جمال المرأة تحت مجهر الأدباء والحكماء...

2012-03-25

الحديث عن جمال النساء، يقتضي سبر أغوار شخصياتهن، وتلمس مكامن القوة والضعف فيها، وقد يعتقد معتقد أنّ المرأة فقط جمال مظهر خارجي، مصطنع بالتجميل بمستحضرات خاصة وعطور جذابة، وملابس أنيقة، وإكسسوارات غالية... هذا الاعتقاد خاطئ وإلاّ فهذا الجمال خادع وزائف، وستصبح المرأة أكذوبة جميلة اشترك في صنعها الحلاق...ومصمم الأزياء... وقبل أن ندخل إلى أعماق شخصيات هذا الكائن الذي لا يمكن أن تسير الحياة بدونه، أستسمح القارئ أن أقف عند محطة لأحد فلاسفة التنظير للمرأة فقد قال :
المرأة متقلبة دائماً لأنّها خليط من الورد في لونه وعطره، ومن الزهر جماله، ومن الورقة حنينها، ومن الغصن تمايله، ومن حفيف الشجرة جنيها وأنينها، ومن النسيم لطفه، ومن العسل شهده، ومن العلقم مرارته، ومن الذهب بريقه، ومن البحر عمقه، ومن الأمواج مدها وجزرها، ومن النجوم لمعانها، ومن الشمس حرارتها، ومن الندى قطراته، ومن الريح تقلباتها، ومن الماس قساوته، ومن الحياة حكمتها، ومن الحرباء تلونها، ومن الغزال شروده، ومن النمر شراسته، ومن الثعلب مكره ومن الزمان غدره.
أما '' نابليون '' الذي قال : '' فتش عن المرأة '' فقد اعترف بجبروت هذه المرأة حيث لامس قوتها باعترافه : '' إنّ المرأة التي تهز السرير بيمينها، قادرة أن تهز العالم بيسارها ''.
فالشخصية الجميلة للمرأة لا يمكن لمكياج العالم ولا لآخر صيحات الموضة...أن تظهرها، بل الشخصية الجذابة هي التي تترك مكاناً في نفوس العائلة والأقارب...فالمظهر الخارجي رغم أهميته، إلاّ أنّ البساطة تجذب أكثر من المغناطيس. سئل أحد الفلاسفة: كيف تختار امرأتك؟ فأجاب: لا أريدها جميلة فيطمع فيها غيري، ولا قبيحة فتشمئز منها نفسي، ولا طويلة فأرفع لها هامتي، ولا قصيرة فأطأطىء لها رأسي، ولا سمينة فتسد علي منافذ النسيم، ولا هزيلة فأحسبها خيالي، ولا بيضاء مثل الشمع، ولا سوداء مثل الشبح، ولا جاهلة فلا تفهمني، ولا متعلمة فتجادلني، ولا غنية فتقول هذا مالي، ولا فقيرة فيشقى من بعدها ولدي.
من خلال قراءاتي لمجموعة من الكتب التي تتناول شخصيات نسائية، وقع اختياري على هذه الألوان من النساء. وسوف يلاحظ القارئ أنّ شخصياتهن يصعب فهمها.... ! لكن وجب التنبيه أنّ الخصائص التي تميز طبائع النساء، لا تقتصر على بعضهن، بل قد تنطبق على بعض الرجال.
1 ـ المرأة الطموح : طموح المرأة يجب أن يرتبط بثقتها بنفسها، وموضعها الاجتماعي، وملكاتها الشخصية، لتجعل الناس يحترمونها. والمرأة المسرفة في الطموح، القليل يرضيها، والكثير لا يغنيها، لأنّها تطمع فيما بأيدي الناس.
2 ـ المرأة الكذوب : لا يمكن أن تستقيم معها الحياة، لأنّ شرور الكذب كثيرة ومصائبه أكثر. فهو يخلق الشك والقلق وقطع الصلات، وارتكاب الحماقات وتأليف العداوات، وانقلاب الحياة الزوجية إلى تعاسة أبدية.
3 ـ المرأة الحمقاء : هي المرأة نضجت أنثوياً، وتخلفت فكرياً وذهنياً، فتبلدت لديها مناطق التحكم في سلوكاتها، وفقدت السيطرة والاتزان، ممّا خلق حالة من الاندفاع والتهور والاضطراب في التفكير، وبالتالي عدم القدرة على إصدار الأحكام وتوجيه السلوك الوجهة السليمة.
4 ـ المرأة اللعوب : هذا النوع يأخذ الحياة بشكل عبثي، حيث اللعب والمرح والضحك واللهو... والانطلاق نحو اكتشاف علاقات بدون حدود... الحياة مع الزوج والأولاد يكتنفها القلق والتوتر.
5 ـ المرأة المسترجلة : أي المشتبهة بالرجال ويكفينا تعليقاً ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء ).
6 ـ المرأة النكدة : النكد نهاية العلاقة الزوجية. ومن أشهر الزوجات اللواتي اشتهرن بالنكد، الإمبراطورة '' أوجيني '' زوجة الإمبراطور الفرنسي '' نابليون الثالث، وزوجة الكاتب الروسي '' تولستوي ''، وزوجة الرئيس الأمريكي '' ابرهام لنكولن ''.
7 ـ المرأة البذيئة اللسان : يقول '' عمر بن الخطاب '' : لم يعط عبد من بعد الإيمان بالله تعالى خيراً من امرأة حسنة الخلق، ولم يعط عبد من بعد الكفر بالله تعالى شيئاً أشد من امرأة بذيئة اللسان سيئة الخلق ''.
وبذائة القول تتجلى في التلفظ بألفاظ قبيحة والغيبة والنميمة والكذب والخوض في أعراض الناس...
8 ـ المرأة المنافقة : الصفات التي تميزها تنقض العهود وتسعى للمنكر وتنهى عن المعروف...
9 ـ المرأة الحقود : هي شحنة ديناميت مملوءة بالحقد متفجرة، تدمر الأخضر واليابس، فقلبها امتلأ حقداً، تتمنى زوال نعمة الآخرين لتنعم بها، امرأة ظالمة وشكاكة.
10 ـ المرأة الطائعة لله : هي امرأة تطبق ما أوصى به الله وأمر، أو ما نهى عنه وزجر.
11 ـ المرأة الطائعة لزوجها : رضاء الزوج من رضاء الله، هذه القاعدة تنطلق منها هذه الزوجة المطيعة لربها ولزوجها ما لم يأمر بمعصية أو شرك.
12 ـ المرأة العفيفة : العفة تشمل الجوارح كلها. وهي للمرأة بمنزلة الروح للجسد والنور للعين ولا حياة بدونها ولا كرامة بغيرها.
13 ـ المرأة الصابرة : هي امرأة تصبر على البلاء كما تصبر على العطاء، تصبر على الطاعة فتؤديها وتداوم على فعلها وتصبر على البعد عن المعاصي.
14 ـ المرأة القانعة : القناعة هنا تعني الرضاء والتسليم بما كتبه الله أو منحه دون اعتراض، وهي القدرة على التكيف مع الواقع بما فيه من رغائب أو مصائب.
15 ـ المرأة العاقلة : هي من تشارك زوجها في السراء والضراء، وتمتاز بالرأي الصائب والفكر الثابت، وحسن الخلق والطبع الجميل.
16 ـ المرأة الحداقة : هي امرأة تفضل الأثرة على الإيثار تستخدم عينيها لتحدق بها في كل شيء حولها أو يمر أمامها أو تراه خلفها... لا تأخذ منه عبرة تنفعها أو موعظة تستفيد منها.
17 ـ المرأة الغيورة : المرأة الغيورة نفهم المقصود منها من خلال حديث رسول الله عليه السلام : ( من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يكره الله، فأمّا ما يحب فالغيرة في الريبة، وأما ما يكره فالغيرة من غير ريبة ).
18 ـ المرأة ذات الحياء : وهي التي ينطبق عليها قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنّ من نساء الجنة امرأة ذات حياء، إن غاب عنها زوجها حفظت نفسها وماله، وإن حضر أمسكت لسانها عنه ).
19 ـ المرأة خضراء الدمن : وهي المرأة التي حذرنا منها رسول الله عليه السلام فقال : ( إياكم وخضراء الدمن، قالوا وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال : المرأة الحسناء في المنبت السوء ).
هذه مجموعة من النماذج التي وردت في كتب وجمعت بين غرائب وعجائب النساء، والغرض من استحضار هذه النماذج العبرة من الأمثلة، والابتعاد والتحذير من الشخصيات المهدمة...
وأخيراً، فالمرأة مدرسة وهي مربية الأجيال، فإن انهارت أخلاقها، وشذ سلوكها انهارت من ورائها الأمة...

مصطفى قطبي

باحث وكاتب صحفي من المغرب

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved