السماء العامرة بالشمس أو القمر ،
الملبدة بالغيوم والنسيان ،
الملبدة بالتضرع والدعاء ،
تلك التي نمت على تخوم زرقتها
بعدما عثرت على جسدي عائماً بين النجوم
قرب زوارق مكتظة في ماعون الرقي *
وصوت داخل حسن *
يحلق فوق سطوح الصيف
" فوق ارفع إ يدك ، فوق ارفع إ يدك
سلم سلام الزين ، قلبي يريدك " *
قرب جرة الماء على السياج تنتظر لهفة أبي ،
عندما كانت السماء توزع زرقتها
بلا هوية ،
السماء التي اتخذناها مظلة للعمر ،
التي أينما حللنا
تواجهنا فيها أكفُ أمهاتنا المتضرعة
مدلاة بحبال خيبة الأمل ،
السماء ،
التي حدق بنجمتها التائه
وركبها زورقاً نحو فنار التيه ،
التي نامت تحت خيمتها عاشقة بانتظار حلم ينسجه نقص النهار ،
السماء التي تغدق بعطفها على وردة الحجر ،
التي تعلمت المراهَقَة من أقمارها
طريقة الغزل ،
التي تلاحقها الأبصار عبر النوافذ
من كل فج بانتظار بريد الصبر
السماء التي وطئتها حرية الشاعر
وجلنا معه بنزهة في شعابها ، كم كانت أسهل
من المرور برصيف يؤدي لمركز أمن الدولة ،
تلك السماء ،
التي أنزلتها بين أناملنا كراسة الرسم ،
قمر سابح بين سعف النخل
وردة صغيرة بيضاء عند جرف الساقية ،
بيت من الصمت يحضنه صوت الفجر ،
ثم غيمة نركب على ظهرها ،
لا بدَ من غيمة
تضحك من سرورنا ،
........................................
السماء ،
هل هي ذاتها ذلك البرج الأزرق ؟
..........................
يقرفص على الطاولة قرب العين الآن
ينثر نجوم الظهيرة
كالأشلاء بموجز الأخبار ،
تخرمه أحداق الطير
وهي تكتظ على أبواب الهواء
في لهيب العمر .
* الرقي باللهجة العراقية هو البطيخ الأحمر
* داخل حسن مغني عراقي * مطلع من إحدى أغانيه