في مراكش

2010-12-24

ه//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/fb13f1b8-7ee1-4674-947b-8295ee40eec4.jpeg ي نافذة بفندق بشارع بني مريّن بمراكش على مقربة من ساحة جامع الفنا

حيث يرى الناظر من تلك النافذة ما تعج به مراكش نهاراً أو ليلاً ولأن مراكش تضعك وبآي زاوية منها إزاء مدينة تحيى بعبقها الخاص الجواني تحاول التملص وبذاكرة عريقة من ابتزاز السياحة .

هي نافذ ة تأخذ بعيداً ،

النخل المكابر للضوضاء ، لهوس بشري يصعب تجاهله ، لأرض رائحة طينها المائل للحمرة يعتقك من محبطات الوقت ، وبما إني أتسلل لمراكش كلما سنحت الفرصة فأني أحاول تجنب عسلها المخلوط بالسم ، أشيح النظر عما يلوث في ساحة جامع الفنا ما هو مراكشي مغربي أصيل ،

بمعنى عدم استساغة ما هو آني ترفيهي تهريجي لصيق بالقيمة الدرهمية .

من يصدق إ ذ قلت بأني رأيت النهار أبيض في مراكش

نهار أبيض طبخته حرارة الشمس ، شمس تموز بمراكش

كأنه صفحة بيضاء بانتظار المداد مداد أن تقول ما تقول المهم هو إن مراكش

ذات الطين الأحمر والنخلة المكابرة بين الهوس الراكض خلف الوهم ، السمارين والكتبية هي بعض قدرة سالفة استوقفت الآخر ، منبهر بجمال خصوصيتها و لم تأخذ منا غير سلعية الإعلان عنها ، إنها بعض منجز للحياة كان قبل كل شيء ما نريد ،إنها حاجتنا ، أزقة وحوانيت ، منارة ونخلة ، إنه تأطير وتعطير لفضاء يلزمنا قبل أن يكون دكاكين سياحة للفرجة ، هكذا هي مراكش ، فاس ، دمشق بغداد القاهرة القيروان ،

هي نافذة دفعتني بلا أي تخطيط مسبق من أن أنتظر فجر مراكش ،

فبعد حصاد التجول فيها الطويل أستسلم لرغبة من يرافقني ،

نلوذ من وهج الشمس الأليف القريب من الروح لجدران غرفة الفندق كم تحايلت على لمياء بأني أعرف رحمة هذه الشمس أنها الشمس الرؤم أعرفها عن خبرة يكنزها دمي ،

ها أنذا أمامك مصنوعاً من شمس عراقية ،

مراكش وبغداد خارجتين عن مقاييس حرارة الدولة ، خارجتين عن نشرة الأحوال الجوية .

لا أستطيع البقاء بالفندق فوقتي قليل وأنا مأخوذ بمعرفة مدينة كلما أقترب منها

تفتح لي نافذة لحكاية ما .

عدنا للفندق بعد الساعة الواحدة ليل نامت لمياء احتضنت نور المتصببة عرق طول النهار كلما التفتت إليهن أحسست بأني ارتكبت إثماَ عظيم حيث يتقلبن

في مضاجعهن ينز العرق منهن كأنهن في حمام بخاري ،

فتحت نافذة الغرفة على اتساعها وجلست أنتظر نسمة الريح تلك

التي تعودنا انتظارها على سطوح بيوتنا العراقية ، فما الفارق بين الكوفة ومراكش أقلاَ من ناحية وهج الشمس .

ولأني في مراكش بغرفة في فندق والحرارة ألأليفة يكنزها الحجر

ولا يفقدها بسهولة ولأني بحاجة لأمرح بحدود المقاربات والمتشابهات أتعجل طلوع النهار ،

بين حجر الغرفة الساخن في مراكش

بين حجر الغرفة الساخن والنافذة

مر قطار الموت العراقي

بين ظلفتي تلك النافدة

لمَ مر قطار الموت ؟

هل كان حجر الغرفة الساخن قاسياَ

أم كنت لا أملك غير مفكرة الألم ،

قلبت المفكرة

جاء ت زوارق الرقي الأحمر ، جرة الماء ، جاء القلق وصوت أمي

صوت فيروز ومخبأ الأحلام ظل النخلة بسواده الدامس

جاءت كل المواعيد الآزفة ولدغاتها

جاءت تباشير المنفى

هطلت من غرفة الفندق بمراكش

سطوح بغداد

ولياليها



 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved