حتى السماء

2010-01-26

السماء العامرة بالشمس أو القمر ،
الملبدة بالغيوم والنسيان ،
الملبدة بالتضرع والدعاء ،
تلك التي نمت على تخوم زرقتها
بعدما عثرت على جسدي عائماً بين النجوم
قرب زوارق مكتظة في ماعون الرقي *
وصوت داخل حسن *
يحلق فوق سطوح الصيف
" فوق ارفع إ يدك ، فوق ارفع إ يدك
سلم سلام الزين ، قلبي يريدك " *
قرب جرة الماء على السياج تنتظر لهفة أبي ،
عندما كانت السماء توزع زرقتها
بلا //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/fb13f1b8-7ee1-4674-947b-8295ee40eec4.jpeg هوية ،
السماء التي اتخذناها مظلة للعمر ،
التي أينما حللنا
تواجهنا فيها أكفُ أمهاتنا المتضرعة
مدلاة بحبال خيبة الأمل ،
السماء ،
التي حدق بنجمتها التائه
وركبها زورقاً نحو فنار التيه ،
التي نامت تحت خيمتها عاشقة بانتظار حلم ينسجه نقص النهار ،
السماء التي تغدق بعطفها على وردة الحجر ،
التي تعلمت المراهَقَة من أقمارها
طريقة الغزل ،
التي تلاحقها الأبصار عبر النوافذ
من كل فج بانتظار بريد الصبر
السماء التي وطئتها حرية الشاعر
وجلنا معه بنزهة في شعابها ، كم كانت أسهل
من المرور برصيف يؤدي لمركز أمن الدولة ،
تلك السماء ،
التي أنزلتها بين أناملنا كراسة الرسم ،
قمر سابح بين سعف النخل
وردة صغيرة بيضاء عند جرف الساقية ،
بيت من الصمت يحضنه صوت الفجر ،
ثم غيمة نركب على ظهرها ،
لا بدَ من غيمة
تضحك من سرورنا ،
........................................
السماء ،
هل هي ذاتها ذلك البرج الأزرق ؟
..........................
يقرفص على الطاولة قرب العين الآن
ينثر نجوم الظهيرة
كالأشلاء بموجز الأخبار ،
تخرمه أحداق الطير
وهي تكتظ على أبواب الهواء
في لهيب العمر .

* الرقي باللهجة العراقية هو البطيخ الأحمر

* داخل حسن مغني عراقي * مطلع من إحدى أغانيه

 

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved