كأنة زلزال وزلزلت ارض اقليم شتايامارك النمساوي صباح يوم السبت الساعة السادسة والنصف  وبالتحديد مدينة ( فويتسبيرغ ) في اغرب عملية هدم في تاريخ النمسا الحديث حين تم اسقاط المدخنة التاريخية والتي يبلغ طولها 180 متراً وكانت في الماضي القريب وبالاخص قبل 10 سنوات محطة لتوليد الطاقة الكهربائية في غرب الاقليم.نظراً للتطور السريع والكبير في النمسا في مجال الطاقة تم التوقف بالعمل بهذه المحطة وقررت الشركة المالكة للمحطة ( بور) بهدم البرج العملاق في الاقليم ورغم كل المحاولات بين حكومة الاقليم والشركة وجهات اخرى الا انها باءت بالفشل واخيرا يتم هدم وتفكيك البرج والذي يعد بدوره احد معالم النمسا وسقوطه كان اشبه بافلام الهوليود والسينما .

نقطة الصفر الساعة السادسة والنصف صباحا ويوم السبت 8\8\2015 كي لا يرى سكان المدينة سقوط البرج ويتألم لنهاية برج عاش معهم وكان الزاد والعمل للكثيرين من سكان الاقليم ولاعتباره الرمز عند السكان المحليين . وقبل ثلاث ايام من هدم البرج يتم القرار على تفكيكه وهدمه وهدم هذا المعلم الحضاري الذي يدين له سكان الاقليم بالخير، بدأ العمل بخطة الهدم يوم الخميس 6\8 وعن طريق حفارة الروبوت ( الآلية )  باستخدام أزميل يخترق الخرسانة في المدخنة والقاعدة وصباح السبت تتم العملية بطريقة فائقة في التكنيك والتقنية الحديثة وبعدها قالت الشركة المالكة ( بور ) بانهم لم يمكنهم تحديد الاثار المحتملة على المياه الجوفية في الايام القادمة وقال محافظ المدينة بانه سعيد بأن الهدم حدث دون مشاكل وبعد تفكيك وهدم البرج كتبت الصحافة النمساوية بصورة مكثفة حوله وقالت بانه اكبر مشروع هدم في تاريخ النمسا الحديث .

لقد كان منظر البرج ومن بعيد ساحرا ويمكن مشاهدته من الاماكن البعيدة ومن قمم الجبال ايضا وكان من العلامات الفارقة والنقطة الدالة في المنطقة غرب الاقليم .

 

( يوحنا سكوريانس )..ناشطة في حقوق الانسان تحدثت لي عن سقوط هذا البرج وقالت بانها ترعرت في هذه المنطقة وهذا البرج والمدخنة للفحم والذي كان يزود المنطقة بالطاقة الكهربائية له مكانة كبيرة في قلوب السكان المحليين وقد عمل في هذا المكان اجدادها ووالدها وناسها وقالت بان الالم الحقيقي حين نرى معالمنا تنهار ولا نقدر ان نمنعهم  وقالت بان البرج كان من معالم الاقليم الحضارية والنقطة البارزة وصورة برج الاقليم ستظل في ذاكرتهم وكان على الطريق واردفت بان لكل انسان في هذه المنطقة ذكريات مع البرج ولكن الحكاية مع التاريخ ومعنا فكلنا سنحترق وسنصبح رماداً، البرج ونحن سنلتقي حينما نكون رماداً، وهذا البرج دخل قلب تاريخ البلاد والاقليم النمساوي سيفقده كرمز وطني .

ماذا سيحل بارض البرج والمحطة التي تبلغ 245 الف مترمربع، فربما ستصبح اراض سكنية وربما شركات صناعية ترافق التطورالحاصل في العالم ولكن برج بيزا المائل النمساوي سيظل خالدا في ضمير السكان المحليين بحيث اخبرني احدهم بانه لا يتصورالعيش في المدينة ثانية من دون مشاهدة البرج وربما سيبحث عن مدينة اخرى .. ان تفكك معلما تاريخياً ليس بالامر الهين وخاصة في بلاد تعشق الفن والتاريخ والانسان النمسا!!!