مُنحت خمس نساء متميزات من القارات الخمس جائزة لوريال - اليونسكو للنساء في ميدان العلم التي نظمت في دورتها التاسعة. وقد سلَّم مدير عام اليونسكو، كويشيرو ماتسورا، وسير ليندسي أوين - جونز، رئيس مؤسسة لوريال، الجوائز في مقر اليونسكو بباريس.
وفيما يلي قائمة بأسماء الفائزات، وجميعهن عالمات فيزياء أو كيمياء:
البروفسورة أمينة غوريب فقيم (موريشوس، أفريقيا)، "عن إعدادها قائمة حصر بالنباتات النامية في موريشوس والبحوث التي أجرتها بشأن التطبيقات البيولوجية والطبية لتلك النباتات". هي أستاذة محاضرة في مادة الكيمياء العضوية ونائبة رئيس جامعة موريشوس. أعدت أول قائمة حصر بالنباتات العطرية والطبية في موريشوس وجزيرة رودريغز المجاورة. وقد أتاح تحليلها العلمي للخصائص المضادة للأمراض الجرثومية والفطرية والداء السكري والمتوفرة في عدد من النباتات البدء باستخدام هذه الأخيرة كمواد بديلة وفعالة للأدوية التجارية. موقع الإنترنت
البروفسورة ليجيا غارغايو (تشيلي، أميركا اللاتينية) "عن دراساتها بشأن الجزيئات المرنة ذات السلسلة الطويلة". هي أستاذة محاضرة في مادتي الكيمياء والفيزياء في الجامعة الكاثوليكية الباباوية في سانتياغو (تشيلي). تناولت بحوثها بشكل خاص كيفية تفاعل الجزيئات البسيطة بهدف منح الخصائص الوظيفية للأنزيم. وتتيح النتائج التي نشرتها تطوير التطبيقات في مجالات متنوعة كالتكنولوجيا والطب والبيئة. موقع الإنترنت
البروفسورة ميلدريد دريسلهاوس (الولايات المتحدة، أميركا الشمالية)، من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، كامبريدج، ماساشوستس. كوفئت عن "دراساتها النظرية في فيزياء الجوامد، وبالأخص لوضعها مفاهيم أنابيب الكربون الدقيقة (النانوتيوب)" التي تمثل، بفعل حجمها الصغير وصلابتها الميكانيكية العالية وموصليّتها الكهربائية المرتفعة، الحل المثالي للموارد الجديدة المستخدمة في صناعة الدراجات "ذات خفة الريش" والشاشات المسطحة. موقع الإنترنت
البروفسورة مارغاريت بريمبل (نيوزيلندة، آسيا - المحيط الهادي)، عن "تركيباتها الاصطناعية لمنتجات طبيعية معقدة، وبالأخص التُكسينات الموجودة في الرخويات والمحاريات". هي أستاذة محاضرة في الكيمياء العضوية والطبية (كرسي جامعي) في جامعة أوكلاند. كرست مارغاريت بريمبل قسطاً كبيراً من أعمالها لتركيبة تكسينات الرخويات مما اتاح إعداد أدوية لمعالجة مرض ألزهايمر والصرع وارتفاع الضغط والأمراض القلبية - الوعائية والسرطان. موقع الإنترنت
البروفسورة تاتيانا بيرشتاين (روسيا، أوروبا)، عن "بحوثها بشأن شكل وحجم وحركات الجزيئات ذات السلسلة الطويلة". هي أستاذة محاضرة في معهد مكونات الجزيئات الضخمة وعضوة في الأكاديمية الروسية للعلوم (سان بطرسبورغ). كانت وراء اكتشاف خصائص التنظيم الذاتي في أبرز الأنظمة المكثورية - المؤلفة بتكثير الأصل - التي تستخدَم في صناعة النيلون والبوليستر وأسفنج البولستيرين والبلكسيجلاس والتِفلون.
جرى اختيار الفائزات لعام 2007 في أعقاب مداولات لجنة التحكيم الدولية لجائزة لوريال - اليونسكو في علوم المادة لهذا العام، برئاسة البروفسور بيار جيل دو جان، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، وبحضور البروفسور كريستيان دو دوف، الحائز على جائزة نوبل في الطب والرئيس المؤسس لجائزة لوريال - اليونسكو. وقد حصلت كل فائزة على مبلغ 000 100 دولار أميركي.
وأعلن مدير عام اليونسكو في هذه المناسبة: "تكتسي شراكة لوريال - اليونسكو طابعاً نموذجياً من خلال نظرتها إلى العلم، إذ تسعى إلى تشجيعه بهدف ضمان مستقبل كوكبنا. كما أن الجانب النموذجي يظهر في الدور الذي يجب أن تؤديه منظمات كمنظمتينا في مواجهة هذا التحدي الكبير". وأعلن رئيس مؤسسة لوريال بدوره قائلاً: "شراكتنا تنمو يوماً بعد آخر لأنها ترتكز على قناعة راسخة بشأن حاجة العالَم إلى العلم، وحاجة العلم إلى النساء، وحاجة النساء إلى المساعدة والتشجيع والاعتراف بإنجازاتهن لمواصلة مسيرتهن العلمية بنجاح".
فما زالت النساء في أكثر الأحيان يعانين من التهميش والتمييز في ميدان العلم. وهن لا يمثلن سوى 27% من عدد الباحثين عبر العالم، في ظل نسب تفاوت كبيرة بين القارات: 46% في أميركا الجنوبية، 29% في أفريقيا، و15% في آسيا، بحسب دراسة أجرتها اليونسكو عام 2006 .أما في أوروبا، فلقد أحصت المفوضية الأوروبية نسبة 32% من النساء بين موظفي المختبرات العامة و18% منهن فقط في المختبرات الخاصة. كما تشير منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي إلى التراجع اللافت في عدد الطلاب في مجالي العلم والتكنولوجيا، لا سيما في صفوف البنات، وخصوصاً في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا.
تشكل جوائز لوريال - اليونسكو ثمرة شراكة فريدة من نوعها، وتهدف إلى الاعتراف بإسهام باحثات متميزات في تطور العلم وتشجيع مشاركة النساء في البحث العلمي. ولا شك أن الفائزات يمثلن نماذج يحتذى بها بالنسبة إلى الأجيال الصاعدة، مما يشجع النساء الشابات عبر العالم على الحذو حذوهن. وقد تلقت 47 عالمة من 21 بلداً هذه الجوائز حتى الآن.
لقد أفادت أكثر من 350 باحثة عبر العالم من برنامج "من أجل النساء في ميدان العلم" حتى اليوم. كما يشار إلى أن لوريال واليونسكو أطلقتا هذا البرنامج الرائد عام 1998، مما أدى إلى إنتاج مشاريع عدة بهدف دعم النساء في مجال العلم وتشجيع تطور المعرفة وتحسين تنمية المجتمعات على الصعيد العالمي. وفيما عدا الجوائز، يجري تقديم خمس عشرة منحة دولية مشتركة لليونسكو ولوريال سنوياً بهدف إثراء خبرات الباحثات الشابات الحائزات على درجة الدكتوراه. وقد جرى تسليم منح عام 2007 في 21 شباط/فبراير الجاري في مقر اليونسكو بباريس. كما يشار إلى أن أكثر من 200 منحة وطنية "لوريال" قدِّمت إلى شابات يحضرن شهادة الدكتوراه منذ عام 2001، بمساهمة اللجان الوطنية لليونسكو.
في ضوء النجاح البارز الذي حققته، تواصل شراكة لوريال - اليونسكو نموها بهدف محاربة أشكال التمييز وتوعية الشباب إلى أهمية المهن العلمية. وسيدعم البرنامج المشترك هذا العام أنشطة جديدة لتوعية الشباب في المدارس والجامعات إلى هذا الموضوع عبر مختلف مناطق العالم، بمبادرة من عدد من الفائزات وأعضاء في لجنة التحكيم.
***
منذ إنشائها عام 1945، كرست اليونسكو جهودها لإلغاء كل أشكال التمييز وتشجيع المساواة بين الرجال والنساء. وإلى جانب إعداد البرامج التربوية العلمية الموجهة بالأخص إلى البنات، أنشأت اليونسكو سلسلة من الكراسي الجامعية التي تقيم صلة مباشرة بين النساء في ميدان العلم عبر مناطق العالم أجمع: موقع الإنترنت
تشكل لوريال الشركة العالمية الرائدة في مجال مستحضرات التجميل، وتقوم بتطوير منتجات ابتكارية لتلبية حاجات المستهلكين في 130 بلداً عبر العالم. تحصي الشركة حوالي 3000 شخص يعملون في مراكز البحث التابعة لها (وعددها 14) في فرنسا وآسيا وأميركا. وتودع هذه المراكز مئات براءات الاختراع سنوياً. كما تشكل النساء 55% من أعضاء فرق بحث لوريال، وهي نسبة مئوية لا تعادلها أي نسبة أخرى في ميدان الصناعة.