إلى الأستاذ هنري بدروس كيفا المحترم

2008-09-11

أسمح//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/dcd68e43-63ba-439d-8d19-9410f891e3ef.jpeg وا لي أن أعتبر طلبكم للرد على أسئلتكم الواردة في مقالكم (هويتنا السريانية بين خيال الشاعر ونزاهة المؤرخ).. وساماً لي ...وأعتبر هذا التكليف الأخوي أمراً أعتز به وإن دلّ على شيء فإنه يدل على احترامكم لنا ونحن نبادلكم الاحترام نفسه.....

فماذا كتبنا منذ التسعينات حول موضوع حسم أمر اللغة وتسميتها في كتابنا القصور والقصوارنة وقبائل الجزيرة السورية.وحول هل لنا قومية واحدة أم ماذا؟!! وإن كُنا قد أضفنا ما أضفناه في النهاية ليكون استجابة واقعية حول أسئلتكم..... نؤكد في ذاك الكتاب على قيمة موضوعية وعلمية تعتمد القياس الاسطوطالي...فماذا نقول هل قوميتنا واحدة أم ماذا؟؟!

وحين نكتب في التاريخ فإن للخيال أيضاً مكانه كما لا يفارق الخيال العالم حينَ يضعُ نظرية ما ويُحاول إثباتها فإنه بحاجة إلى قفزة في الخيال..لكننا في التاريخ هناك مناهج نعتمدها وأقلها المنهج الوصفي والمنهج التحليلي والمنهج التاريخي....ونأخذ بالمناهج الحديثة في علم التاريخ.

فماذا قلنا سيدي؟!!

قومية واحدة أم ماذا؟؟!

 

مسألة القومية والهوية مسألة هامة. فإذا عدنا إلى مسألة التسميات فأننا نقول: يوجد موضوع في الواقع ثمّ توجد ذات عاقلة تسمي ذلك الموضوع ويدخل في اهتمام نشاطها العقلي ويبدو ذلك الموضوع جزءاً من حياتها وصيرورتها.ومسألة القومية بعيدة الأغوار ومختلفة المشارب.إلاّ أن علم اللغات يساعدنا على القول أن الكلمة والمعنى.الشكل والمضمون (الموضوع) تتداخل في رسم خرائط معينة. وإذا كانتا كلمتا عرب وعروبة نتاج اللغة الآرامية.من عربويو أي لمن كانوا يعيشون غرب نهر الفرات من الآراميين.إلاّ انهُ لا يمكن القول بعدم استقلالية العرب والعروبة(سياسياً) بزمن طويل يمتد إلى 1800سنة قبل الميلاد.رغم أن أول مرة يظهر فيها اسم العرب في الوثائق،عام 854.قبل الميلاد.عندما حالف العربي جندبو.ملك دمشق برعدري(بهندد).وقدم له 1000جمل في حربه ضد شلمنصر الثالث، وقد يكون أصل العرب من الآراميين البدو الذين ساعدوا دويلة بيت زماني الآرامية في ثورتها على أشور بانيبال في سنة 880ق.م،والأكيد أن بدو شبه الجزيرة العربية كانوا في الصحراء الممتدة بين الديار السورية وبلاد ما بين النهرين،وأن سورية وهذه المنطقة التي تلي سوريا،هي المهد الأول للساميين،الذين أطلق عليهم أسماء مثل(آرام،وعبر،وخابيرو،وأمورو)(1).وكانت القبائل العربية التي تنحدر من أصل آرامي والتي عاشت في بلاد ما بين النهرين تعتنق اليهودية ثمّ المسيحية.وأثناء الغزو الإسلامي للبلاد اسلم بعضها وبعضها بقيّ على مسيحيته حتى القرن الخامس للهجرة.أي حتى حوالي 1080م.ومن تلك القبائل .قبيلة تغلب وهي من ربيعة ومنازلها أرض الجزيرة التي سميت ديار ربيعة.=قبيلة بنو عقيل: =قبيلة النمر.= قبيلة بنو شيبان( ثعلبة).=قبيلة بنو بكر بن وائل. وديارها (آمـد) ديار بكر.=قبيلة طي.=قبيلة تنوخ.=وحوالي سنة 350م أنشأ مار هلاريون رأس نسّاك فلسطين كنيسة في بلدة الخلصة

__________.

1=المصدر:الشيخ نسيب الخازن.من الساميين إلى العرب.ص .151.دار مكتبة الحياة.بيروت

 

في البرية جنوبي بحيرة لوط لأهلها العرب الذين آمنوا وحادثوه بالسريانية.أنظر هذا ما جاء في الدرر النفيسة ص491.حيث قال: آمنوا وحادثوه بالسريانية وهم عرب.وقد تنصر أهل اليمن وهي بلاد سبأ أو الحميريين.وكذلك بُصرى عاصمة حوران التي أشادها التنوخيون نحو سنة 106م وهم فصيلة من عرب سبأ وأن الملك عمر بنى في بادية الشام كنائس عديدة.وفي النصف الثاني من القرن الرابع بشرّ عبد يشوع القناني الناسك السرياني أسقف دير محراق.جزيرة في اليمامة.وأنشأ ديراً باسم مار توما الرسول جنوبي قطر.ضمّ بين جدرانه سنة 390م مئتي راهب.وفي القرن الرابع أُنشئت في سائر أنحاء البلاد العربية عدة كنائس وأسقفيات ففي سنة 307م أصبحت جدر أم قيس كرسياً أسقفياً حضر أسقفها سابينوس مجمع نيقية 325م كما حضره كل من مار نيتس أسقف تدمر.ونيقوميدس أسقف بصرى وقوريون أسقف عمّان(فلاديلفيا) وجنّاديوس أسقف حثبون( اسبو نتون) وسويرس أسقف سدوم.وبطرس أسقف إيلات(قلعة العقبة) في جزيرة سيناء.وسويرس أسقف رامة جلعاد.وقد آمن من أهل بطرا(سلع) عاصمة النبطيين وبنيت كنائس فيها وفي ضواحيها وبواديها الشرقية وحضر أسقفها استيريوس مجمعي سرديكا والإسكندرية عام 343و362م وبطرس أسقف هيب(خربة السمرة).ومجمعي سلوقية وإنطاكية سنة 359و 363م .وبين سنتي373و378م رسم أساقفة أرثوذكسيين كانوا في المنفى موسى الناسك أسقفاً لعشيرة ماويّة أمير العرب في الحيرة.بناء على طلب أهلها كما ذكره مار ميخائيل الكبير في تاريخه ص151و152.وفي الاضطهاد العاشر كان شهداء العرب يقطعّون بأطبار ذات حدّين ومنهم كان الطبيبان الشهيدان قوزما ودميان سنة 306م .كما استخدمت الكنائس العربية الطقوس السريانية في عبادتها وفي سنة 912م قلدّ مطران تكريت السرياني الأسقفية رجلاً عربياً ديناً فكان يقدس لقومه بالعربية.هذا ما ذكره أبي نصر يحيى بن جرير السرياني التكريتي في كتابه المرشد.وقد أتقن الكثير من علماء العرب المسيحيون اللغة السريانية ومنهم المتبحرون في اللغتين ومن هؤلاء من بني طي.وتنوخ وعقيل الذين نقلوا الإنجيل المقدس إلى العربية من السريانية في حدود سنة 643م بأمر البطريرك يوحنا أبي الشذرات إجابة إلى رغبة عمير بن سعد أمير الجزيرة .وقد ورد ذلك في المجلد الأول ص263 من كتاب الرهاوي المجهول.والتاريخ الكنسي لأبن العبري.هذا فيض من غيض.وقد جئنا على كل ذلك ليقتنع من ينفي وجود مسيحيين عرب القومية.علماً بأن المسيحية انتشرت في جزيرة العرب بأكملها واليمن وحضرموت وبلاد الفرس وغيرها .أن من العرب القومية مسيحيين أنظر يارعاك الله ما جاء في الكتاب المقدس الذي أنت لم تقرأه بشكل جيد.ففي الإصحاح الثاني من أعمال الرسل والآية 9. عندما تكلم الرسل بعدة لغات بعد حلول الروح القدس عليهم يوم العنصرة.من بين تلك اللغات تحدثوا العربية ( فريتون(السريان الآشوريون) .وماديون. وعيلاميون.والساكنون فيما بين النهرين. واليهودية.وكبدوكية.وبنتس. وآسيا.وفريجية.وبمفيلية. ومصر. ونواحي ليبية.التي نحو القيروان.والرومان المستوطنون يهودٌ ودخلاء.كريتيون. وعرب..).ويوم العنصرة كما نعلم هو عيد عند اليهود فهؤلاء كلهم كانوا يهوداً والمناطق التي عددناها يسكن فيها يهود ومن بين هؤلاء يهود عرب. وإلاّ لماذا تحدث التلاميذ بالعربية إلاّ من أجل أن يكون التبشير واضحاً لليهود الذين يجيدون العربية.ومن العرب من أدان بالمجوسية وعبدوا النار والشمس (1).ومنهم من كان صابئي كما دان اليمن بالمجوسية وعمان والبحرين وانتشرت المزدكية والمجوسية في تميم.وممن اعتنق المجوسية سادة تميم وهما زرارة بن عدي وابنه .والأفرع بن حابس.وأبو الأسود.وكان العرب يعرفون شيئاً من ديانة المجوس.وانتشرت اليهودية في الجزيرة.يهود حمير وبني كنانة وبني الحارث بن كعب وكندة وغسان وذكر اليعقوبي أن من تهود من العرب اليمن بأسرها,.كما تهود قوم من الأوس والخزرج ويهود خيبر وقريظة والنضير وقوم من جذام ويرى أحمد أمين أن اليهودية انتشرت في الجزيرة قبل الإسلام بقرون.وقال ياقوت الحموي أن يهود يثرب هم عرب تهودوا:.أما المسيحية كانت مثلها مثل اليهودية أشمل من الديانات الوثنية.وحاول العرب النصارى أن يجعلوا من بيعتهم في نجران وكان اسمها القلنس .بديلة كعبة مكة.ويحولوا حج العرب إليها وكعبة نجران

__________.

1=المصدر:الدكتور جواد.علي،المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام،

بيعة بناها بنو عبد بن الديان الحارثي.على شاكلة الكعبة.وكذلك انتشرت المسيحية في الخليج وكانت على المذهب النسطوري.ومن القبائل العربية التي دانت بالمسيحية الفساسنة.كما كان سكان دوما الجندل على النصرانية.وانتشرت في يثرب وأهل الطائف واليمامة.ومنهم حاكم اليمامة هوذة بن علي.وموالي وعبيد في الجزيرة كانوا نصارى أيضا.وكان الرقيق النصراني يفسر للناس ما جاء في الإنجيل والتوراة ويقص عليهم قصصاً.حتى أن قريش اتهمت الرسول في بدء دعوته بأنهُ يأخذ عن غلام أعجمي وقال: ابن هشام في السيرة النبوية أن الرسول فيما بلغني كثيراً ما يجلس عند المروه إلى بيعة غلام نصراني يُقال لهُ جبر.عبد لبني الحضرمي فكانوا يقولون والله ما يعلم محمداً كثيراً مما يأتي به إلاّ جبر النصراني.وأما بقية القبائل والتي ذكرناها سابقاً.طي ومنها حاتم الطائي وأبنه حنظلة الذي تنسك.وقبيلة بكر.ومنها جسّاس.وقبيلة تغلب.ومنها كُليب والمهلهل.وكندة ومنها امرؤ القيس.ومن الحيرة عدي بن زيد العابدي الشاعر.ويقول بعض المؤرخين عنترة

كان مسيحياً وقس بن ساعده الأيادي.وجاء في كتاب الملل والنحل للشهرستاني.ج2 ص590.أنَّ قس بن ساعده الأيادي أحد حكماء العرب ومن كبار خطبائها في الجاهلية .كان أسقف(مطران) نجران ويعد من المعمرين توفي سنة600م. .وأمية بن أبي السلط وهو من ثقيف في الطائف وهو من علّم العرب عبارة باسمك اللهم وهو الذي قال: البينة على من ادعى واليمين على من أنكر.وعثمان بن الحويرث.والمسيحية كانت ديانة النخبة وبعض الشرائح الاجتماعية والفئات الأرستقراطية.(1).والمسيحيين ليسوا سرياناً(آشوريين) قومياً أو أرمن أويونانين أوفرساً فحسب بل منهم من هو عربي القومية وهذا الأمر لا يختلف عليه العقلاء.أما أن أنكر أحدهم العروبة عن بعض القبائل المسيحية فهذا يريد أن يغطي الشمس بالغربال.ولو أننا نرى أن العروبة قد وئدت. منذ زمن بعيد وقد طغت عليها أصوات بعض المتعصبين .لكنها لن تموت لكل من يفتش عن الحقيقة التي ذُبحت ودفنت تحت جبال من الحصى والرمال.كما دُفن الراهب بحيرا(عداس).

ورأينا أن نثبت ما قالهُ: المعلم نعوم فائق في بحر حديثه عن الصحافة الآرامية حيث يقول رأينا أن نصدر هذه الجريدة الآن بهاتين اللغتين أي الآرامية والعربية.لعلمنا أنهما دارجتان بين جميع الآراميين فالأولى هي لغتهم القديمة والثانية لغتهم الحديثة.ولكي نحث أبناء اللغة الآرامية على تعلم لغتهم القديمة وإيصالها إلى درجة لغتهم الجديدة فيصبحون إذْ ذاك متحدين لغة ونزعةً وفكراً)(1).واليوم ولعدم وجود الآراميين في وطن واحد نراهم قد تخلوا عن لغتهم الأم(الآرامية بلهجتيها.الشرقية لغة أشور.والغربية لغة الرها).عدا قلة قليلة يتحدثون بها .وتعلموا لغات العالم.فهل مِنْ وطنٍ يجمعهم شعباً ولغةً وهدفاً؟!والقصوارنة مسيحيون سريان وكاثوليك المذهب.منهم من هو آشوري(سرياني).ومنهم من هو عربي.ومنهم من هو أرمني.وموضوع القومية كما نعلم هو انتماء.وقد فرضت الظروف والحروب في الزمن الماضي على الإنسان أن يغير في دينه ومذهبه وفي الكثير من معتقداته..

ولكن القياس السليم يُنهي المشكلة التي طالما نعتبرها مهمة.كأن نقيس القومية أكانت آشورية أم آرامية نتخذ من القومية العربية معياراً للقياس ونموذجاً لنا.فالقومية العربية مأخوذة من اللغة العربية التي يتحدث بها العراقي والسوري والخليجي والمصري والمغربي.ورغم وجود عدة لغات عربية قديمة إلاَّ أن العرب حسموا أمر القومية قياساً من خلال اللغة.والعرب أيضاً فقدوا كيانهم السياسي مع سقوط الدولة العربية في بغداد.

لكن عندما بدأ ت طلائع المفكرين اللبنانيين بإحياء القومية قالوا القومية العربية قياساً سليماً.فلم يقولوا قومية فينيقية(كنعانية). أو فرعونية أو بربرية بل قالوا عربية.واللغة العربية نسبة إلى يعرب بن قحطان.لذا نقول:اللغة آرامية نسبة إلى آرام فالقومية آرامية نسبة إلى اللغة.وقد اجمع الكل على تسميتها بالآرامية ولها لهجات(شرقية وغربية).إذا كنَّا نريد موقفاً علمياً بعيداً عن المزاجية والانفعالية وهذا لا يقلل من شأن أشور.

=== المصدر:مراد فؤاد جقي.كتاب نعوم فائق ذكرى وتخليد.المطبعة الحديثة.دمشق.1936م.

ويقول: الدكتور يوسف حبي رئيس تحرير مجلة بين نهرين في روما،في مقالة له بعنوان(إسهام السريانية في الحضارة العربية والعالمية).(1)

الآراميون لغةً ورثة الحضارة المشرقية القديمة.والآرامية فرع من دوحةٍ واحدةٍ عميقة الجذور.متعددة الفروع.باسقة الأغصان وفيرة الزهر والثمر.والسريانية محصلة ذات شأن مما خلفته الآرامية(ص 78).ويقول: السريانية من جملة الولادات الآرامية الناجحة.ثمَّ يستطرد بشواهد فيقول:ومن المفيد أن نؤكد بأنَّ السريانية ليست امتداداً طبيعياً للآرامية القديمة في كل مكان.بل هي تطور آرامي رهاوي كان له الحظ أن يصبح لغةً رسميةً دينياً ودنيوياً.فقيضَّ له الانتشار والرسوخ بينما كانت اللهجات الآرامية الأخرى أن تحيا فتراتٍ قصيرةً.وأن تنحصر ضمن نطاق محدود.كالتدمرية والحظرية والمندائية والفلسطينية وآرامية المملكة.ولا مجال للشك في مشرقية السريانية ولا في أصالة نتاجها الفكري والأدبي .وكما تأثرت السريانية بحضارة المنطقة وثقافة شعوبها كان لابدَّ أن تؤثر أيضاً في الثقافات والحضارات التي تلت،والقول للدكتور حبي.بأن التأثير اليوناني الهليني ـ الهلنستي ـ البيزنطي.لم يكن سوى تأثير كما هو حال تأثير حضارة وادي الرافدين والحضارات المشرقية القديمة(الحضارة السومرية،والأكادية، والبابلية، والآشورية).على فكر وأدب وعلوم السريانية أولاً وعلى العربية ثانياً.ص.81.وبهذا نجد أن الآرامية هي الأصل وما باقي اللغات واللهجات إلاَّ فروع صغيرة لها.وإذا كانت اللغة الآرامية تمتد في عمق التاريخ.من حيث الأبجدية، فإن اللغة العربية لم يتجاوز عمرها 17 قرناً كما نعرفها اليوم ،أي ظهرت بعد الميلاد،وهي مشتقة من اللغة الآرامية.في أبجديتها وحتى قربها في اللفظ.

فالآرامية لم تأتِ من فراغ،بل هي أرث إنساني لغوي،هي حصيلة جهود فكرية بدءاً من إنسان ما قبل الطوفان،ولأن نوح وأولادهُ وأسرهم يمثلون الإنسانية اللغوية الباقية من البشر بعد الطوفان.فهم لغوياً استمراراً للغة التي كانت سائدة قبل الطوفان، فلا يُعقل أنهم أوجدوا لغة بعد الطوفان غير التي كانوا يتكلمون بها من قبل، وإذا كانت كل الدلائل والأبحاث والحفريات حتى الآن تؤكد أن السومريين هم من استطاع أن يحول الرموز إلى كلمات مكتوبة ،وهذا تم 3100قبل الميلاد ،لكنها تنقسم لعدة لهجات تختلف في اللفظ.وأصبحت كل الكلمات تتألف من مقطع واحد، إلاَّ أن سكان غربي الهلال الخصيب(بلاد ما بين النهرين).أي أن الفينيقيين .طورّوا اللغة إلى أبجدية وكانت تُكتب بالخط المسماري السومري،وهكذا ظهرت أول أبجدية في القرن 13 قبل الميلاد.وبعد ذلك جاء أولاد عمومتهم الآراميون القاطنون دمشق وحماة وحلب وتل حلف والرها وطوروا الخط الذي كان أكثر سهولةً من الخط المسماري،رغم أن الأبجدية واحدة إلاَّ القليل من حروفها مغاير،ونرى بأن الأوغاريتيين(الفينيقيين) قد أخذوا الأحرف التي تغاير الأحرف الآرامية من خلال اللغة الهيروغليفية المصرية،وذلك بسبب الاتصال بين الفينيقين والمصريين عبر التواصل البحري وعن طريق سيناء،حيث لم يكن من فاصل بين سوريا الطبيعية ومصر.

ومن الجدير ذكره أن لغتنا هي الآرامية وهي الأم الأولى تسمت في بلاد أشور أي بلاد مابين النهرين في المشرق بالآشورية وهذا لا ضير فيه.وسميت في الغرب بالآرامية الرهاوية والتدمرية والفلسطينية وتبدأ المشكلة مع قدوم الاسكندر المقدوني إلى بلاد سوريا أو أسيريان ......

وإذا تتبعنا الأبحاث الجديدة حول أصل اللغة وتسمياتها فهناك دراسات عدة يقوم عليها نخبة من الإخوة نذكر منهم على سبيل المثال (الاستاذ هنري بيدروس كيفا والدكتور أسعد صوما أسعد والأستاذ كابي ملكي والدكتور يوسف حبي والأستاذ البير أبونا وهناك العديد من الذين تمتعوا بشهادات علمية بدرجة الدكتورا كلهم يقول اللغة السريانية لا بل الآرامية...ومعذرة من أن إيراد أسمائهم يتطلب صفحات ومنهم من كان في القرن السادس عشر وما يليه حتى القرن العشرين.)

وهنا لنا رأي فيما كتبه الملفان الغيور على قوميته فائق نعوم الذي لم نكتفي بالقراءة حوله لا بل استأجرت منزلاً في نيوجرسي بشارع وست نيورك قرب المنزل الذي كان مستأجرا فيه... ومع جل احترامنا له ويجب أن لا نأخذ الرجل بجريرة ما يجري حيث أنه كان يكتب لغتنا( مرة سريانية ومرة كلدانية ومرة آشورية) وأعتقد

أنه كان يُساير لحظة واقعية وواقع مُعاش في الولايات المتحدة الأمريكية لهذا كان غير حاسم في تسمية اللغة أقصد لغتنا.وهنا نجد له عُذراً فيما كتب فليس من حقنا أن نُسقط ما توصلت إليه الأبحاث الحديث على فترته التاريخية فهذا أيضاً تجنٍ على الواقعية والموضوعية.وقد يكون الأمر تابعاً إلى الفترة التي عاشها خلال المذابح الكبرى وتنقله بن ديار بكر( آمد) والقدس وعودته إلى ديار بكر ثم سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية وشظف العيش هناك هو من جعله يتردد في اتخاذ القرار الواقعي...لأن في مماته نجد كيف تعاون الجميع على دفنه لهذا وذاك علينا أن لا نحمل الرجل أكثر مما يحتمل لكن الملفان نعوم فائق هو علم من أعلام الأمة (ولكلٍ حسب جهده)...

أما سيدي هنري بيدروس كيفا....فأنت الصخرة وعليها ومعك الإخوة ستتوضح الحقائق

أما عن التيارات التي أوردتها:

1= التيار الطائفي

2= التيار القومي الآشوري.

3= التيار الآرامي.

4=التيار المستعرب.

5= التيار المتقلب وقلتَ عنه هو الأخطر.

 

نكتبها للتاريخ وبحسب معرفتنا المتواضعة التي توصلنا إليها.فنقول

اللغة آرامية بعد أن أستبدل أهل بابل وأشور لغتهم الأكادية باللغة الآرامية لسهولة الآرامية....وصعوبة الأكادية وهنا لسنا بصدد تطور اللغة الأكادية ولا الآرامية....ولكن لنا رأي قائم من خلال الوقائع الملموسة فلو ذهبنا إلى متاحف في باريس وفي برلين التي زرتها أنا وذهبنا إلى قسم الآشوريات فلن نجد اللغة الآشورية مكتوبة على نصب حمورابي بل سنجد اللغة الأكادية.

ولكن ألفت انتباه الإخوة والأخوات إلى أن الشعب الآشوري الكلداني في بلاد مابين النهرين شرقي الفرات لم يهجر لغته الأكادية بل ضمنها في اللغة الجديدة وحتى اليوم يقولون في العراق كلمات منها( أكو وماكو) فهي أكادية وليست عربية).

وليس من ضير في أن كلمة آرامية جاءت من الكلمة الآشورية آرا رمتا أي أبناء الجبال....وعُرفت قضيتنا الأولى في المحافل الدولية بالقضية الآشورية....(في باريس عام 1916) إذا لم أكن مخطئاً....المهم هو توحيد الصف وليس تفرقته وما يتمخض عن الأبحاث العلمية في التاريخ لشعبنا سنأخذه لأنه الحقيقة..... وأتمنى على كافة فصائل شعبنا وأحزابه بدون استثناء أن نكون معتدلين في طروحاتنا لا نتعصب لأي أمرٍ بل نترك هذا للزمن والتقدم عند إنساننا....

أما التيار الطائفي فهو منا وعلينا تقع مسئولية تطويره نحو الموضوعية.والتيار الآشوري هو الأسبق في النضال هناك أخطاء جمة ومن لا يعمل لا يُخطىءْ ...أما التيار المستعرب...فهو أيضاً لم يأتِ من فراغ ويعتمد على التاريخ والحقائق التاريخية وإن كان هناك العديد من المؤرخين يثبتون أن حتى أهل الجزيرة العربية كانوا يتحدثون بالآرامية وأن البلاد التي تمتد من البحر الأحمر وعدن وعُمان وقطر والعراق الحالي حتى منابع نهري الفرات ودجلة وغرباً باتجاه البحر المتوسط حتى غزة والعقبة الآن كانوا ومنذ إبراهيم الخليل يتحدثون لغة واحدة .هي الآرامية بلهجاتها المختلفة.

أما أن لا يكون من المسيحيين الشرقيين السريان مذهباً عرباً فهذا أيضاً يُخالف الحقيقة.....لنذهب إلى كتاب تاريخ الكنيسة السريانية الإنطاكية....سنجد أن هناك من المسيحيين من هم عرب القومية.....وهنا نقول:ولكن الظروف القاسية التي تمر بها المنطقة ليست مبرراً لأن نرفض سريانيتنا أو آراميتنا أو أشوريتنا أو كلدانيتنا سموها ما تسموها فهي واحدة.(هي آرامية كما جئنا عليها بالقياس على اللغة العربية والقومية العربية....)...لغاية في نفس يعقوب أو أن نظهر بمظهر المواطن الصالح.فهذا أيضاً تجن على هويتنا وأس حضارتنا....لأن لنا شخصية علينا أن نطرحها تحت سقف الوطن ولم نكن ولا في أي يوم من الأيام إلا مع الوطن لأنه أحد المقدسات....

1=المصدر:العودات.حسين،الموت في الديانات الشرقية،دار الفكر.دمشق.1986م.

أما عن الشاعر نينوس آحو....

فقد بينا رأينا في رسالتنا إلى الأخ آدم يعقوب.

وهدفنا البعيد عن الظنون....

تقبل فائق تقديري

أخوكم اسحق قومي

ألمانيا

17/1/2009م

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved