كتاب من تأليف المؤلفة البريطانية النسوية ماري وولستونكرافت، يعتبر من أوائل الأطروحات في الفلسفة النسوية. ردت وولستونكرافت في هذا الكتاب على المنظرين والمفكرين السياسيين والاجتماعيين في القرن الثامن عشر والذين لم يكونوا يؤمنون بحق المرأة في التعليم. دافعت ماري عن حق النساء في التعليم بما يتناسب مع وضعهم في المجتمع، زاعمة أن دور المرأة أساسي لا يمكن الاستغناء عنه للأمة لأنها ستثقف أبناءها وستكون رفيقة لزوجها تعينه على تحمل أعباء الحياة، بدلا من أن تكون مجرد زوجة. وبعكس النظرة السائدة في المجتمع آنذاك للمرأة بأنها مثل الحلي أو الممتلكات التي يتم تبادلها عن طريق الزواج، أصرّت ولستونكرافت على أن المرأة إنسان تستحق نفس الحقوق الأساسية التي يمتلكها الرجل. كان الدافع وراء تأليف ولستونكرافت لـ "حقوق المرأة" قراءتها بيان تشارلز موريس تاليران – بيريجورد " Charles Maurice de Talleyrand-Périgord's " إلى الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1791 , والذي قال فيه أنَّ المرأة يجب أن تحصل على تعليم منزلي فقط ، وقد إستخدمت موقفها وتعليقها على هذا الحدث لتشنّ هجوماً واسعاً ضد التمييز الجنسي ، و لتَتهم الرجال بأنهم هم من يدفع المرأة لتضعف أمام عواطفها . فكتبت ولستونكرافت "حقوق المرأة" على عجل كتفاعل مباشر مع الأحداث الجارية، وكانت تنوي أن تكتب أُطروحات أخرى أكثر عمقاً في لمس قضايا المرأة لكنها توفيت قبل ذلك . وبينما تُنادي ولستونكرافت للمساواة بين الجنسين في نواحي معينة من الحياة ، كمسألة الأخلاق ، فإنها لم تصرح بمسألة تساوي الرجال مع النساء ، فموقفها المبهم بشأن المساواة بين الجنسين جعل من الصعب تصنيف ولستونكرافت كمُدافعة عصرية عن قضية المساواة ، لا سيّما أنه لم يكن يُسمح لها بقول كلمة أو فكرة . وبالرغم من أنه من الشائع الآن الإفتراض بأن أطروحتها في " حقوق المرأة" تم تلقيها بشكل سلبي، فهذا الفكر الخاطئ الحديث اعتمد على الاعتقاد بأن ولستونكرافت كانت تعاني في حياتها لتصبح ما عليه الآن خصوصاً بعد نشر المؤلف ويليام قودوين " William Godwin" مذكرات عن مؤلفة " دفاع عن حقوق المرأة عام 1798. وقد حظي " حقوق المرأة " بقبول حسن بعد نشر المذكرات لأول مرة عام 1792. وعلق أحد كُتَّابِ السيرة عليها "ربما يعد من أكثر الكتب المبدعة في عصر ولستونكرافت ".
كُتب كتاب "الدفاع عن حقوق المرأة " ضد الثورة الفرنسية والمناقشات التي أٌجريت في بريطانيا. تناول المعلقين السياسيين البريطانين موضوعات تتراوح من الحكومة الممثلة لحقوق الإنسان إلى الفصل بين الكنيسة والدولة في الحرب الحية وأحياناً في الحرب الظالمة، والتي يطلق عليها الآن ثورة الجدل. أثيرت العديد من هذه القضايا في فرنسا أولاً. كانت يلستونكرافت أول من دخل هذا المعمعة عام 1790م بكتاب " الدفاع عن حقوق الرجل "، رداً على كتاب إدموند بيرك (Edmund Burke) " انعكاسات على الثورة الفرنسية " (1790). في هذه " الانعكاسات " انتقد بيرك وجهة نظر الكثير من المفكرين البريطانيين والكتاب الذين رحبو بالمراحل الأولى من الثورة الفرنسية. حينما رأو أن هذه الثورة نظيره للثورة المجيدة في بريطانيا في سنة 1688م، والتي قيدت صلاحيات النظام الملكي، ناقش بيرك ذلك بأن المناظرة التاريخية المناسبه كانت الحرب الإنجليزية الأهلية (1651-1642) والذي تم فيها إعدام تشارلز الأول(Charles I ) في سنة 1649م. ووضح أن الثورة الفرنسية تعتبر اسقاط عنيف للحكومة الشرعية. كما قال في كتابه أيضاً أن ليس للمواطنين حق في الثورة ضد حكومتهم لأن الحضارة توافقٌ في الآراء الإجتماعية والسياسية، هذه هي تقاليدها التي لا يمكن أن تكون تحديًا بشكل مستمر، والنتيجة هي الفوضى. أحد حجج ولستونكريف الرئيسية في كتابها " حقوق الرجال"، والتي نٌشرت بعد كتاب بيرك بستة أسابيع، أن الحقوق لا تقوم على التقاليد، ويجب أن تٌصدق الحجج لأنها معقوله وعادله بغض النظر عن أساسها في التقاليد.
عندما قدم تشارلز موريس تاليران – بيريجورد كتابه "تقرير حول التعليم العام" sur l'instruction publiqueRapport للتجمع القومي National Assembly في فرنسا عام 1791, كانت ماري ويلستونكرافت متحفزة جدا للرد عليه , إذ ذكر تاليران في توصياته المتعلقة بالنظام القومي للتعليم: (دعونا نقوم بتجهيز النساء اللاتي لا يتطلعن إلى تلك المزايا التي ينكرها الدستور عليهن, بل ليعلمن ويقدرن تلك الأمور التي يضمنها الدستور لهن..... الرجال مقدر لهم أن يعيشوا على مسرح الحياة, التعليم العام مناسب لهم: لأنه يضع نصب أعينهم مبكرا مشاهد الحياة, فقط مع اختلاف الأبعاد. البيت الأبوي (الأسري) أفضل للتعليم النسائي: لديهن حاجة أقل ليتعلمن التعامل مع اهتمامات الآخرين, من أن يتعودن على الحياة الهادئة والمنعزلة أهدت ولستونكرافت كتابها (حقوق المرأة) إلى تاليران وذكرت في الإهداء: "بعد قرائتي بسرور كبير الكتيب الذي نشرته مؤخرا, أهدي هذا الكتاب لك: لحثك على إعادة النظر في هذا الموضوع, وأن تزن بنضج ماقدمته في مايتعلق باحترام حقوق المرأة والتعليم القومي." . بنهاية العام 1791 نشرت الناشطة النسوية (الناشطة بحقوق المرأة) أوليمب دو غوج Olympe de Gouges كتابها "إعلان حقوق
المرأة والمواطنة" Declaration of the Rights of Woman and itizenthe Female C , وبهذا أصبح التساؤل عن حقوق المرأة محورا للنقاشات والمناظرات السياسية في كلا من فرنسا وبريطانيا.
"حقوق المرأة " هو امتداد لحجج ولستونكرافت في " حقوق الرجال " . في " حقوق الرجل" وكما يوحي العنوان، تشعر بالقلق على حقوق رجال معينين ( رجال القرن الثامن عشر الميلادي البريطانيين) بينما في "حقوق المرأة" ، فهي تشعر بالقلق على الحقوق الممنوحة "للمرأة"، كفئة مجردة. ستونكرافت لا تحدد حججها لنساء القرن الثامن عشر الميلادي أو للنساء البريطانيات. يتناول الفصل الأول من " حقوق المرأة " مسألة الحقوق الطبيعية (natural rights) ويسأل عن من لديه هذه الحقوق الغير قابلة للتنازل وعلى أي أساس. و تجيب انه طالما أن الحقوق الطبيعية قد منحت من قبل الله فإن من الخطيئة حرمان جزء من المجتمع للجزء الآخر منها، بالتالي فإن " حقوق المرأة " لا يشارك فقط في أحداث معينة في فرنسا وبريطانيا ولكنها أيضا تثير أسئلة أكبر لدى الفلاسفة السياسيين المعاصرين أمثال جون لوك (John Locke ) وجان جاك روسو (Jean-