إِني على الوعدِ وعدْ

2009-11-30

(قصة شعرية وأُقسمُ أنَّ أغلب عناصرها حقيقية ، صاحبتها امرأة لا تحتملُ الشوق... ساقها قدرها إليَّ، وما مجيئها ورحيلها إلا كالوهم لأنها غير قادرة ٍ على أن تعبر ضفاف أنهر العِشقِ)


جاءتْ إليَّ في المساءِ تدّعي.

وقفتْ وقالتْ:

عاشقي

هلْ //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/dcd68e43-63ba-439d-8d19-9410f891e3ef.jpeg تذكرُ الوعدَ الشقي؟!!

وتغنّجتْ

وتمايلتْ

في قدِّها

كصبية ٍ في عمرها

لمْ تشرب الكأسَ

ولمْ تتذوق ِ

.....

وكأنّها

لمْ تعشق ِ

**

قلتُ لها: يكفي دلعْ

قالتْ بلى:

أمسي انقشعْ

بركانيَّ في قذفه ِ

تلكَ الحممْ

أقوى من الموج العتيِّ إذْ شَرعْ

قلتُ لها:

يكفي لكِ أنشودة ً

غرّدتها منذُ الصِّبا

لمْ تبتعدْ

قالتْ: بلى

طيران في الصدرِ إذا

همسَ الحبيبُ في رغدْ

لو أنكَ في قُربيَّ

أعطيكَ روحي والجسدْ

لو أنكَ في بحريَّ

أُعطيكَ دُراً لم تجدْ

قلتُ لها: يكفي دلعْ

قالتْ بلى

كلُّ الحسان عُمرها عاشتْ دلعْ

صادرتني حينَ بكى

نهدي على لمس ٍ رهيف ٍ وانتهدْ

آه ٍ لكَ حينَ سكبتَ

عطرَكَ

فوقَ الشفاه ِ والنهدْ....

جاوزتُ في العُمرِ مراهقة َ الغِوى

لكنني نارٌ إذا ما تبتعدْ

قلتُ لها:

أصبحتُ شيخاً عاجزاً

لا تشعلي النارَ بعودي إذْ خمدْ

ضَحِكتْ وقالتْ أعرفُ

كمْ موجة ٍ ماتتْ على شطِّ هواكَ في رغدْ..؟!!

أنتَ الذي أشعلتَ فيَّ موقداً

لا زالَ في صدري حنيناً يرتعدْ.

أنتَ الذي خطَّ على أجفانيَّ

قِصصَ الهوى

واحسرتي

أنتَ الشهيد ُ

تجتهدْ...؟

أنتَ الذي علَّمتني أنْ أقرأ ذاك الهوى

لا زالَ في الصدر حنينُكَ ما ابتعدْ

لا زلتَ في الحبِّ رياضاً تُزهرُ

والله لا زلتَ ولدْ

واللهِ لا زُلتَ ولدْ

ولدْ ولدْ

***

يكفي تُمانعُ وصليَّ

جئتُ إليكَ أطلبُ

حَرِّكْ بيَّ أُنثى الجسدْ

ثورْ كمائنَ عِشقيَّ

وأطفىءْ ليَّ ما يبتردْ

لا تبتعد لا تبتعد....

(راحت تتابعُ هذيانها)


(قلتُ لأمي مرةً

يا أُميَّ هلَّ تعرفي طعمَ

الشهدْ؟!

قالتْ كهمس ٍ خاطف ٍ

ومض ٌ إذا الليلُ سها

والنوم أشواقٌ تعدْ

الشهدُ في ذاك الحنين ِ إنْ غفا

والنومُ في حضن الحبيب كالولدْ

صحتُ بأمي .... ما لهُ

اللهُ يا أُمي الولدْ؟!!!)

***

قلتُ لها:

سحرُ الحلال ِ يا وعدْ

قالتْ ليَّ :

هلْ تذكرُ حينَ أنطفأنا سكرة

والعطرُ فاحَ وابتردْ؟!!!!!

لا تنبشي تحتَ الرماد ِ جذوتي

إنْ أُشعلتْ

ستحرقُ

كلّ البيادرِ دفعة ً

منْ يُطفىءُ نار المحبِّ في الصدد؟!!

قالتْ: أُحبُكَ جذوة ً

أَشعِلْ بها باقي الجسدْ

(قيسٌ وليلى) غادرا

لكنما العِشقُ ولدْ

دعني قصيدة َ عِشقِكَ

وأشربْ من الكأسِ

إذا شئتَ البردْ

سوفَ أظلُ أُشعِلُ

فيكَ البراكين مددْ

ثمَّ التفتُ حوليَّ في دهشة ٍ

رحلتْ وقالتْ: يا فتى

كانَ الخيالُ يجتهدْ

صحتُ بها لا ترحلي

لا ترحلي

لم أسمع

غيرَ طيوف ٍ تبتعدْ

واستدركتْ ....حينَ -

نستْ من شوقها

عندي-

فعادتْ كالغريب

إذْ يعود للبلدْ

ثمَّ بكتْ ثمَّ بكتْ

صحتُ بها هلْ ترجعي؟!!

إِني على الوعدِ وعدْ

صحتُ بها.....

لم أسمع غيرَ طيوف ٍ

تبتعدْ.

غيرَ طيوف ٍ تبتعدْ

***

ألمانيا. شتاتلون.

15/2/2009م

اسحق قومي

شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا

Sam1541@hotmail.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved