبر دمشق تسع العالم . أردد شعرا حفظته منذ كنت طالبة بظهر المهراز كلية الآداب، زمن كان يدرسنا أساتذة سوريون:- صالح الأشتر . وأمجد الطرابلسي . من زمان ترسخ في ذاكرتي هذا البيت الشعري .
- سلام من صبا بردى أرق ودمع لا يكفكف يا دمشق
رددت البيت الشعري وكأنني أصالة تغني . أقطع الأوزان - أكفكف..الدمع..يا دمشق .
في حذر مبالغ . التقطت بعدسة هاتفي الذكي صورا للوحات وانصرفت . دون أن أقبل صديقتي خوفا من عدوى "كورونا". ودعتها لم أنبس بكلمة، تركتها في مرسمها . ترسم دير الزور، وأنا أعيد قراءة الأخبار على هاتفها الذكي . و اردد شعرا لأدونيس
أفي موطني يولد الفراغ،
أفي عمره
ونحن المليئون من فطرة الوجود ومن ..
بلى في بلادي إنا خالقون ..