"إن الذي ملأ اللغات محاسنا.. جعل الجمال وسره في الضاد" صدقا عبّر أمير الشعراء، أحمد شوقي، عن جمال اللغة العربية التي يتحدث بها ما يزيد على 400 مليون نسمة حول الأرض.
يحتفل العالم 18 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، التي تعد ركنا من أركان التنوع الثقافي للبشرية، حيث يتوزع المتحدثون بها بين المنطقة العربية وعدد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإريتريا، ولها أهمية قصوى لدى المسلمين من شتى بقاع الأرض، لكونها لغة القرآن الكريم، ولا تجوز الصلاة وعبادات أخرى في العقيدة الإسلامية بغيرها. كما أنها لغة رئيسية في عدد من الكنائس المسيحية بالمنطقة العربية، وكتب بها الكثير من الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
سادت اللغة العربية لغة للسياسة والعلم والأدب لقرون عديدة، فكانت الوعاء الذي نقلت إليه أمهات الكتب من الحضارات الإغريقية والرومانية في مجالات العلوم والفلسفة والمعارف والفنون، لتصبح جسرا عبرت الحضارة البشرية من خلاله نحو عصر النهضة في أوروبا وما تلاه من بزوغ لما نعرفه عن الحضارة الأوروبية. كذلك أثرت اللغة العربية في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي وبعض اللغات الإفريقية وحتى الأوروبية.
وقد أصدرت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في 18 ديسمبر عام 1973، بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في هيئة الأمم المتحدة، لهذا أصبح 18 ديسمبر من كل عام هو اليوم العالمي للغة العربية.
وعقدت منظمة اليونسكو اليوم جلسة نقاش عبر الإنترنت بعنوان "مجامع اللغة العربية: ضرورة أم ترف؟" تحدثت فيها مساعدة المديرة العامة لقطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية، غابرييلا راموس، والمندوبة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو، السفيرة هيفاء بنت عبد العزيز آل مقرن، والمدير العام لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، صالح الخلفي.
ضمت الجلسة الصحفية ومحررة برامج الثقافية في تلفزيون فرانس24، لينا صالح، ونائب وزير الثقافة السعودي حامد بن محمد فايز، وأستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة زايد، الدكتورة هنادا طه تامير، والأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، الدكتور محمد صافي المستغانمي، والأستاذة في جامعة الملك سعود، صفية العبد الكريمة، والأمين العام لاتحاد المجامع اللغوية العربية، الدكتور عبد الحميد مدكور.