دهوك .. مدينة السلام والتعايش الانساني في زمن الفوضى

2016-06-15
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/e5d238e7-7329-451c-bbae-203baba28bac.jpeg

دهوك.. المدينة الساحرة بطيبة ناسها وبساطتهم وحرارتهم الانسانية في استقبال الاخر وبالاخص طبقة البسطاء والمحبين للانسان والانسانية ولا سيما بعد انتفاضة ربيع 1991 التي انطلقت من احد احياءها الفقيرة ( بروشكي ) وتم تكريم الحي بتغيير الاسم الى حي ( سه رهه لدان ــ الانتفاضة ) ومن دون ان تصلهم مكاسب الانتفاضة وظلت قليلة الخدمات ومنسية ..
دهوك.. احتضنت عدداً لايصدقه الانسان من النازحين العراقيين وهم اهل الدار، واعداد كبيرة من السوريين، وتقاسم الدهوكيون معهم رغيف الخبز والوجع والامان في هذه المدينة التي ارى فيها نفسي واماني في انسانهم البسيط .
اشياء كثيرة شدت انتباهي في رحلتي الاخيرة لها ومنها في بداية شارع ( جكر خوين ) نسبة الى شاعر الحب والمقاومة الكردية ( جكر خوين ) يجلس رجل طاعن  في السن نازح من مدينة الزيتون ( بعشيقة ) على دكة اسمنيتة مع زوجته، وفي كل صباح اترقب الرجل واحاديثه وملامحه التي تحكي حكايات مؤلمة من عصرنا الدامي، دفعني الفضول بان للتعرف عليه واذا به يعرفني من خلال مقالاتي حول ادب الرحلات، هو احد المثقفين الكرد الايزديين وسعد بحديثي معه بعد ان جبت العالم ..
سالم عمر لاسو الحمادي ( ابو غانم ).. عمل موظفا في دائرة الصحة ومن خلاله انتمائه القديم الى الحزب الشيوعي تعرف على اداب العالم والكرد وتوغل في معرفة حقيقة الانسان والتعرف على الاخر، اخبرني ( ابو غانم ) عن سبب جلسته في بداية الشارع وبالاخص تحت ظلال كنيسة القديس يوسف، قال، انه الملل داخل 4 جدران في البيت وانا اعشق الحرية واشم الهواء الطيب واراقب حركة السيارات والانسان والشئ الاخر باننا نحن الثلاثة دهوك الرائعة والكنيسة وانا ننصهر معا لنبرز وجه كوردستان الجميل ولنبين للعالم بان وطننا رمز التعايش الانساني ومايربطه بالكنيسة هو التسامح والخير. لقد سكن السيد ابو غام سنة في مدينة العمادية وفي مقر الحزب الشيوعي بداية النزوح  وقال لن انسى ابدا طيبة اهل العمادية معنا وقدموا الى دهوك بسبب الاطباء واولاده طلبة في الجامعات وعن دهوك قال: مدينة يعجز عنها الوصف، ناسها خيرون يكنون احترام كبير للنازحين، ولدهوك وناسها دين في رقبتنا ان عدنا يوما الى مدينتنا .. تمضي اللحظات والاحظ الرجل وزوجته يتفحصان الناس واوجاعهم والمدينة، وهو الرجل المريض الذي يراجع المركز الخيري وقالت لي زوجته بانها لاتتركه وحده ولو للحظة وقالت بان احاديثنا لاتنقطع واشعر بالامان بجنبه وهو ينتظر الفرج والنصر ليرجع الى داره وقال بانه يحس احيانا بالغربة حين تنهال عليه حزم الذكريات ويفتقد مدينته، ولكن طيبة ناس دهوك تنسينيه كل شئ .. ويقول : تركنا وراءنا مدينة جميلة بمراقدها وزيتونها ولكن المهم ان يظل الانسان شامخا وسنرجع يوما وسيحكي التاريخ حكايات النزوح وطيبة اهل دهوك وناسها ونحن مدانون لهم .. وقال اشكركم وسعدت بالحديث معكم وهذه بلادنا سنظل اوفياء لها .. تستمر الحياة وتستمر حكايات النازحين داخل وخارج الوطن وقال في الختام شكرا دهوك




 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved