العنف ضد المرأة: الحالة الراهنة

2017-02-22
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/324f8429-57b0-44b4-9d83-612f4fb69e23.jpeg

إن العنف ضد المرأة يتخذ أشكالاً كثيرة ـ فقد يكون عنفاً بدنياً أو جنسياً أو نفسياً أو اقتصادياً. وصور العنف هذه تتسم بالتشابك، وهي تؤثر على النساء منذ ولادتهن وحتى شيخوختهن.

وبعض أعمال العنف، من قبيل الاتجار بالنساء، تتصف بالقدرة على عبور الحدود الوطنية.

والنساء اللائي يتعرضن للعنف يعانين من مشاكل عديدة، كما يتقلص مستوى تمكنهن من المشاركة في الحياة العامة. والعنف ضد المرأة يضير بالأسر والمجتمعات المحلية من جيل إلى آخر، كما أنه يزيد من أشكال العنف الأخرى السائدة في المجتمع.

والعنف ضد المرأة يفضي أيضاً إلى إفقار النساء وأسرهن ومجتمعاتهن وبلدانهن.

والعنف ضد المرأة ليس قاصراً على ثقافة أو دين أو بلد بعينه، أو على فئة خاصة من النساء بمجتمع ما. والأسباب الجذرية للعنف ضد المرأة تكمن فيما لازال باقياً من تمييز ضد المرأة.

وثمة نسبة تصل إلى 70 في المائة من النساء تتعرض للعنف أثناء حياتها.

والنساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و 44 عاماً يزيد خطر تعرضهن للاغتصاب والعنف العائلي عن خطر تعرضهن للسرطان وحوادث السيارات والحرب والملاريا، وذلك وفقاً لبيانات البنك الدولي.

 

العنف المرتكب على يد العشير

فيما يتصل بما تتعرض له المرأة من عنف على الصعيد العالمي، يلاحظ أن أكثر أشكال العنف انتشاراً هو العنف البدني الذي يرتكب على يد العشير، حيث تضرب المرأة أو تكره على ممارسة الجنس أو تساء معاملتها على نحو آخر.

ولقد أجرت منظمة الصحة العالمية دراسة في 11 بلداً، وتبين من هذه الدراسة أن نسبة مئوية من النساء، تتراوح بين 6 في المائة باليابان و 59 في المائة بإثيوبيا، كانت عرضة لعنف جنسي من قبل العشير.

وهناك دراسات استقصائية عديدة تشير إلى إن نصف مجموع النساء، اللائي يتعرضن للموت من جراء القتل، إنما تراق دمائهن على يد زوج أو عشير حالي أو سابق.

وفي أستراليا وإسرائيل وجنوب أفريقيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية فإن نسبة تتراوح بين 40 و 70 في المائة من النساء ضحايا القتل قد أزهقت حياتهن من قبل شركائهن، وذلك وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية.
وفي كولومبيا، تفيد التقارير ذات الصلة أن ثمة امرأة تتعرض للقتل على يد عشيرها أو عشير سابق لها، وذلك كل ستة أيام.
والعنف النفسي أو المعنوي على يد العشير واسع الانتشار كذلك.

العنف الجنسي

من المقدر أن امرأة واحدة بين كل خمس نساء على صعيد العالم ستصبح ضحية للاغتصاب أو محاولة الاغتصاب خلال فترة حياتها.

وممارسة الزواج المبكر ـ التي تعد من صور العنف الجنسي ـ منتشرة على مستوى العالم بأسره، ولاسيما في أفريقيا وجنوب شرق آسيا. والفتيات الصغيرات كثيراً ما يُكرهن على الزواج وعلى القيام بعلاقات جنسية، مما يعرضهن لمخاطر صحية، من قبيل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية/متلازمة نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، ومما يفضي أيضاً إلى الحد من قدرتهن على الانتظام في الدراسة.

ويتمثل أحد الآثار المترتبة على الاعتداء الجنسي في الإصابة بناسور الولادة، وهي إصابة ناتجة عن التمزق الحاد في أنسجة المهبل، مما يجعل المرأة عاجزة عن التحكم في تبولها ومنبوذة من الناحية الاجتماعية.

العنف الجنسي في حالات الصراع

يعد العنف الجنسي في حالات الصراع من الأوضاع الخطيرة القائمة في وقتنا هذا، وهو يصيب الملايين من الأشخاص، وخاصة النساء والفتيات.

وهذا الشكل من أشكال العنف يمثل اليوم استراتيجية متكررة ومتعمدة، يجري استخدامه على صعيد واسع النطاق من قبل الجماعات المسلحة بهدف إذلال المعارضين وإرهاب الأفراد وتدمير المجتمعات. وقد تتعرض النساء والفتيات كذلك لاستغلال الجنسي على يد من كُلفوا بحمايتهن.

وتتعرض النساء، سواء بلغن من العمر أرذله أو لم يشببن بعد عن الطوق، للاعتداءات الجنسية العنيفة بشكل روتيني من قبل القوات العسكرية أو قوات المتمردين.

والاغتصاب مابرح مستخدماً باعتباره من تكتيكات الحرب، فالعنف ضد المرأة، أثناء الصراعات المسلحة أو فيما بعدها، قد تناقلته التقارير في كل منطقة من مناطق الحروب على الصعيدين الدولي وغير الدولي.

ففي جمهورية الكونغو الديمقراطية، يجري الإبلاغ عما يقرب من 1100 حالة من حالات الاغتصاب، مما يعني اغتصاب 36 امرأة أو فتاة في المتوسط كل يوم. ومن المعتقد أن ثمة ما يزيد عن 000 200 من النساء كن عرضة للعنف الجنسي بهذا البلد منذ بداية الصراع المسلح فيه.
وثمة تفش للاغتصاب والعنف الجنسي اللذين تتعرض لهما النساء والفتيات في نطاق الصراع الدائر بمنطقة دارفور في السودان.
وقد اغتصب عدد يتراوح بين 000 250 و 000 500 امرأة خلال الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا عام 1994.
والعنف الجنسي كان بمثابة سمة مميزة لتلك الحرب الأهلية التي دارت بليبريا طيلة 14 عاماً.
وأثناء الصراع في البوسنة في أوائل التسعينات، كان ثمة اغتصاب لما يتراوح بين 000 20 و 000 50 امرأة

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved