رلى الجردي، كندية من أصل لبناني . روائية وشاعرة وباحثة أكاديمية بجامعة "مكيل" مركز الدراسات الإسلامية منذ سنة 2004 كتبت الشعر في سن مبكر ونشرته في مجلة مدرسية في بلدة الشويفات، حازت على المرتبة الثانية في امتحانات البكالوريوس للفلسفة درست علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية ببيروت . نشرت مقالات قيمة حول رواية " المتشائل " لإميل حبيبي في مجلتي الطريق وأدبيات، وترجمت قصائد لخليل حاوي ومحمود درويش إلى الانجليزية . صدر لها مقالات متفرقة حول التاريخ الإسلامي، في إيران والمجتمع اللبناني .
تابعت دراستها العليا الماجستير والدكتوراه في التاريخ الإسلامي والأدب العربي المعاصر في جامعة" يال" بأمريكا سنة 1998 . ساهمت بإنشاء الرابطة العربية في جامعة" يال "وترأستها، عنيت الرابطة بشؤون ثقافية وسياسية عربية، خاصةً دعم القضية الفلسطينية ومقاومة الفكر الإستشراقي، شاركت في نشاطات المجمع الثقافي اللبناني الكبيكي وقدمت عدة أمسيات شعرية بكندا. نشرت قصائدها في جريدة السفير، الحوار المتمدن، وغيرهما، عرض بعضا منها المخرج العراقي وحيد مطشر،" البكاء على بابل " مترجمة إلى الانجليزية في فيلم رتبة شرف أفضل " . حازت على عدة منح علمية وجوائز، منها جائزة مطشر سنة 2013 وأطروحة دكتوراه 2002 من جامعة" اكرون " أوهايو " التفوق المبكر في الإنجاز الثقافي " و" أطروحة دكتوراه 2002 . صدر لها :
1- كليلى او كالمدن الخمس/ شعر/بيروت : دار الفارابي .2016 .
2-غلاف القلب/ مجموعة شعرية/ بيروت/ السويد : دار نلسن 2013 .
3-الكثافة/ رواية/ السويد : دار نلسن 2007 .
تنشر باللغة العربية، وقد نشرت قبلها شاعرات كنديات من أصل لبناني باللغة الفرنسية من بينهن
نادين اللطايف ..
1-Ce que vous ne lirez pas. poésie . Montréal: Editions du Noroit,2010.
2- Les Métamorphoses d Ishtar suivi de Entre les Fleuves . poésie , Montréal : Le Noroit.2008.
3-Le rire de l eau . poésie .Montréal: Editions du Noroit,2005.
-Le Livre Des Dunes .Montréal: Editions du Noroit ,1999.4
-Elegies du Levant .Montréal : Editions du noroit ,1995. 5
- Entre Les fleuves . poésie , Montréal : Guernica ,1991. 6
- Les Métamorphoses d Ishtar. Montréal : Guernica,1987 Réimpression1988.7
ندى سطوف
1-Le portrait de ma mère , poésie, Ed .Poètes de brousse,2014
2-La Mur , poésie, Ed .Poètes de brousse ,2011
3- Bayt . poésie, Ed .Poètes de brousse ,2009
4- Mémoires et un sommeil . poésie, Ed .Poètes de brousse,2007
5- Attente prévue. poésie, Ed. Al-jdid, Beyrouth, 2000.
6- Postiche ouvert au vent. Poésie ,Ed.Al jdid , Beyrouth,1997
قصيدة "ناطحة كشجرة الكرز" من ديوان " كليلى أو كالمدن الخمس" ص84-85
"ليلى" علم من أعلام النساء العربيات الذي حظي من خلال الذاكرة الشعرية العربية بحضور كبير من منا لا يعرف، معشوقة قيس بن الملوّح، التي شيدت صرح القصيدة العربية بين الماضي والحاضر في تشكيلات فنية رائعة فأصبحت ليلى أسطورة العشق في أعلى رتب الجنون، نركض كليلى .
"أركض كليلى وراء"ص 13
الشاعرة رلى توظف "ليلى" في لعبة ماكرة، لا شيء يكتب عندها عبثا، إنها تقلب ذاكرة الشعر العربي بأناقة ومهارة وذكاء، لتشكل بحروف عربية وهج حب جميل يعبر المدن الخمس، وكأنها ترقص على الحرير، لترسم سطورا بلون فواجع الزمن الراهن
- التقابلات المضمرة والظاهرة :
التحلق فوق الجسدين{ العناق } ----- الانفصال
التوعد ----- السلام
الجلد{ الرعب }------- الوقوف بين لوحات بيكاسو
انغلاق الجلد على الجلد ----- الدخول بين العيون المتشابكة
في هذه القصيدة غائب وحاضر، ظاهر وباطن، كون وعدم، الكون والعدم هما المقولتان اللتان تؤول اليهما المقولات الدلالية الاخرى، هو البنية العميقة التي تشتق منها معاني وخيالات القصيدة ..
التحلق حول الجسد اي العناق المتبادل، المتبادل واخراج الكرزة وتذوقها وسائط التعبير عن الخروج من العدم الى الكون، من عدم سابق مؤلف من نقيض العناق والكرزة والرؤية والذوق . كل هذه المعاني او الاشياء، او الافعال، او الاحوال، عبارة عن اكوان برزت بعد غياب . كانت غائبة لانها كانت عدما، او معدومة في قبل النطق الشعري . كل الشاعرية تكمن في رصد كيفيات ظهور الاكوان من اللاشيء المتقدم عليها . الاكوان جمع يشترك في الكون . لذلك نقتصر في ما يلي على مقولة الكون والعدم عند التعرض لما شابه ما تقدم، يمكن لمن شاء ان يكتب قصيدة عدمية بالاعتماد على هذه القصيدة . يكفيه ان يعوض مظاهر الكون بدلائل العدم اي بنقيض الوسائط الكونية التي يجدها في هذه القصيدة . لن يجد في كل الاحوال الالفاظ المعوضة، لذلك سيلجأ الى العبارات البديلة، وفي كل الاحوال سينتج القصيدة العدمية المقابلة لهذه القصيدة الكينونية . مثلا تكون القصيدة العدمية السالبة شيئا كما يلي :{ لا اعرفك ولا تعرفني وليس لنا اجساد ولا ابصار ولا اتحرك لاخفي جسدا نباتيا في جيبي ثم لاتذوقها لأنه لا اجساد ولا اشياء ولا حركات ... الخ }
اذن الكتابة الشعرية هنا عبارة عن فرار من العدم الى الكون . للعدم ألفاظ تدل عليه في القصيدة الغائبة : لا نتحلق –لاجسد– لا اخراج – لا ذوق –توعد – جلد – وشاية --- الخ . اما ألفاظ الكون فهي المتناثرة في القصيدة الا ما كان منها ذا معنى سلبي، لذلك تقوم في القصيدة مقابلة تخترقها بين الكوني والعدمي :
الكوني : التحلق – الجسد – الكرزة – المذاق – الرؤية – الخ
العدمي : التوعد – الوشاية – الجلد
نلاحظ في هذا الخصوص ان الالفاظ العدمية لا تتعدى ثلاثة ألفاظ امام الكثرة الكاثرة من الالفاظ الكونية اي بقية الالفاظ في القصيدة ..
الفرق بين الروائي والشاعر:
الفرق بينهما كامن في ان الروائي يصف المرحلة العدمية او لا يجعلها كلها مستلزمة منطقيا غائبة لفظا، بخلاف الشاعر، يصف الروائي العدم ويصف كيفيات الخروج منه . وفي الغالب يكون مظهر العدم او الوسيط الذي يخرجه الى عالم العبارة قضية مشكلة او أزمة او كارثة أو غير ذلك مما شابه، اما الشاعر فيعمل مثل ما حدث في هذه القصيدة : يضمر قصيدة العدم او الكارثة الاولى او المشكلة، ويفر لفظيا الى التعبير عن الكون ويترك للقارئ ان يتخيل المشكلة العدمية القائمة وراء القصيدة، الازمة التي يمثلها العدم في وجدان الشاعر تختفي بوقوع الشاعر في الكون، يفر الشاعر بابداعه من العدم او الازمة الى الكون، الى الفرح، لذلك تظل الازمة وراء القصيدة . بلغة اخرى : تمثل القصيدة حل لمشكلة وجودية، في الرواية هناك البداية ثم التأزم ثم الحل . اما في القصيدة قصيدة ناطحة كشجرة الكرز فهناك الحل فقط، لكنه حل يكشف ماورائياتها، يكشف من خلال نوافذه الازمة او المشكلة او العدم الرابض وراءه والقائم والمستتر خلفه .
لابد من واسطة بين العدم والصور المعبرة عنه، هذه الواسطة هي الحرمان، لا احد يتوعدنا في نيويورك، تستلزم كما قدمنا ان التوعد حاصل في غير نيويورك في عالم وزمن آخر، التوعد والجلد والمنع من الوقوف على جذع شجرة والعجز عن مشاهدة اللوحات كلها امثله للحرمان المفارق . العدم يتمظهر بالحرمان، والحرمان يتمظهر بهذه الجزئيات التي تفر منها الشاعرة الى نقائضها الوجودية :
العدم ---- الحرمان ----- التوعد والجلد... الخ
من الحرام الى الحلال : حرية الجسد الذي يرمز له التحلق وحرية الذوق وحرية الغناء وحرية الحركة في المكان { جذع شجرة } وحرية المشاهدة { لوحات بيكاسو }, كل ذلك حريات كانت حراما فصارت حلالا، المحرم هو كونها قبل ان تحرم هي، تحريم الكون مقدم على تحريم الجسم أو الحركة الممثلة له . هنا تتحرر الحرية من التحريم وتكون هي موضوع الحرمان المفارق، واذا كان العدم يستوسط الحرمان ليظهر في صور مختلفة كما اسلفنا فان الكون يستوسط الحرية .
الكون -----الحرية -----الجسد المكان المشاهدة ....الخ
الحاصل ان النصوص الابداعية الشعرية انما تحكي الم الاحساس بالعدم وصور التخلص منه . ما قلناه هنا عن قصيدة ناطحة كشجر الكرز عن نصفها الاول يمتد الى الباقي منها الذي لم نشر الى الفاظه في ما تقدم، ان الشاعرة تقدم في القصيدة كلها مسلسلا من الوسائط الكونية : الكسل المدهش . الدخول بين العيون المتشابكة بلا تردد . انغلاق الجلد على الجلد ...الخ ... كل ذلك احوال ومظاهر للحرية الوجودية التي تستقبل الشاعرة وتخلصها من احساس العدم وترفعها الى الاحساس بالكون، وبلذة الكون وتجعلها تتطابق مع حقيقتها الكائنية او الكينونية .