لو عرف كل إنسان قيمة نفسه، بلازيادة او نقصان، لما أساء الى الآخرين لاسيما من هم أفضل منه عطاءً، ولما قلل من شأنهم او قيمة أعمالهم، او أساء الظن بهم، او امتلأ قلبه حسداً وغيظاً إن أصاب أحدهم خير، او طمع في مالايستحقه، مثلما يحدث لدى البعض ممن لم يحققوا في أعمالهم نجاحاً، إذ يسقطون عقد نقصهم هذه على الآخرين متمنين السوء لهم لكي يكونوا معهم في القارب المثقوب الذي يغرق بهم الى قاع الفشل والنهاية !
فمثل هؤلاء إن أصابهم خير احتكروه لأنفسهم ولن يحبوا أن يشركوا الآخرين به، لكن إن أصابهم سوء تمنوا أن يعم الغير !!
ولأنّ السيء يحب انتشار الشر بين الناس فهو يحرص على تحقيق ذلك بمختلف السبل، ومنها الإساءات كالطعن في سمعة شخص او بث إشاعة مسيئة تنتشر بين الناس على عكس الخير الذي قد يبقى حبيس الأنفس او لايلاحظه الناس او يتوقفون عنده طويلاً، او لا يجد منفذاً لتعميمه مثلما يُعمَمَ الشر، ومن هنا يبدو الشر أقوى من الخير، وإن لم يكن كذلك ..
لاتكمن المشكلة في مثل هذا النوع من الأشخاص فقط، وإنما في الآخرين الذين لا يبادرون الى نصحهم وإرشادهم الى الطريق السليم في بناء النفس والعلاقات مع الغير لكي تصبح الحياة أجمل .
إنّ مدّ يد العون الى شخص مريض بالشر ليس بالأمر التعجيزي حتى لايقوم الناس بمحاولة، فإن فشلوا توجب عليهم التصدي لأفكار المسيء وعدم السماح له بالإساءة الى غيره .
لكن للأسف عموم الناس سلبيون أزاء جلسات النميمة وعبارات التقليل من شأن الناجحين، إذ تطرب آذانهم لسماع ماينتقص من الغير، وقد لاتطرب أسماع البعض منهم، ومع ذلك يفضلون السكوت وعدم التعليق او الردّ على المسيء بما يحجم من دوره الشرير في التقليل من نجاحات سواه وبما يجعله يواجه حقيقة قدراته المحدودة التي تجعله بعيداً عن النجاح .
وقد تكون لديه قدرات معينة يغفل عنها، ومن حوله لايدلونه على سبل استخدامها في تحقيق تقدم في عمله او حياته حتى يكون هو أيضاً موضع إعجاب الناس، ليتحول بذلك من حاسد الى محسود !!