في مانهاتن وكنتاكي آلاف الأطنان من الذهب تحت الأرض
الذهب هذا المعدن البراق الجميل رافق الانسان عبر العصور في عالم الفنون والصناعات الدقيقة, وهو في نفس الوقت معدن ثمين ونادر فاستخدمه الانسان في التبادل التجاري والمالي وضمان للعملة الوطنية, وقد كرّمت حضارتنا الذهب ولكن في نفس الوقت حذرتنا من الانسياق وراء بريقه. ويعجز اللسان والقلم عن وصف الخزائن التي شيدتها الدول الكبرى لحماية آلاف الأطنان من الذهب المستخدمة لتدعيم عملتها واقتصادها.
وسنحاول هنا اعطاء فكرة عن خزائن الذهب للولايات المتحدة التي تملك أكبر احتياطي ذهب عالمي المخبأ في مانهاتن وكنتاكي.
تستطيع الولايات المتحدة أن تفخر بأنها أول حارس للذهب في العالم , وتقدر كمية المعدن النفيس المخزون لديها كاحتياطي لعملتها والمخبأ جزءٌ منه في مانهاتن نحو ثمانية آلاف طن من الذهب، أي أكثر من ضعف الكمية التي تملكها ألمانيا التي تحتل المرتبة الثانية في التصنيف, وتقدر قيمة هذه الكمية بنحو350 مليار دولار كضمان لا ينازع للنقود الورقية وللإيداعات المستخدمة في التعاملات التجارية والمالية.
وان الكمية الموجودة من المعدن الثمين في مانهاتن بنيويورك, مخبأة في خزائن محكمة ومحفورة في الصخر على عمق خمسة طوابق تحت الارض للفرع النيويوركي للبنك الفدرالي الأمريكي (البنك المركزي) على مسافة قريبة جدا من وول ستريت.
ويبقى قسم من هذا الكنز مخزنا في القواعد العسكرية في فورت نوكس (ولاية كنتاكي. وسط - شرق) وويست بوينت (ولاية نيويورك. شمال - شرق).
أن قلعة فورت كنوكس (Fort Knox) هو الخزانة الرئيسية لاحتياطي الذهب في الولايات المتحدة الأمريكية بنيت عام 1936 وهى تقع في ولاية كنتاكي بالولايات المتحدة، تحتل مساحة 110 ألف فدان من الأرض، على بعد 35 ميل من بلدة "لويس فيل"، ولقد تم اعتبارها الدرع الاقتصادي الأمريكي منذ عام 1918م. (جريدة 25 ينايـــر الالكترونية المصرية ,الموسوعة العربية العالمية , ويكيبيديا, الموسوعة الحرة).
وهذا المبنى يعتبر أكثر المباني حراسة في العالم, حيث عليه حراسة مشددة جدا فهو مبني من الجرانيت الصلب والخرسانة المسلحة ومحاط بسياج من الصلب، والمبنى محاط بمعسكر حربي أمريكي هائل يتكون من جيش من الحراس مهمتهم حراسة المبنى على مدار الساعة. واستكملت الخزانة الأمريكية بناء مستودع الذهب في الحصن عام 1936م.
والذهب المخزن تحت الأرض في نيويورك يعود بمعظمه إلى 36 حكومة أجنبية تبحث عن الأمن المالي والمادي، والإجراءات الأمنية المفروضة على الذهب المخزن في غاية التعقيد مما يثني اكثر عمليات السطو مهارة.
وقد اضطر أحد مراسلي وكالة فرانس برس من إظهار أوراقه الثبوتية من خلال ستار واق من الرصاص ولا يخترقه الصوت للدخول إلى بهو البنك ذي التصاميم الفاخرة.
وأضاف أن الزوار يمرون مع مرافقيهم إلى المصعد الذي يقود إلى الطوابق تحت الأرض، وعند الوصول يدخل الزوار إلى قاعة الخزنات من خلال نفق ينتهي بجهاز دائري مهيب من الفولاذ يقوم بدورة قبل أن يؤدي إلى «كهف الكنوز».
وفي الداخل يشرف ثلاثة موظفين يأتون من أجهزة مختلفة من البنك لفتح الأقفال الثلاثة لكل خزنة مليئة بالمعدن الثمين. والعبارة المكتوبة عند مدخل غرفة الكنوز -باللون الذهبي- مقتبسة عن قول للكاتب الالماني الشهير غوته "الذهب لا يقاوم" والذي طالما نصح الولايات المتحدة بالاحتفاظ بالذهب خاصة في أوقات الأزمات والاضطرابات, وهو ما تقوم به الولايات المتحدة الآن خاصة بعد الأزمة الاقتصادية التي تمر بها أمريكا وعجزها عن سداد مديونيتها وهو ما أدى لتسارع مستثمري القطاع العام والخاص لشراء وتخزين الذهب بكميات كبيرة خاصة مع تراجع قيمة الدولار وعدم استقرار اليورو .
وهكذا اشترت المكسيك 93 طنا من الذهب ، كما انتقلت عدوى شراء الذهب الى روسيا وتايلاند والصين، رغم تحذير المراقبين.
إلا أن المعدن الثمين يبقى على درجة كافية من الأهمية في نظر العديد من الحكومات الأجنبية التي طلبت من الولايات المتحدة الاحتفاظ بمخزوناتها في الخزنات النيويوركية تحت الارض.

