ذات يوم سنسمع الصرخة

2008-09-08
الثلاثاء : 13 / 1 / 2009

"أعتقد أن المواطن الصالح، يفضّل الأقوال

التي تنقد، على الأقوال التي تسر وترضي"

(ديموشتين)

 

لستم - يا كسور الرجال - مثل "العوام" صاحب صلاح الدين الأيوبي، الذي قاتل فوق الماء، وحارب تحت الماء، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

 

ولستم - يا أشباه الشعراء - مثل امرئ القيس، العربي بن العربي، الذي قهر الصحراء، وتغلب على الجبال، مطالباً بثأر أبيه. فلكل امرئ من أمره ما نوى.

 

ولستم - يا خردة العرب - مثل سيف الدولة الحمداني، التغلبي، الذي اختار الثغور، وعاش مقاتلاً والروم من حوله عزين، لأن العربي لا يخون أهله، ولا يغدر بضيفه، ولا يفحش بجارته.

 

ولستم مثل عجز بيت شعر من قصيدة للخنساء، وهي تبكي "صخراً"، فاين صخر من صخور العرب واصنامهم في هذه الأيام!

 

بل، أين انتم يا ألين الخلق ركباً، من ذلك الاسمر، وحشي، الذي عرف غلطته الكبرى مع هند، فاختار معسكر الحق، على فسطاط شراء ذمم الناس بالمال الحرام والعطايا التي تشبه اللئام.

 

ولذلك تقولون: ما لنا وركوب البحر، وأي مصلحة لقومنا في ملاقاة الأجناد فوق المياه السوداء، فلم يجرب أحد من أجدادنا، إدارة دفة سفينة في حياته؟

 

وقلتم كثيراً، مرة من وراء حجرات مخفورة بخفراء أجانب، ومرات ومرات وانتم على سرير الأعداء، وموائد اللئام. وأحدث ما قلتموه: هم الذين ألقوا بأنفسهم الى التهلكة، فمن قال لهم قاتلوا "اسرائيل" والبحر يفصل بيننا وبين تل ابيب!

 

بعضكم كان أصرح بياناً، وأوضح خطاباً، فقال ما لنا و"اسرائيل"، فالذي يجمعنا بها محاربة العنف والإرهاب والتطرف. هذا معسكرنا، وعدونا عند اليابسة، وليس وراء البحر.

 

ومقدمكم في هذا الخطاب كله، هو قائلكم: تغيرت الأيام وتبدلت، فتغيرنا وتبدلنا. صرنا نعرف أكثر من عدونا مصلحتنا ومصلحته، فخلطنا المصلحتين، وظهر لبننا رائقاً لنا، وليذهب غيرنا الى سقر.

 

لكن سقر تفتح اليوم شدقيها، بحيث تصير جحيم غزة هذه الأيام أحد وديانها فحسب، لأن غضب رب الناس شديد، وبأسه أشد من الحديد، وعذابه يشيب من هوله الولدان، ولا يطيقه الثقلان.

 

لنتصور - وليس ذلك ببعيد عن مشيئة الله - أن الذين لا بيوت لهم من العرب، والذين لا عمل لهم في ديار العرب، والذين لا يقدرون على تأمين الدواء لمرضاهم في بلدان العرب.. وقفوا على سطوح المنازل.. وعند ساحات الشوارع، وهتفوا بصوت واحد وساعة واحدة "الموت لقتلة الانسان!".

 

جمعة اللامي

www.juma-allami.com

juma_allami@yahoo.cim

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved