دروس الموسيقى تسهم في تقوية القدرات الذهنية

2014-03-01
 

 

 تأثيرات الموسيقى على الناس كثيرة. بعضهم يجدها مريحة للأعصاب وبعضهم يعبر من خلالها عن انفعالاته النفسية والاجتماعية والعاطفية. ومهما اختلفت الآراء حول صخب موسيقى الروك والبوب، والذي يجده البعض مزعجا، إلا أن الموسيقى بشكل عام تبقى تعبيرا فنيا رائعا للأغلبية الساحقة من الناس، سواء في السمع او الممارسة. ومن هنا تأتي استعمالاتها في الطب النفسي مثلا لما لها من تأثير إيجابي على المرض. وخلصت دراسة كندية نشرت نتائجها أمس، الى أن الأطفال الذين يأخذون دروسا في الموسيقى في بداية حياتهم، يظهرون تطورا أكبر في قدراتهم الذهنية من غيرهم من الأطفال. وإذا كنت من الآباء الذين قرروا إعطاء أطفالهم دروسا في الموسيقى فقد اتخذت قرارا صائبا.
وأشارت الدراسة الكندية الى أن الاطفال الذين يتعلمون الموسيقى تكون ذاكرتهم أقوى من ذاكرة الاطفال الآخرين.

وأظهرت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية «برين» على الإنترنت، أمس، الاربعاء انه بعد عام واحد من التدريب على الموسيقى يتفوق الاطفال الذين تلقوا تدريبا موسيقيا على الاطفال الذين لم يتدربوا على الموسيقى في اختبارات الذاكرة.

وقالت لوريل ترينور أستاذة علم النفس والأعصاب والسلوك في جامعة ماكماستر في هاميلتون بأونتاريو لرويترز، إن البحث «يفيد بأنه اذا تلقيت دروسا في الموسيقى فان عقلك يعمل بصورة مختلفة عما اذا كنت لا تتلقى دروسا في الموسيقى».

وأضافت ترينور التي قادت مع اليابانية تكاكو فيجيوكا فريق البحث الذي أجرى الدراسة «هذه هي الدراسة الاولى التي تظهر أن ردود فعل المخ لدى الاطفال الصغار الذين يتلقون تدريبا موسيقيا ولدى من لا يتدربون تتغير بصورة مختلفة خلال عام».

واختار الفريق تلاميذ من مدرسة سوزوكي في طوكيو، اذ اختير ستة اطفال يتلقون الدروس الموسيقية خارج المدرة وستة آخرون بدون أي اهتمامات موسيقية. واكتشف الباحثون أن أداء المخ يتطور لدى الأطفال الذين يتلقون تدريبا موسيقيا بعد أربعة أشهر فقط من بداية التدريبات. ويعزو البعض ذلك الى ان هناك علاقة تناسقية بين الموسيقى والرياضيات، ولهذا فقد اثبتت الكثير من الدراسات الحديثة أن محاولات حل لغز لعبة السدوكو، لما تحتويه من «منطق رياضي» تقوي من قدرات الشخص الذهنية. وخضع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أربع وست سنوات في الدراسة، لاختبارات لتمييز النغمات والإيقاعات والألحان الموسيقية واختبارات أخرى للذاكرة من بينها الاستماع لسلسلة من الارقام وتذكرها وترديدها.

وقالت ترينور إن الدراسات السابقة في هذا المجال أظهرت تأثير التدريبات الموسيقية على تطور معدل الذكاء لدى أطفال أكبر سنا مقارنة بأطفال يتلقون تدريبات مسرحية، إلا ان هذه الدراسة هي الأولى في تحديد هذه التأثيرات لدى الأطفال صغار السن.

وأضافت «انه أمر مثير للاهتمام أن الاطفال الذين تلقوا دروسا موسيقية على مدى عام، تحسنت لديهم مهارات الذاكرة العامة والتي ترتبط بقدرات عقلية لا علاقة لها بالموسيقى مثل القراءة والذاكرة اللغوية والإدراك البصري والمكاني والمهارات الرياضية ومعدل الذكاء».

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved