في رثاء الرفيق غالب الخطاط
إذا ما تأملت الزمان َ وصرفه ُ
تيقنت أن الموت َ ضربٌ من القتل
المتنبي
يا أبا ليث ..
الآن..
وليس في لحظة إنكسارنا الجماعي في ذلك الصباح على رصيف الطب العدلي..
الآن وأنا أرتبُ بنفسجاتي مقترضا لحظة ً من هدوئك العفوي..أقول ُ
لابد مِن خطأ ولو بحجم حبة رملٍ، ليمر الغراب ،ويخون الحياة
وأنت تعرف ُ ان الغراب لامهنة َ له سوى الخيانة ،منذ اليوم الاول
لدوامنا النباتي على الارض ..
يا أبا ليث..
يبدو ان شجاعتك َ هي المبادرة لملاقاته وجها لوجه، لذا حسب شاهد عدلٍ، انك ..حتى في تلك اللحظة المعدنية المدوية..حافظت على هدوء جلستك في السيارة، الهدوء الذي ألفناه فيك، الهدوء العذب : فيءٌ في ظهيرة صيف.. وهكذا صَعَدَ سرك الوجودي الى حيث تذهب لطائف الاسرار، وصنت جسدك النحيل من بطش الغراب..
وهكذا أيضا بقيت َ أنت أنت
مختلفٌ وحقيقي...
في سطرك المائي لاجملة اعتراضية بين صمتك وهدوئك
يارفيقي الضروري
يا أبا ليث...
شمسها لاتغيب فرشاتك َ
وهي تبذر كائناتك الحروفية الرشيقة
في سماوات لافتات حزبك الشيوعي العراقي
يارفيقي..
يارفيقي الضروري
يا أبا ليث...