حوارمع الدكتورعبدالجليل ناظم عضوهيئة دارطوبقال

2015-06-22
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/064b7ef3-6cf1-4535-8542-6672ae635ed8.jpeg
 مامعنى أن يقدم ثلة من الأدباء المغاربة على تأسيس دار للنشرأ واسط الثمانينات بهدف النهوض بدورالكتاب في الإرتقاء بالفكروالمعرفة والوعي والثقافة في مجتمع مغربي متخلف ومنشغل أساسا بالبحث عن ضرورات حياته المعيشية اليومية وأيضا في ذروة الصراع بين أحلام المثقف وأحلام السلطة ... تلك هي المغامرة التقدمية والجريئة والعالمة التي دخلتها دارالنشرطوبقال التي رأت النور يوم الخامس من نونبر1985 بمبادرة من الأساتذة محمد الديوري، محمد بنيس، عبد الجليل ناظم . وبمناسبة مرورثلاثون سنة على تأسيسها أجرينا الحوار التالي مع أحد مؤسسيها الدكتورعبدالجليل ناظم :
س : منذ الخامس من نونبر1985 أقلعت سفينة دارالنشر طوبقال، اليوم بعد إنصرام ثلاثة عقود كيف ينظرالدكتورعبدالجليل ناظم إلى الحصيلة بين أحلام البداية وذخيرة النهاية ؟
ج : أحييك وأشكرك على دعوتك لهذا الحوار بمناسبة مرور ثلاثين سنة على تأسيس دار توبقال للنشر . عندما أنظر إلى هذا العمر من العمل من أجل الكتاب المغربي يعتريني إحساس متناقض، لقد حققت الدار هدف إنتاج كتاب مغربي حديث قادر على المنافسة والاستمرار بدون أي تنازل على المعايير المعرفية أو الجمالية، لكن الطموح هو أكبر من ذلك بكثير، ولذلك يحس المرء بالإحباط حين يعاين الوضع الثقافي.
س : لوتوقفنا قليلا عند الحصيلة كم إصدارا نشرت دارطوبقال ؟ وماهي الأجناس الأدبية والعلمية الأكثر إنتشارا لديكم ؟
ج : بلغت عناوين الدار أزيد من خمسمئة  بدون احتساب إعادة الطبع .وهي موزعة سلاسل معرفية على رأسها المعرفة الفلسفية و الأدبية .
س : هل مازالت معايير ومقاييس الإنتقاء هي نفسها أم تغيرت مع تغير أنماط الإستهلاك الفكري والأدبي إذا كان طبعا هناك تغييرا في هذه الأنماط ؟
ج : تعني كلمة التغيير في سؤالكم التحول إلى الكتاب الالكتروني . انتشار الوسائل الرقمية لا يدل في حد ذاته على انتشار القراءة . من جهة أخرى، المعيار الأساسي لأي ثقافة واعية يتلخص في ثلاثة : المعرفة، الإبداع، الانفتاح . خارج هذا المعيار نسقط في الاجترار. في توبقال حافظنا على هذا المعيار بدون تنازل كما قلت سابقا .
س : كانت أزمة القراءة وماتزال أزمة مزمنة وبنيوية سوسيو ثقافية كيف واجهتم هذه المعضلة العربية منذ الإقلاع قبل ثلاثين عاما ؟
ج : واجهنا أزمة القراءة أولا بكسب ثقة القارئ وهذا شيء نعتز به .
س : سؤال قد يبدو محرجا نوعا ما، نود أن نعرف ماهو الإصدار الذي حقق أعلى مبيعات ورواجا لدار النشر طوبقال على مدى ثلاثة عقود ؟
ج : عناوين كثيرة حققت مبيعات. في سياق محدودية قارئ الكتاب المبدع، السؤال يتعلق ب" الكمية المحدودة من السحب التي لا تتعدى الثلاث آلاف نسخة في أحسن الأحوال " وهذه هي المشكلة.
س : وماذا عن مشكلة التوزيع التي تعاني منها سوق المنشورات في المغرب ؟
ج : التوزيع مشكل معقد، حاولت توبقال خلق بنية مرنة وهذا غير كافي بطبيعة الحال.
س : الأستاذ عبدالجليل ناظم ربما قد خفت حدة مشكلة التوزيع مع ظهور أسانيد وحوامل جديدة للتلقي (الإنترنت، المواقع الإلكترونية ..إلخ ) ماهورأيكم في أدوات التلقي هاته ؟
ج  الأسانيد والحوامل الجديدة لا تعطي نتائج على مستوى القراءة إلا في المجتمع القارئ .
س : ربما سيكون هذا هو رأس الأسئلة في هذا الحوار المهم جدا، فقد دخل على خط النشر منذ عشر سنوات مايسمى بالكتاب الإلكتروني الذي حقق أعلى رقم مبيعات مقارنة مع الكتاب الورقي في الولايات المتحدة الأمريكية أولا كيف تنظرون إلى هذا الغريم الجديد، ثم ألا تفكرون في دخول هذه المغامرة الرقمية ؟
ج : حالة أمريكا مثال واضح لما قلت، إن ازدهار الكتاب الالكتروني أدى إلى ارتفاع مستوى القراءة الورقية وقد أعيد فتح المكتبات في وجه العموم بعد أن كانت قد أغلقت، وكذا المكتبات الخاصة، لنتأمل هذا المثال .
س : بعلاقة مع السؤال السابق فقد أطلقت كل الجرائد الوطنية نسخها الإلكترونية ومن المتوقع أن يزداد تراجع عدد مبيعات الصحف الورقية في حين سوف يزداد عدد زوار النسخ الإلكترونية ماذا يشكل هذا الإنقلاب الإعلامي الورقي بالنسبة لكم وللدار عموما ؟
ج: وضع الكتاب يختلف عن وضع الدوريات . مع ذلك علينا أن نتابع كل الاحتمالات .
س : وبالرغم من كل هذا التراجع فالكتاب الورقي مازال يقاوم وتقام له معارض جهوية، وطنية ودولية ماهي إستراتيجية دار النشر طوبقال للرفع من حضورها ومن مبيعات إصداراتها في المستقبل على المدى المتوسط والبعيد؟
ج: الاستمرار في الانفتاح على المعرفة الإنسانية  . 
س : على المستوى العربي وباعتباركم رئيسا لاتحاد الناشرين المغاربيين ماهي حدود التنسيق والتعاون مع إتحاد الناشرين العرب ؟
ج: الأوضاع سيئة على المستوى العربي . نحاول بتواضع الحفاظ على الحد الأدنى من التنسيق .
س : من دون شك أن فعل القراءة هو منظومة يتداخل فيها العديد من الفاعلين مثلا وزارة الثقافة ووزارة الشبيبة والرياضة ووزارة التعليم والمجتمع المدني أليس هذا التشتت في تحفيزوتدبير فعل القراءة مسؤول عن غموض في الرؤية ؟
ج: المسألة الثقافية على أهميتها ليست على رأس جدول الأعمال، والمؤسف أن المجهودات المبذولة إما فردية أو معزولة في وزارة بعينها . الشأن الثقافي حيوي ووجودي ويمس المستقبل . لنوسع أنظارنا لما يحدث في العالم .
س : مارأيك في جائزة المغرب للكتاب ؟ ثم ألا ترى أننا في حاجة إلى خلق جائزة المغرب للقراءة 
ج: الجائزة في نظري دعم للإبدع وفي الوقت نفسه دعم للبنية التحتية للكتاب المغربي .


معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved