غربة اللؤلؤ

2013-08-19
1
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/d2151be1-32a4-42db-b02b-4953da49ea7b.jpeg
- الماء
ظمِئَ الماءُ،وكادَ- من الوردةِ - يَطلبُ ماءْ.
والوردةُ ماكادتْ تَظمَأْْ.
عُدْ يا ماءْ.
غَيِّرْ وجْهَ المَجْرَى.
إبحثْ ليْ عنْ وردةِ حُبٍّ أُخرَى.
فالوردةُ أَمستْ عَوْسَجَةً.
لاتَسْقي الماءَ،ولاتُسْقَى
والوردةُ لن تتضوَّعَ ثانيةً
فالعطرُ يُصادفُنا مرَّهْ.
كالموتِ بعالمِنا مرَّهْ.
ـــــــــــــــ
2- الغيمة
وقفتْ تتسوَّلُ في بابِ القحطِ الغيمهْ.
تتضرَّعُ، تقرأُ أَدعيةَ الغيثْ.
والقحطُ لها يقفلُ سمعَهْ.
لن تكسرَ فرحتَه دمعَهْ.
والقحطُ يهاجرْ.
وتظلُّ الغيمةُ واقفة،ً
في البابِ الموصدِ خجلانهْ.
تترصَّدُ ضَوءْ.
مادَرَّ القحطُ،ولانشفتْ أَثداءُ الغيمة في موسمْ
لكنْ
هذا زمنٌ أَعمَى.
أَلقحطُ يصيرُ به المولَى.
والغيمةُ تُصبحُ شحَّاذهْ.
ـــــــــــــــ
3- القدّاح 
حيرانٌ عطرُ القدَّاحْ  
مابين الصخرةِ والصخرهْ.
لا الصخرةُ يُورقُ فيها الحِسُّ،
ولا القدَّاحُ يُخَبِّئ عطرَهْ.
فتُجَرَّحُ نفحتُه الحلوهْ.
ويُضَيِّعُ لؤلؤةَ الغفوهْ.
فالصخرةُ لاتهضمُ مافي الجَنَّةِ،
والجَنَّةُ لاتهضمُ مافي الصخرهْ.
حَيْـرَهْ.
حَيْـرَهْ.
قَصِّرْ خطوَكَ ياقدَّاحْ،
أَمسكْ عطرَكْ،
وتَضوَّعْ في حقلٍ؛
يُصغي للوردِ، ويفهمُ كنْهَ اللغةِ العطريَّهْ.
فالصخرةُ لا تفقهُ شيئاً.
والصخرةُ لم تتنفَّسْ
في رئةِ المستنقعِ غيرَ الرائحةِ النتنهْ.
أمسكْ عطرَكَ ياقدَّاحْ.
لاتسكبْ أَطيابَ الجنَّهْ.
لاتسكبْ أَطيابَ الجنَّهْ.
ـــــــــــــــ
4- العصفور
ماعادَ العصفورُ يُزقزِقْ.
ماعادَ لزقزقةٍ مِنْ أُفقْ.
أَلآفاقُ انغلقتْ.
والمفتاحُ يَصيرُ نَعيقْ.
يَسقطُ في المستنقعْ.
يَتخبَّأُ بين الضفدعِ والضفدعْ.
أَلمفتاح نَقيقْ.
تَتبرّأُ أَطيارُ البَرِّ من الجُنحِ وأَضواءِ الفَجرْ
تَسقطُ في المستنقعِ، تَغطسُ حَدَّ القَعرْ.
فيمدُّ لها المفتاحُ المخبوءُ طريقْ.
ويَظلُّ العصفورُ البريُّ مُحاصرْ،
بين الموتِ بعيشٍ، والعيشُ بموتْ.
فالعصفورُ المنفيُّ بوادي الصمتْ
يأَبى أَنْ يتنفَّسَ غيرَ هواءِ البَرْ.
يأَبى أَنْ يَسقطَ أو يَغطسَ في المستنقعْ.
يأَبى أَنْ يتضفدعْ.
لوقُصَّ جناحاهُ. لومُزِّقْ
أَشلاءً.لو ذُرِّيَ. لو أُحْرِقْ.
لن يَتضفدعْ.
أَويَتبرَّأْْ.
لايَملكُ غيرَ الزقزقةِ الحلوةِ من شئْ.
ـــــــــــــــ
5- كلمات الماء                
كلماتُ الماءِ تَضيعْ.
ويظلُّ السنبلُ حيرانْ.
كلماتُ الماءِ فوانيسْ.
في ليلٍ مقطوعِ السَّاقْ.
هشَّمَها السنبلُ في الظلماءْ،
وهي تُضئ.ْ
كانتْ حِرْزا كلماتُ الماءْ.
لو خبَّأها السنبلُ ما كان الجدبُ يَجئْ.
ـــــــــــــــ
6- النخل                       
مُلتفٌّ في شَرَكِ الدمعِ النخلْ.
مُلتفٌّ بالجرحِ الأَخرسْ.
مُلتفٌّ بعباءةِ ذُلْ.
تأَسرُه للجدْبِ فسائلُ حمقاءْ.
لم تبلغْ أنْ تتهجَّى لغةَ التمرْ.       
تبصقُ في جبهتِه الشمَّاءْ.
تسحقُ أَعذاقاً منْ عَسْجَدْ.
فالنخلُ فراتٌ مجروحُ الماءِ
تُلاحقُه الصحراءْ.
لافرحةَ كالعصفورةِ حوليه ترفرفْ.
لاغيمةَ تنزفْ.
لاشمسَ تُمشِّطُ باللؤلؤِ
أَطرافَ ضفائرِه الخضراءْ.
لاأُغرودةَ تُعشبُ في الصمتْ.
لاموتْ.
حتَّى الموتْ
بابٌ ينسدُّ بعينيهْ.
ويظلُّ النخلْ.
تأَسرُه للجَدْبِ فسائلُ حمقاءْ.
ويصيرُ الأَسرْ
مسماراً في الجرح الأخرسْ.
سكَّيناً تأكلُ من رئتيهْ.
لكنَّ النخلْ
يبقَى عالي.
ينجرحُ النخلُ ويبقَى عالي.
يُمطرُ منه الجرحُ ويبقَى عالي.
ويموتُ النخلُ ويبقَى عالي.
ـــــــــــــــ
7- العطر                
عطرُكِ يطرقُ بابي
يبركُ في العتبةِ منتظراً صوتي،
ورفيفَ فراشاتي.
وأَنا رجلٌ مابقيتْ عنديَ
قارورةُ طيبٍ ظمأَى.
تستقبلُ في فرحٍ عطرَ الأُنثَى.
فالبابُ- حبيبتَنا- مُوصَدْ.
ومفاتيحي أَقصاها الحزنُ فما تأَتي                          
 وأَنا عصفورُ وريداتٍ
يذبحُني أََنْ أُبصرَ عطرَكِ في بابي
مثلَ الشحَّاذةِ مُنتظراً صوتي،
ورفيفَ فراشاتي.
لكنْ
أَفراحي أََحملُها بين يديَّ جنازهْ.
أَتصيرينَ بنفسجةً فوق جنازهْ ؟
لا...
لا...
فَيَدَي لم تَجرحْ في يومٍ وردهْ
ـــــــــــــــ
8- الوردة العارية
تحمحمُ خيلُ الرياحْ،
فترتبكُ الغابةُ الواقفهْ.
ويلتفُّ بالخوفِ صفصافُها.
كأَنَّ على كلِّ صفصافةٍ عاصفهْ.
وتلتفُّ تلتفُّ أَوراقُهـا.
وتلتفُّ تلتفُّ أَغصانُها.
وتلتفُّ بالخوفِ حتَّى الجذورْ.
وتبقى بزاويةٍ
تحت أَحذيةِ الريحِ وردتُكَ العاريهْ.
أَبتْ أَنْ تُغَطَّى بثوبِ انحناءْ.
تطاعنُ جيشَ الرياحْ.
كأَنَّ وريقاتِها المتعباتِ خيولٌ.
كأَنَّ الغُصَيْن اليبيسَ رماحْ.
يمرُّ الربيعُ بها مرَّةً واحدهْ.
وليس يعودْ.
وليستْ تعودْ.
فكيف تبيعُ شموخَ الأَريجْ
بطأَطأَةٍ من سكوتْ؟
فإِمَّا رفيفاََ وإِمَّا تموتْ.
ـــــــــــــــ
9- حمامة الضوء
حمامةُ الضوءِ تلوذُ بالغرابْ.
إِختلطتْ أَلحانُها الخضراءُ بالنعيقْ.
بين حَصَى الصديقْ،
ورملِ مايقالْ.
ضيَّعتِ الخطوةَ والطريقْ.
تحصارتْ.
خرساءَ لن تصيحْ.
مااستسلمتْ للريحْ.
لكنَّما الجوعُ الذي يأَكلُها،
أَسلمَها للريحِ والغرابْ.
وما الذي يُطعمُها الغرابْ؟
وما الذي تلتقطُ الحمامهْ؟
ليس سوى تفسُّخِ الجُثَثْ،
وشوكةِ الهمومْ.
حمامةَ الضوءِ ،إذنْ،
لاتخمدي.
لاتسكني كالحَجَرِ.
إنفجري.
ياأَروعَ الأَلغامْ.
واتَّقدي.
كوني ليَ الصوتَ،
وكوني الفجرَ ، في السكونِ والظلامْ.
إنفجري،
فإنَّما الحريقْ
أَجملُ من لوذِكِ ذلاً بالدجى،
وخلطِكِ الألحانَ بالنعيقْ.
ياقدوةَ الحمامْ.
ـــــــــــــــ
10- طائرالبرّ 
حبيبتي
خلعتُ أُغنياتيَ البريَّهْ،
نزعتُ جمرةَ الرمالِ،
غصتُ عاريَ الرؤى.
أُفتِّشُ البحارَ عن شرارةٍ،
أَلبسُها في الثلجِ، فالتقيتِنيْ:
شكوتُ عريي، فارتديتُ منكِ لؤلؤهْ.
بردتُ فاحتضنتِ رعشتي بمدفأَهْ.
دفئتُ، ياحبيبتي،
لكنَّني أَحزمُ بارتباكةٍ حقائبي.
لأَنَّني أَبيتُ أَنْ أُبدِّلَ الرئهْ.
وإِنَّني أَشيطُ إِنْ تُغازلي الأَسماكْ.
منحتِني مملكَةَ البحرِ بلا ثمنْ.
أَعطيتِني المفتاحْ.
غدرتِ بالكوسجِ والحيتانْ.
لكنَّني لن أُصبحَ السلطانْ.
لأَنَّني أَبيتُ أَنْ أُبدِّلَ الرئهْ.
أَبيتُ أنْ أَقرأَ عنْ تَنفُّسِ الضفادعْ:
(تَصعدُ للضفافِ في المسـاءْ
تَنزلُ في الصباحِ تحت الماءْ)
إذا خلعتُ أُغنياتيَ البريَّهْ؛
فهذه المملكةُ البحريَّهْ،
تصطكُّ مثلَ القبرِ ياحبيبتي.
لا لنْ أُريدَ هذه المملكةَ البحريَّهْ.
ولنْ أُريدَ التاجَ ياحبيبتي
وها أنا أَرحلُ حيثُ البرُّ
بانتظارِ أُغنياتيَ المكسورهْ.
والعشبُ والعصفورهْ.
ـــــــــــــــ
11- صحوة حُلم                   
أَتمدَّدُ فوق فراشيَ مثل وريقةِ توتٍ
مقطوعهْ.
أَلقحطُ يُهدِّمُني،
وأَنا أَتقوَّى وهماً بدخانِ سجارهْ.
أَتصفَّحُ صحرائي عطشَى.
أَرسمُ أُنثى.
أُلبسُها فستاناً أَزرقْ.
وبأَسناني الجوعَى،
بأَصابعيَ المشبوبةِ،أَنهشُها.
أَجعلُها تتعرَّى.
أَسقطُ كالعصفورِ المذبوحِ عليها،
أَسقطُ كالجمرهْ.
وفمي يسقطُ جمرهْ.
يلثمُ كلَّ زواياها.
يتهسترُ كالذئبِ الجائعِ، يُصْعَقْ.
أَستقبلُها بالفرحِ الورديِّ، وبالحلمِ الأَزرقْ.
أَصرخْ:
ياسنبلتي العطشَى!
ها أَنتِ أَتيتِ فيا أَهلا.
ليس يُطفِّئ حزنَكِ غيري.
ليس يُوهِّجُ أَفراحَكِ هذي المثلوجةَ غيري
فتعالَيْ إِغترفي جمرةَ مائيْ.
وتعالَيْ إِضطجعي بين ذراعيْ مائي.
أَشواقُكِ مُتعَبَةٌ فأَريحيها فوق وسادةِ مائي.
ظمِئٌ لشفاهِكِ،ياعطشى، مائي.
ظَمِئٌ ضوئي.
ظَمِئٌ طيني.
فارتشفيني.
فأَنا أَتنفَّسُ من شفتيكِ
نسائمَ أَفراحي المقتولهْ.
مذْ يوم هجرتِ الحقلَ، انجرحَ الماءُ بغدرانيَ،
واكتأبَ الطينْ.
وشروقي كبَّلَه غيمٌ أَسودْ ؛
وسروري بعدكِ مازغردْ.
فأُفيقُ من الحلمِ الخاسرِ والغيبوبهْ.
وأَمدُّ يدي تمتدُّ سدَى.
وأَصيحُ وليس هناكَ صدَى.
وأُقلِّبُ صحرائي عطشَى.
مازالتْ صحرائي عطشَى،
والقحطُ يُهدِّمُني،
وأَنا أَتقوَّى وهماً بدخانِ سِجارهْ.
ـــــــــــــــــــــــــانتهى









 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved