العراقي والعراق في البيت الأسود 2

2015-09-05
العراقي والعراق ضحايا ثروتهم النفطية

كلٌ نفط العراق ... حتّى ولا كهرباء
بل حروب وخراب ودماء
وكوارث وأحزان وشقاء
وسُحْتٌ حرام في جيوب آلهة الأرض والعملاء
                    
   
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/b63188dc-f056-4c12-893d-b1bdfeef919a.jpeg
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/a5081802-09e4-418d-8ce8-2e6cae812361.jpeg
                                          طوابع سعد الجادر الفضية   

" يمتلك العراق أكبر احتياطي من النفط الخام بعد السعودية وبواقع 11% من الاحتياطي النفطي المؤكد وجوده في العالم. ان التطورات التي حصلت في مجال الاستكشافات النفطية داخل البلاد قد تجعل من العراق مالكا لاكبر احتياطي نفطي في العالم. ففي خلال الفترة 1990 -1993 أعلنت الجهات الرسمية العراقية أكثر من مرة زيادة الاحتياطي المستكشف من 100 ليصل الى 112 بليون برميل نتيجة اكتشاف حقول نفطية جديدة وبما يعادل ثلاثة أضعاف مااكتشفته شركات النفط الاجنبية في العراق على مدى خمسين عاما. أي أن فترة نفاذ النفط العراقي وفق معدلات انتاجه قبل المقاطعة الدولية ( 2.5 م ب/ي ) سوف تمتد الى حدود 124 سنة. بينما يقدر بعض خبراء النفط أن العراق يمتلك مكامن نفطية بحدود 300 – 450 بليون برميل. بمعنى أن فترة نفاذ النفط العراقي على افتراض انتاج ستة ملايين برميل يوميا - وعلى أساس هذه التخمينات – تتراوح بين 139 – 208 سنوات. وهذه البيانات تؤيد مقولة " ان انتاج آخر برميل نفط في العالم من المتوقع أن يكون مصدره العراق ". كما أنها تعني أن أي تحسن في عمليات تكنولوجية الانتاج سيقود الى زيادة معدلات الاسترداد الحالي. ان عامل الجذب الآخر لصالح النفط العراقي هو مواصفاته المتعددة من الثقيل الى الخفيف وبدرجات متنوعة. وفوق ذلك مزية انخفاض تكلفة الانتاج ". ( عبد الوهاب حميد رشيد، 1 – نهب نفط العراق، الحوار المتمدن، العدد 2828، 13/11/2009 ).

وعن ( القدس العربي، العدد 4965 بتاريخ 13/05/2005 عن
William R. Polk, Understanding Iraq
" ... ان ابار النفط الضخمة ليست متواجدة في كركوك وفي حنوب العراق فحسب، بل يوجد مخزون كبير من النفط، لم يستخرج بعد في أعماق الأراضي العراقية المسماة " المثلث السني " حول بغداد وهذا " البحر من النفط " حسب المؤلف، يوازي في كمية نفطه مايتواجد في جميع حقول النفط السعودية ".

النفط بضاعة عظيمة الأهمية تؤثر عالمياً على الطاقة والغذاء وباقي المواد. وهو دم الحضارة وعماد تطورها. والنفط  كنز وثروة ونعمة كبيرة وهبها الله سبحانه الى العراق والعرب. لكنّها أصبحت بيد أعدائهم، وأضحت أساس محنتهم، ومفصل كارثة العراقي والعراق. فالنفط، والموقع الاستراتيجي، من بين عوامل أخرى، أضحت المجال الحيوي للمساومات بين الدول العظمى، والتي كان منها رسم الحدود الجغرافية، وإعلان الدولة / المُسْتَعْمَرَة العراقية، وتنصيب الحكومات، وتنفيذ المؤامرات والانقلابات، وشنّ الحروب والغزوات، وتحديد أنواع ومواقع العملاء / الدُمى في حكم البلاد.

وتستغلّ شركات الطاقة الاحتكارية الغربية العابرة للبلدان والقارات نفط العراق المستباح  منذ استعماره عام 1916 ب " اتفاقيات "  مُجْحِفة وطويلة الأمد لاتراعي سوى أقصى درجات الارباح في جيوب آلهة الارض، وأقصى درجات الإضرار بالعراقي والعراق، وتمديد وتنويع كوارثهم، وبقائهم يدورون في فوضى واضطرابات وعدم استقرار وصراع بيني  لتكريس مزيد من التبعية والتخلف والاستغلال ... وفي الدمار والتدمير ... والموت ببعض ... لإدامة السيطرة الاستعمارية.

تصنع آلهة الأرض منظومات إرهابية وتُمولها وتُمكِّنها وتحارب بها ومعها وضدّها على أرض المسلمين باسم " الارهاب الاسلامي "، و " الاسلام الفاشي "، و " الجهاد الاسلامي " ... و " القاعدة "، و " داعش " ... وهي تجارة رأسمالية عظيمة: غزو بلدان المسلمين وإبادة سكانها ونهب مواردها ... ومواصلة تصنيع أجيال جديدة من أسلحة الدمار الشامل وتجربتها لحروب مستقبلية. كما تتراكم الأرباح من عقود تحصل عليها شركاتهم مثل " هاليبرتون "، و" بكتل "، و " بلاكووتر "...
 وهكذا تدور عجلة الربحية الفلكية اعتماداً على الأكاذيب والتآمر والخبث لشن الحروب.

 فارهاب آلهة الأرض مثل ذيل الكلب الذي لن يتعدّل أبداً. فهم كذّابون محترفون، لكنهم يتشدّقون بالتحضّر، و ينادون بالأخلاق والحرية والسلام والديموقراطية ... أما في الواقع فانهم يمارسون قرصنة الغزو والابادة والنهب والتخريب ... كما هو حاصل في العراق المنكوب. 
 
والعراقيون، أهل النفط، لايعرفون كما تعرف آلهة الأرض مكامن النفط ومقدار الانتاج والعوائد. لان شركات النفط الغربية مُسيطرة، بل مُهيمنة على النفط بحقائقه وأسراره ودُوَلِهِ وحُكّامها ... ومن العراق يُنهب النفط ليخزّن في الغرب، ويُباع الى شتى بلدان العالم. ومنه الى أسواق أهل النفط وأصحابه الشرعيين. وعندما بلغ ثمن برميل النفط حوالي 150 دولارا في يولو / 2008، وهو أعلى رقم للبرميل في التاريخ، فان العراقيين لم يستفيدوا من ذلك، بل دفعوا، كما باقي شعوب العالم، أثماناً باهضة للحصول على الطاقة. 

 وترصد آلهة الأرض فتاتاً من عوائد النفط المنهوب لتسيير المستعمرات، وثمناً لعمالة الطغم الحاكمة.  وتفرض عليهم إنفاق حصتهم في شراء الأسلحة، وتشييد عمار استهلاكي للنخب الثرية، وشراء عقارات وأسهم في شركات غربية ... وصرف الاموال باسراف شاذ وطائش، على بذخ وفساد ونساء وليالي ملاح وموائد قمار وطائرات خاصة وقصور عامرة وسيارات فارهة وأعراس خيالية ومجوهرات ماسية ... وفنون عبثية ... لان المهم هو استرجاع النخب الاستعمارية لذلك النزر القليل من مداخيل النفط ... الا بمقدار موزون: مما لايسمح بالخروج من أسار التخلف؛ كما لايسمح للبرميل الشعبي من الانفجار ... ولكن بالتنفيس أحياناً، ومنه منجزات ثورة 14 تموز 1958، التي نُسِفَتْ تماماً.

وتمنع النخب الاستعمارية استثمار حصص العراق من عائدات النفط لا  في الحاضر: القضاء على التخلف ... وعلى تطويرالتعليم والصحة والاسكان وتوفير الطاقة والمياه والمواصلات والبنى التحتية الوظيفية ... ولا في المستقبل: لتوفير احتياجات الأجيال القادمة، وفي الدراسات العلمية للتخطيط الوظيفي الشامل لبناء القاعدة المادية – الروحية للتطوّر.

كما تُلزم آلهة الأرض حكام العرب على استمرار ربط النفط بالدولار لاكسابه قيمته، وللمساهمة الفعّالة والحيوية في انقاذ الرأسمالية من الافلاس ... 

وترليونات الدولارات من تراكم عوائد النفط، رقمُها المبهم مُلك العرب، ورصيدها " مودع " في بنوك الغرب لتسيير وتطوير اقتصاده وضمان رفاه شعوبه، وانقاذ شركاته ومصانعه ... وملاعبه ... وموضاته ... وعطور نسائه ... من الافلاس. إضافة الى تمويل حروب آلهة الأرض ضدّ المسلمين ... وهذه الارصدة رهينة الاوضاع الاقتصادية والسياسية. إذْ تحجزها النخب الاستعمارية عند الحاجة. وما تصرّفهم بأموال إيران المودعة في الغرب بالحجز عليها إلا مثالاً على ذلك.

وعندما تسلّمت الولايات المتحدة عصا الاستعمار من أوربا، فان أول ماسعت اليه هو السيطرة على منابع النفط في العالم ليصبح تاريخها الارهابي بين عارين: عار استعباد ملايين الافارقة، وعار نهب موارد الشعوب. 

وعيون آلهة الأرض الجشعة ترصد جميع مصادر الطاقة في بلاد العرب. ومن ذلك كتب ( صالح السنوسي، العولمة أفق مفتوح وارث يثير المخاوف، ميريت 2003، القاهرة، ص. 127 ): " ... اصدر الرئيس الامريكي " ايزنهاور "  ابّان مرحلة الصراع مع الاتحاد السوفيتي توجيها الى مجلس الامن القومي يطلب فيه منه وضع " خطة للمحافظة على منابع البترول في الشرق الاوسط في يد الولايات المتحدة الامريكية، تحت كل الظروف وحجب هذه الموارد عن الاتحاد السوفيتي، بكل الوسائل، حتى لو أدى الامر الى تدمير الحقول واحراقها ".
وعن 
Anatole Lieven, The Push for War, Carnegie Endowment for International Peace, 03.10.2002
From the point of view of Israel, the Israeli lobby and their representatives in the Administration, the apparent benefits of such a free hand are clear enough. For the group around Cheney, the single most important consideration is guaranteed and unrestricted access to cheap oil, controlled as far as possible at its source. To destroy and occupy the existing Iraqi state and dominate the region militarily would remove even the present limited threat from Opec, greatly reduce the chance of a new oil shock, and eliminate the need to woo and invest 
in Russia as an alternative source of energy

ويشير ( عبد الحي زلوم، حروب البترول الصليبية، الحلقة الثالثة، القدس العربي، 14/06/2005 ): " ... من المثير فعلا أن تكون أولى حروب النفط في القرن العشرين قد دارت على أرض العراق، فمن أجل حماية شركة النفط الانكليزية الفارسية ومصفاة عبادان أرسلت الامبراطورية البريطانية في بداية الحرب العالمية الاولى بالجيش الهندي الى المنطقة للاستيلاء على البصرة والعراق في الحملة التي عرفت ب ( حملة بلاد مابين النهرين ) التي دامت أربع وطبقا لما أورده المؤلف 
Antony Cave Brown
  في كتابه: النفط... الله... والذهب فان قوات  الاستعمار البريطاني فقدت 252 ألف جندي بين قتيل وأسير ومصاب في واحدة من أسوأ الصراعات الامر الذي يعكس مدى الاهمية التي كانت توليها بريطانيا للخليج وثروته النفطية ".
كما أن المثير فعلا أن تكون آخر الحملات النفطية التي تشنها الامبراطورية الامريكية الجديدة في أوائل القرن الحادي والعشرين موجهة ضد العراق وعلى أرضه ".

وبعد هزيمة الأنظمة العربية العميلة في حرب 1967 سيطر ت بريطانيا وأمريكا على نفط الشرق الأوسط بشكل كبير. ونذكر بهذا الصدد  مقطعا من كتاب
  John Coleman, Diplomacy by Deception, p. 45
By now, the Committee of 300's grip on Middle East oil; was almost total. The road Britain and America had followed was not a new one,but an extention began by Lord Bertrand Russell: "If a world government is to work smoothly, certain economic conditions will have to be fulfilled. Various raw materials are essential to industry. Of these, at present one of the most important is oil. Probably uranium, though no longer needed for the purposes of war, will be essential for industrial use of nuclear energy. There is no justification in the private ownership of such essential raw materialsand I think we should include in undesirable ownership, not only ownership by individuals or companies, but also separate states. The
raw material without which industry is impossible should belong to the international authority and granted to separate nations."

وبذلك فقد أصبح نفط العرب واحتياطيه من بحر العرب حتى بابا قرقر شمال العراق، ملْكية حصريّة لآلهة الأرض.  وليس النفط والغاز فقط، بل وجميع " أكسسواراتها ": السيطرة العسكرية، والاستخراج، وعدّادات الضخ، وناقلات وأنابيب النهب والتوزيع، والتسعير، والتصنيع، والتصدير ... 

فالاستعمار منتهى الشر، وعملاؤه أشرّ الأشرار. وثقافة الاستعمار لاتزال مفروضة بالأكاذيب والحديد والنار.
 وشتّان بين رسالة التحضّر النبيلة، وبين ثقافة الارهاب والاستعمار السادية. 

من طبول الأكاذيب الاستعمارية، فرع نهب نفط العراق

وبخصوص أكاذيب الولايات المتحدة عن غزو العراق، وعن نهب نفطه؛ وَرَدَ عن ( " شبكة البصرة ": " أضواء على المخططات الأمريكية في المنطقة. البترول واقتصاد المقامرة المشروع الامبراطوري الأمريكي ): 
" أفادت وكالة أنباء Associated Press بتاريخ 24 يناير 2008 أن مؤسستين محايدتين للصحافة قد وجدت أن الرئيس بوش وكبار موظفيه قد أصدروا 925 بياناً كاذباً عن خطر العراق على الأمن القومي الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. ولقد تبين “أن تلك البيانات كانت جزءاً من حملة منسقة، ألهبت شعور الرأي العام، وفي النتيجة ادخلت أمريكا في حرب تحت مسوغات كاذبة”.
925 كذبة لرئيس وإدارته ادعى أن الله قد أراده مخلصاً لأمريكا والعالم.! "
 
و " عندما سُئل جيمس ايكنز عن سبب الغزو الأمريكي العراقي قال: “بالطبع انه البترول فمن الواضح أن هذه هي القضية. ولو أن العراقيين كانوا ينتجون الفجل فهل كنا ذهبنا إلى غزوهم؟ بالطبع لا. لقد غزونا العراق من أجل النفط”....
وفي الوقت الذي ارتفعت كلفة الإنتاج في الحقول البحرية الأمريكية ما بين 60-70 دولاراً للبرميل فإن كلفة الإنتاج في العراق هي مازالت بين دولار واحد إلى دولارين! ".

ولو فرضنا أنّ سعر السوق للبرميل 52 دولارا، وهو أقل من ثمنه الحالي، فان أرباح البرميل الواحد هي 50 دولاراً. أي ان حاصل نفط العراق من 3 ملايين برميل يوميا، وهو أعلى من ذلك، يساوي 150 مليون دولار يومياً. وهذا يقدّر بمئات المليارات من الدولارات فقط منذ غزو العراق عام 2003!.

وعن ( لعنة النفط العراقي، القدس العربي 25/09/2007 ): " فاجأ آلان غريسبان الرئيس السابق للبنك الاحتياطي الاتحادي الأمريكي العالم بأسره عندما كشف في كتابه الجديد ان النفط هو الدافع الرئيسي للحرب التي شنها الرئيس جورج دبليو بوش على العراق، وليس أسلحة الدمار الشامل التي اتخذت غطاء لتبرير هذه الحرب ".
ومن الأكاذيب المدهونة بالنفط، أنه كلّما اشتدّت أزمة النفط وارتفعت أسعاره، تكتشف آلهة الأرض مصادر لطاقات بديلة ورخيصة ونظيفة!. بل أفضل من نفط  العراق والعرب: تارة من المحاصيل الزراعية، وأخرى من مُخلّفات الماشية، وثالثة من الرياح والطاقة الشمسية والحرارة الجوفية ... والموجات البحرية ... يُقدمها عُلماء عُملاء، وإعلاميين عُملاء، ومسؤولين عُملاء ... بمقالات وأسانيد "علمية" للبرهنة ليس على هذه المبتكرات فحسب، بل على الجدوى الاقتصادية والتقنية كذلك!.
و تُناوِر آلهة الأرض بأسعار النفط، وبقوانين العرض والطلب في حرب النفط. وذلك بالضغط على عملائها من حكام الدول النفطية ... وتسهيل تمويل داعش التي تنهب النفط وترميه في الأسواق بأسعار منخفضة ... لإغراق السوق العالمي بالنفط، والامتناع عن تخفيض الانتاج ... كما يحصل حاليا لضرب اقتصاد كل من روسيا إكمالاً لمؤامرة أوكرانيا لتفتيت روسيا بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي، وإيران لمنعها من التطور وإكمالاً لمؤامرة داعش، ونايجيريا دعماً لمؤامرة بوكو حرام، وفنزويلا لمنعها من تحقيق المثال الأمريكي اللاتيني في الاستقلال والتطور ...
فاذا كان منتهى المرام في السابق ضرب عصفورين بحجر واحد، فان أمريكا في عصر التكنترون البريجينسكي تضرب عدة أنواع من الطيور المتباعدة في آن واحد. ولا يهمّ آلهة الأرض الساعية دوما الى الهيمنة على الأرض وما فيها ومن عليها العودة حتى الى سعر 9 دولار للبرميل كما حصل عام 1986 للإضرار باقتصاد هذه البلدان وغيرها. 
مسكين جوزيف غوبلز ( 1897  - 1945 )، وزير الدعاية السياسية النازية، الذي من مبتكراته الهتلرية: " اكذب، ثم اكذب، ثم اكذب ... حتى تصدق نفسك، فيصدقك الآخرون ". فتأثيره كان إقليمياً لم يتعولم بعد. ولم يكن يعلم بأ ن جميع مهاراته لن ترشحه ليكون حتى هاوياً في نادي مملكة الكذب الامبراطوري الأمريكي الذي ينتشر آناً وحالاً على أجنحة الاعلام الارهابي الغربي الكذاب لتلويث فضاء المجتمعات وحضارة الانسان بفيروسات اخترقت ساسة مختلف دول العالم؛ فحولت السياسة من تدبير شؤون الناس الى ثقافة الفساد والافتراء على الناس.
وقد شاعتْ عبارة غوبلز هذه لاحقاً. ومن ذلك مقولة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشيرتشيل: " يجب حماية الحقيقة بدرع من الأكاذيب ". وهو تراث  العار الذي سار عليه آخرون، وبذّهم فيه توني بلير الكذّاب أبو ال 45 دقيقة لغزو العراق. وبذّتهم جميعاً أمريكا التي رفعت درع تشيرتشل الى جيوش جرّارة تُغرق الحقائق في ظلمات البحار. 
فبأنظمة الأكاذيب، والدولار الهوائي المزوّر، وإرهاب القوّة، وتأسيس شركات القاعدة وداعش وملحقاتها ... تعمل آلهة الأرض على تطبيق مؤامرة " الشرق الأوسط الكبير " على بحار من الدماء والخراب لتفتيت ماقسمته سايكس بيكو لعالم المسلمين. 
كما كان غوبلز يعادي المثقفين الذين يكتشفون ويفضحون الأكاذيب. حتى ذهب له قول آخر: " ما إن أسمع كلمة ثقافة حتى أتحسس مسدسي ". ليته عاش ليرى أسفل درجات خيانة مثقفين عراقيين.
ولغوبلز مقولة ثالثة مضبوطة صحةً ويقيناً: " أعطني إعلاما بلا ضمير، أُعطيك شعبا بلا وعي ". إذ يبقى وعي شعوب الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة، مُخترَقاً بأكاذيب الاعلام الغربي ومنابعه في ادارة آلهة الارض وأدواتها في السي. آي. أي.، وهوليود، والسي. أن. أن ... التي تُحوِّل بلاد المسلمين بالكذب والتهريج الى مقابر جماعية عبثية لعيون الأشرار الشرهين من النخب الغربية الاستعمارية. 
ولو أدرك الرأي العام الغربي الحقائق من خلف جدران الأكاذيب وستائر التظليل ... لاخترق جهله ووعى وخرج عن ظُلمته وغفلته وكسرَ صمته وطالب  بالشفافاية وبرفع الظلم البشع عن الانسان وحضارته.
لقد أفاد نفط العراق مختلف العصابات و الدول و البلدان والمؤسسات والساسة وغيرهم في العالم، إلاّ العراقي والعراق، الذي كانت حصته تلطيخ أرضه بالدماء وفرشها بالسجون والقواعد العسكرية والمقابر الجماعية وتخريب البلاد وظلم من تبقى وحرمانه حتى من الماء والكهرباء والنفط والغاز  ... وجعل فقرائهم يموتون جوعاً وبرداً، وسياراتهم تصطف ساعات طويلة بانتظار دورها لشراء حصة من نفطهم!.

كمْ تمنّى العراقي ألّا يكون في بلده نفط نقمة، بل نفط نعمة وحق للشعب، مالك ثروته، الذي حرمته آلهة الأرض من أبسط حقوقه. 
فالعراق بلد غني. والمنطق ان يعيش العراقي في مستوى أفضل من سواه في العالم. فهل سيدوم هذا الظلم المزمن؟. وهل يبقى العراقي فقيراً والدولة منهوبة والميزانية مفلسة؟.

 بينما هناك بلدانا لانفط ولا غاز في أراضيها لكنها تتطور باستمرار ويعيش سكانها حياة أرقى بمراحل نسبة الى العراقي التعيس الحزين، الذي لم يحصل من حقّه في نفطه أكثر من صدقات البطاقة التموينية واستجداء المساعدات الخارجية التي يتفضّل بها لصوص وقراصنة النخب الاستعمارية المتحضرة جداً.

كم نهب الغزاة وعملاؤهم من نفط العراق 

لا أرقام حقيقية معروفة للعراقيين، ولا للأخصائيين عن ماينهبه الغزاة من نفط العراق. 

وبعد الغزو الامريكي- البريطاني للعراق عام 2003، فان أول مااهتم به الغزاة هو كل مايتعلق بالنفط: الوثائق والمباني والمنشآت النفطية والابار ووسائل التصدير، التي سيطروا عليها بإحكام شديد وسريّة تامّة. إذ عزلوا موضوع النفط كليا عن الشعب العراقي، وعن حكومات الاحتلال، وعن " تحالف الراغبين ". 

ويبقى السؤال الجوهري والتاريخي: ماهي كميّة مانهبه وينهبه الغزاة من نفط العراق وثمنه في ظروف: 
- السلوك النفسي للقراصنة الغزاة وجشعهم  وسعيهم الى تحقيق أقصى طاقة إنتاجية ممكنة بأقصى سرعة وأقصر فترة زمنية للاجهاز على الخزان النفطي العراقي؛
- التطوّر المذهل للعلوم والتقنية في كل مايتعلق بشؤون النفط والغاز؛
- سهولة مد خطوط نقل الطاقة في أراضي يسيطر عليها الغزاة ومحرّمة على أهل البلاد؛
- سيطرة الاساطيل الامريكية والاطلسية على ممرات تصدير النفط والغاز البرية، وعلى المضائق والبحار والمحيطات؛
- إصرار الغزاة على رفع عدّادات الضّخ بخطّة مسبقة وبسريّة تامّة بحيث لايستطيع أحد معرفة كمْ وثمن الثروات المنهوبة؛
- إمتلاء احتياطي خزّان النفط الامريكي بشكل مستمر بعد غزو العراق؛
- إحراق وزارة النفط العراقية التي تضمّ أرشيف الحسابات والحاسبات الالكترونية لطمر جرائم سرقة النفط وأسماء العملاء المستفيدين. ومن ذلك ما نشرتْه وسائل الاعلام العراقية والعربية: " اندلع حريق هائل في الطابقين الثاني والثالث من مبنى وزارة النفط الساعة الرابعة من عصر اليوم 02/05/2006 مما أدّى الى حدوث أضرار جسيمة بالطابقين "؛
- تصريحات الجنرال ستيوارت باون ( سمير عبيد، أسرار حريق وزارة النفط العراقية: منْ المسؤول وهل ستقيّد ضدّ مجهول؟ القدس العربي، 09/05/2006 ): "... يعمل الجنرال- ستيوارت باون – مفتشا لعمليات اعادة بناء العراق وبتوجيهات أمريكيية بحتة، فيقول السيد ستيوارت ولصحيفة  " الزمان " العراقية أيضا ( ان الفساد في قطاع النفط والغاز العراقي مستمر دون توقف، وقد تكون له آثار مدمرة على الجهود الرامية الى اشاعة الاستقرار في البلاد ) فدعونا نأخذ من هذا التصريح عبارة ( مستمر ودون توقف ) وهذا يعني ان الجميع في قفص الاتهام من حكومة وبرلمان ووزير نفط وكادر نفطي ولجنة نزاهة وكذلك ستيوارت نفسه وتحت شعار ( من فمك أدينك ).
وتعالوا ننظر الى تقرير الجنرال – ستيوارت -  والذي يقول فيه ( ان انتاج النفط الخام عاد الى الارتفاع الى مليوني برميل يوميا في أول آذار -  مارس – الماضي بالمقارنة مع المستويات الاقل في كانون الثاني / يناير وشباط / فبراير الماضيين والناجمة عن التخزين ومشكلات الطقس في الخليج ).
فهل رأيتم...ان انتاج النفط العراقي يقل عندما يكون الناس او البلد بحاجة اليه في فترة الشتاء ولكنه يزداد في فصل الصيف...يالها من طلاسم لايعرفها الا الله... ". 

وعن ( رسالة الاخوان، فضيحة القرن، قيادات في الادارة الامريكية يقومون بأكبر عملية نهب للنفط العراقي، لندن، 12/09/2003 ): "... نشرت صحيفة الاسبوع المصرية تقريرا يفيد بأنه وسط تكتم شديد تشهد دوائر الكونغرس الامريكي عمليات يقوم بها عدد من أعضائه لتجميع وثائق بالغة الاهمية حول الارباح التي حققتها الشركات التي يتولى الاشراف عليها عدد من قيادات الادارة الامريكية، وفي المقدمة منهم ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي، وذلك جراء عمليات السرقة والنهب المنظمين التي تقوم بها شركاتهم للبترول العراقي تحت الاشراف المباشر للحاكم الامريكي بول بريمر.
وبحسب تقرير سري وهام فان شركات أمريكية للبترول تحتكر البترول العراقي حاليا وتقوم بنقله الى مختلف دول العالم، بالاضافة الى الاراضي الامريكية، وذلك في أكبر عملية نهب منظم لبترول العراق، وان الذي يقود هذه العملية هي شركة هاليبرتون الامريكية للخدمات النفطية، والتي تخضع لاشراف ديك تشيني، والذي دخل في اطار اتحاد مع شركة جديدة أسسها جورج بوش الاب أطلق عليها الخدمات الامريكية المتحدة للنفط، وان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أوعز لهذا الاتحاد أن يعطي لشركة البترول التي يعد أحد المساهمين الكبار فيها عملا كبيرا في احتكار البترول العراقي.
وقال التقرير ان هذا التحالف لسرقة ونهب البترول العراقي بدأ بالفعل بعد اليوم الثالث من سقوط بغداد. "

وعن ( ايلاف الالكترونية، 12 مايو 2007، اختفاء نفط عراقي قيمته مليارات الدولارات): " قالت صحيفة نيويورك تايمز في عدد يوم السبت انه لم يعرف مصير انتاج أعلن عنه خلال السنوات الاربع المنصرمة من النفط العراقي قيمته مليارات الدولارات ومن المحتمل أن يكون جرى تحويله عن طريق التهريب أو الفساد. وأضافت مستشهدة بمسودة تقرير أعده مكتب محاسبة الحكومة الامريكية ومحللو طاقة حكوميون والذي من المتوقع أن يصدر الاسبوع الحالي أن بين مئة ألف و300 ألف برميل من الانتاج العراقي اليومي البالغ نحو مليوني برميل مفقودون ". 

لكنّ: هل انّ هذا الذي تمّ قد بدأ منذ اليوم الثالث لسقوط بغداد عام 2003، أم منذ بداية الاستعمار البريطاني للعراق ... وعبر تسليط التافه النذل صدام حسين؟.

وهل ينهب الغزاة منذ احتلالهم للعراق عام 2003 ثلاثة ملايين برميل يوميا ... أم أكثر؟. وما قيمة المسروق؟. علماً بأن الغزاة ينهبون كذلك الغاز والثروات المعدنية العراقية الاخرى، والممتلكات الثقافية: الذاكرة التاريخية للعراق.  

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved