أحزان رمبرانت وأفراح كريستي !

2009-08-06
لم يكن ألرسام ألهولندي ألعالمي ( رمبرانت ) يتصور وهو يشهر إفلاسه ويبيع معظم لوحاته ألفنية بما فيها تلك ألتي إقتناها وصرف على شرائها ألكثير من ثروته أنه سيبيعها عام 1650 بدراهم معدودة ليسدد ديونه ألتي تراكمت عليه ،وأنه بعد أكثر من 350 سنة سوف تعود لوحاته هذه لتباع بملايين ألجنيهات الإسترلينية ، لكنها هذه ألمرة عن طريق مزاد عالمي شهير لم يكن موجودا أيام رمبرانت هو مزاد كريستي ، فمن ألمتوقع أن تحطم لوحة تصفها هذه ألصالة بأنها تحفة فنية لرمبرانت ستعرض في ديسمبر / كانون ألأول وتتوقع أن تجلب ما يصل إلى 25 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل 41 مليون دولار فيما قد يكون رقما قياسيا بالنسبة للوحات ألفنان ألهولندي ألذي سبق وإن سجلت إحدى لوحاته عندما بيعت في نفس ألصالة بعشرين مليون جنيه إسترليني عام 2000 وهي تمثل سيدة مُسنة .
هذه أللوحة ألتي ستعرض في ألمزاد هي عبارة عن صورة نصفية لرجل يضع يده على خاصرته رسمها عام 1658 ولم تعرض للجمهور منذ نحو 40 عاما ، وكانت تعود ملكيتها لهارتفورد ألثاني ولي ألعهد ألهولندي وهو من أغنى رجالات هولندا آنذاك وقد وصفت أللوحة بأنها من أعظم ما رسمه رمبرانت ، ورست أللوحة بعد ذاك في جامعة كولومبيا عام 1950 وكانت معلقة في مكتب رئيس ألجامعة عندما إحتل طلابها ألمكتب وإعتصموا فيه لمدة إسبوع إحتجاجا على بقائها في ذلك ألمكتب وعدم حفظها في مكان آمن ، وقد إنتهى ذلك الإعتصام بعد قبول رجال ألشرطة بشروط ألمعتصمين وقد بيعت بعد سنوات من خزنها بأكثر من مليون دولار .
ريتشارد نايث رئيس مشترك في إدارة كريستي وصف أللوحة بأنها صورة رائعة حقا وهي تعكس أسلوبا متأخرا لرمبرانت ألذي يعتبر من أعظم ألفنانين والأكثر نفوذا في ألتأريخ ألأوربي واللوحة مرسومة على نحو عمودي وبخلفية قاتمة .
ورامبرانت ألمولود عام 1606 والمتوفي عام 1669 في هولندا يعتبر من كبار أساتذة فن ألرسم ألغربي ، بسبب ألقوة ألتعبيرية ألكبيرة ألتي تميزت بها أعماله ولوحاته ألشخصية ، بالإضافة إلى معرفته ألعلمية بنظريات ألضوء والظلال وكذلك تفرده بقيم إنسانية نبيلة وأفكاره وتأملاته حول مصير ألجنس ألبشري ، كل هذه ألعوامل جعلته يحوز على إعجاب ألعالم به ، كما وإشتهر أيضا برسومه ألتي إستخدم فيها ماء ألذهب وهي طريقة فريدة من نوعها أبدع فيها ومنها لوحة ( ألأشجار ألثلاثة ) ولوحة
( قطع ألمائة فلوران ألنقدية ) و ( يسوع يبشر ألناس ) .
درس ألفن على يد كبار ألفنانين في هولندا وتفوق عليهم قبل بلوغه ألعشرين من عمره ، وبدأ بتدريس ألفن منذ عام 1642 وتتلمذ على يديه كثير من ألفنانين ألهولنديين .
أصبح بعد ذلك مرسمه ألخاص محجا يقصده ألأثرياء وكبار رجالات ونساء ألبلاط الملكي ألهولندي والوزراء لينالوا ولو رسما واحدا من ريشته ألعبقرية ومن أطرف ما حفلت به حياته ألعملية حكايته مع لوحته ( حارس ألليل ) ألتي أنجزها عام 1642 وهي من أشهر أعماله إذ أن صاحبها ألذي كلفه برسمها لم يقبلها لأن رامبرانت لم ينفذ ألتغيرات ألتي طلبها منه ذلك ألشخص ، لكنه باعها بعد فترة بمبلغ كبير جدا مما يعني أن أعمال رامبرانت مطلوبة من قبل ألجميع .
لكن ألأيام لاتحمل ألمسرات دائما فقد فجع فناننا بمقتل زوجته وأولاده ألثلاثة في ظروف غامضة وعاش أيامه ألأخيرة في دارة صغيرة مع عشيقته بعد أن باع كل شيئ حتى ذلك ألمنزل ألكبير في أمستردام وجميع ما كان يحويه الإستوديو ألخاص به إرضاءا لدائنيه ومات وهو لايملك حتى ثمنا لتلك ألحفرة وذلك ألصندوق ألذي سيواري جسده.
ألهوامش
(1) صحيفة / ألكارديان أللندنية
(2)رويترز/ الإخبارية
أحمد فاضل

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved