قالت نضال السلمان مسؤولة شؤون المرأة والطفل والعلاقات الدولية في مركز البحرين لحقوق الإنسان ان قضية المرأة العربية تعدّ عاملا مفصليا لتحقيق تقدم وتطور الشعوب العربية، معتبرة انّه لا يمكن تحقيق تقدم فعلي دون إشراك المرأة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وأشارت السلمان الى الارتباط الوثيق بين تحرّر المجتمعات وتحرّر المرأة مشيرة الى انه من مقاييس الديمقراطية في دول العالم.
• ماهي رؤيتك لواقع المرأة العربية الراهن بصفة عامة ؟
بعد اندلاع الثورات في العالم العربي بدا واضحا أن المرأة كانت حاضرة ومتواجدة في كل الحركات الثورية وكل مظاهرات الاحتجاج ولم تتخلف عن مسيرة التغيير، وكانت تتظاهر وبقوة إلى جانب الرجل في الميدان ولم تمنعها الأفكار التقليدية من ذلك، وهو ما يؤكد أن الحراك العربي لم يكن لينجح دون المشاركة الفعالة والقوية للمرأة.
ولكن الواقع الراهن للمرآة العربية شيء آخر، فعلى الرغم مما حققته من مكاسب اقتصادية واجتماعية وسياسية في بعض الأقطار العربية ، فإنّ وضعها الاقتصادي والاجتماعي لايزال متدنيا بالقياس إلى وضع الرجل في عدة نواحي مثلا ارتفاع نسبة أمية الإناث بالقياس مع أمية الذكور على مستوى الوطن العربي، انخفاض نسبة مشاركة الإناث في قوة العمل ويؤدي ذلك إلى تدني نصيب الإناث في إجمالي قوة العمل وارتفاع البطالة بين الإناث. كما انّه يوجد تمييز ملحوظ في الاجور .
• كيف ترين دور المرأة ومشاركتها في المشهد العربي عامّة (سياسيا اقتصاديا اجتماعيا ثقافيّا)؟
بالنسبة الى واقع المرأة العربية اقتصاديا واجتماعيا فهو متدنّ بسبب عدد من العوامل مثل سيطرة عدد من العادات والتقاليد التي تتحيز ضدّ المراة وتاثيرها على دورها النوعي كأنثى.وكذلك النقص في التشريعات وغياب الآليات والوسائل والإمكانيات الملائمة لتنفيذها ومن ثم ضعف كفاءة تطبيقها.
تعد المرأة شريكا أساسيا في تحقيق أهداف التنمية وتطوير المجتمع، ولقد شهدت العقود الأخيرة وخاصة فترة ما قبل الربيع العربي اهتماما متزايدا بالدور الذي تضطلع به المرأة داخل المجتمعات العربية، وخصوصا أنه لا يمكن حدوث أي تحولات أو تقدم دون دور فاعل للمرأة. كما عرفت الدول العربية بانه لايوجد تقدم فعلي دون إشراك المرأة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، علاوة على أهمية إشراك المرأة في عملية التغيير والتنمية الشاملة وبناء مجتمع ديمقراطي فعلي.
• ماهي قراءتك لواقع المرأة الخليجية بصفة عامة ؟
لايمكن حل قضية المرأة الخليجية بمساواتها بالرجل ، إنما القضية الأساسية تتمثل في القضاء على الاستغلال ضد المرأة بكافة صوره وأشكاله ، إذ أنّ من الصعوبة أن يتغير أي مجتمع من المجتمعات إذ لم ينتف عنده هذا الاستغلال.
القضية الأساسية التي تواجهها المرأة الخليجية تتمثل في الاستغلال بكل صوره وأشكاله من جانب الرجل ، خاصة في ظلّ نظرة المجتمع إليها نظرة مزدوجة ، فقد أتاح لها فرصة محدودة في التعليم والعمل ولكنه كبّلها بأغلال جديدة ما زالت تناضل حتى الآن للتخلص منها . ولقد شكلت التنشئة الاجتماعية حاجزاً في طريق طموح المرأة الخليجية ، بل إن اختلاف أساليب التنشئة الاجتماعية بين الابن والبنت قد شوه صورة المرأة . وبالرغم من ذلك فقد ناضلت المرأة الخليجية من خلال اقتحامها لثلاثة مجالات أساسية تمثل أولها في اقتحامها لمجال التعليم ،
وثانيها في اقتحامها لسوق العمل ، أما اقتحامها الثالث فهو مشاركتها الفعلية في تنمية مجتمعها ، ولقد أثر ذلك كثيراً على تغيير، وتحسين، ورفع مكانةالمرأة الخليجية .
• كيف ترين دور المرأة البحرينية في المشهد العام وماهي تطلعاتها والصعوبات التي تواجهها؟
الصورة الظاهرة أن الحكومة البحرينية تتبنى قضايا النساء بدرجة متقدمة على القوى السياسية خصوصا بعد توقيعها على الاتفاقيات الدوليّة، لكن في الوقت نفسه جميع من عينهن النظام البحريني في المناصب القيادية من النساء ينتمين إلى العائلة الحاكمة او محسوبات على تيار الموالاة. لتجميل صورة المرأة العالمية او لبس رداء مخالف للحقيقة دون اداء دور حقيقي .
يتوجب علي الحكومة البحرينية أن توفر الاحترام والكرامة للنّساء اللاتي تعهدت بإظهارهن في العديد من المعاهدات القانونية الدولية مثل العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وإتفاقية سيداو. اذ لا تزال العديد من النساء قيد الإحتجاز التعسفي وقد تعرضن الى الكثير من التعذيب وفصل من العمل ،فقط لمجرّد تعبير المرأة عن رأيها ومطالبتها بالحرية ، البحرين
اكثر دولة في عدد المعتقلات مثلا في عام 2014 تم اعتقال 31 امرأة. وقد تم الافراج عن بعضهن وغيرهن لا تزلن وراء القضبان. ومنذ عام 2011 تم القبض على أكثر من 300 امرأة وتعذيبهن لأنهن عبّرن عن دعمهن لحقوق الإنسان والدعوة الى الإصلاح.