العراقي والعراق في البيت الأسود. طوابع سعد الجادر الفضيّة ( 4 )

2015-10-22
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c98b55a2-e41b-40f3-9428-dbc55b15ae63.jpeg
استئناف الغزاة للوثة وسعار تقسيم العراق.

إنّ تقسيم العراق جزء حيوي جداً من مشروع طواغيت آلهة الأرض لتجزئة وتفتيت البلدان والمجتمعات والموارد التي يتحاصَص ساسة الغزاة وشركاتهم على أرباحها.
أما مجموعات دُمى العملاء العراقيين عبيد وخدم تجّار السياسة الغربيين، والساعين رقصاً ونهباً للتقسيم ... فما هم الا أدوات بَخْسة ونَجْسة وحطباً يابساً نَتْناً يُحرق دورياً في نار جهنّم العراق.
و الشعب العراقي المُستضعَف والمنكوب هو ضحيّة الصراعات الاستراتيجية الدولية والاقليمية. فالعراق يُباع ويُشترى بين القوى الكبرى: بشراً وموارداً وجغرافيةً. وخرائط البلدان على طاولة مساومات عصابات النخب الغربية الاستعمارية خالية من الشعوب وثقافاتها ومصالحها. 
فالعراقيين والرافدين والنفط والغاز والتراث الثقافي والفني ... ماهم إلاّ أضاحي لآلهة الأرض المُتَحَضِّرة جداً.
بعد التجزئة التي فرضها متآمري سايكس - بيكو في الربع الأول من القرن العشرين ... واستنفاذ القدرات الاقتصادية والعسكرية لرعاتها الانجليز والفرنسيين ... وبعد تفكّك الاتحاد السوفيتي ... تسلّمت الولايات المتحدة عصا الظُلم والشرّ. وفي مشروعها: " الشرق الأوسط الكبير " إجراء عملية تجزئة جديدة لما سبق  تفتيته. وذلك على أسس عِرقية ودينية وطائفية: كردستان، دارفور، جنوب السودان، طرابلس، برقة، سبها، نجد، الحجاز، اليمن الشمالي والاخر الجنوبي... و عشرات الكيانات الصغيرة المُتباغضة المتناحرة ...  لتسهيل إبادة السكان ونهب ثرواتهم.
ويقع العراق في قلب هذه المؤامرة، التي تشمل عدة قضايا: جغرافية، واقتصادية، وسياسية، وثقافية ... ومحلية، وإقليمية، وعالمية ... تتقاتل داخله وعليه قوى متشابكة المصالح والأهداف.
ظَهَرَ مشروع تقسيم العراق في الاعلام الغربي عندما دعا له بن غوريون في مطلع خمسينات القرن العشرين مُحَذِّراً الاسرائيليين من عِراقٍ موحدٍ.
لذلك افتخرَ وزير الامن الاسرائيلي السابق آفي ديختر في محاضرة نشرتها  صحيفة الجيروزاليم بوست في أعقاب تخريب العراق بعد غزوه عام 2003، حيث ذكر: " لقد حققنا في العراق أكثر مما خططنا له وتوقعناه منذ بداية عقد السبعينيات من القرن العشرين. هدفنا الإستراتيجي مازال عدم السماح لهذا البلد أن يعود إلي ممارسة دوره لأننا نحن أول المتضررين.. ".
وعن ( محمد عبد القادر، تقسيم العراق .. بين التخطيط والتنفيذ، الأهرام،18/10/2013 ): " ... نشر عام1957 كتاب بعنوان خنجر إسرائيل لمؤلفه الهندي ر. ك. كرانيجيا, ويقال إن الرئيس جمال عبد الناصر هو الذي وقف وراء فكرة الكتاب, كما زود المؤلف بوثائق مسربة من الجيش الإسرائيلي, وتضمن الكتاب مخطط إسرائيل لتقسيم العراق على أن يبدأ التقسيم بتشكيل دولة كردية وفصلها ثم اقتطاع دويلة شيعية.
وفي عام1973 قدم مهندس السياسة الأمريكية هنري كيسنجر مشروعا تجدد الحديث عنه عام1983 يتضمن تقسيم جميع دول المنطقة العربية علي أسس طائفية, ذلك فيما كانت مجلة كيفونيم الإسرائيلية قد نشرت في14فبراير1982خطط إسرائيل لتقسيم العراق وسوريا, واعتبرت المجلة أن العراق أشد خطرا علي إسرائيل من بقية الدول وأكدت أن أفضل طريقة لتمزيقه هو إثارة الصراع الدموي بين مكوناته ... هذا المخطط هو ما ترجم بعدها في الدستور العراقي بدعم أمريكي, الذي منح حق تقرير المصير للأكراد وحق تشكيل الأقاليم غير الإدارية في إطار دولة فيدرالية, لتستكمل حلقات المشروع بعدها بموافقة الكونجرس الأمريكي وإقرار مجلس الشيوخ في2007 لخطة غير ملزمة لتقسيم العراق إلي ثلاثة أقاليم, قدمها السيناتور جو بايدن, الذي كان وقتها يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ, ثم بات اليوم نائبا للرئيس والمسئول المباشر عن الملف العراقي." 
وعن( هشام الهبيشان، لنقرأ مابين السطور بمشاريع تقسيم الجغرافيا والديمغرافيا العربيه، دام برس،01/06/2014 ): " ... فقد بدأت رؤية وانطلاقة مشروع لويس في عام 1983 حيث وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع "برنارد لويس"، وبذلك تمَّ تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية لسنوات مقبلة وذلك نتيجه لما كان  في عام 1980م والحرب العراقية الإيرانية مستعرة فقد صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي "بريجنسكي" بقوله: "إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن (1980م) هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من خلالها((( تصحيح حدود))) "سايكس- بيكو",,, وعقب إطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ومباركة الكونجرس واللوبي الصهيوني بدأ المؤرخ الصهيوني المتأمرك "برنارد لويس" بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعًا كلا على حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي.. إلخ"
ولاكمال تنفيذ هذه المؤامرة العالمية التاريخية الكبيرة؛ فقد رسم منظروهم الصهاينة من أمثال كيسنجر وبريجينسكي وبرنارد لويس وهنتنغتون وفوكوياما وفيلدمان ... استراتيجية الهَيْمَنَة. ثم طوّرت أجهزتهم المخابراتية الاخطبوطية تبعاً لذلك صناعة أجيال بن لادن والزرقاوي والقاعدة ...  فداعش وبوكوحرام ... الأفضل هندسةً، وتدريباً، وتسليحاً، وتمويلاً، وإعلاماً ... والاحدث إبادة، والأشد ضراوة ووحشية وشراسة وجهلا ... وباسم الاسلام ... لاضعاف العرب والمسلمين، وتدمير المقاومة والاقتصاد والثقافة والمجتمع والنهضة ...  
أما بايدن هذا، صاحب مشروع تقسيم العراق، فهو وإنْ صرّح  متفاخراً: " ... أنا صهيوني ... ليس ضروريا ان تكون يهوديا كي تكون صهيونيا " ... فانه لايهمّ العراقيين إن كان صهيونياً مُفرداً، أم أُس مليون ... فهذا معتقده، ومن شأنه. لكنّ العراقيين يرفضون كِذبه وتآمره وخُبثه العنصري السافر والحثيث لتقسيم وطنهم المقدّس. ولن ينسوا مقولته الاستفزازية الارهابية الداعية لمزيد من الابادة والخراب : " لايمكننا ان نطلب منهم تقسيم العراق ولكن سنجعلهم هم من سيطلب ذلك ".
وعلى هذه الخلفية صدرت مجلة " تايم " / يونيو2014، القريبة من سلطة القرار الأمريكي بمقال مُكَثّف من ثمان صفحات حول تقسيم العراق الى ثلاث دويلات يستعرض معلومات مشوبة بفنطازيا الرغائب والأماني والسرابات ...
 ويدعم الادارة الأمريكية في ذلك حُكام العراق الخونة؛ ومنهم مُتحمِّسون لمؤامرة التقسيم ويمهدون لها بتمزيق المجتمع بواسطة عصابات مسلحة تُحرِّض على التفرقة والثأر والعداوة والفتنة والطائفية والكراهية بين الناس لنقلهم من الشعور بالمواطنة والمجتمع الواحد المُوحّد إلى الولاءات المتفرِّقة والمتناحرة، التي شهدت، ولا تزال، تصفيات طائفية مُخزية وحمّامات دم أُريق هدراً ومجاناً.
إضافة الى الضغوط والاستهداف من شتى الانواع ... ومواصلة بث المصطلحات التقسيمية، مما لم يكن له وجود في السابق، سواء في الاعلام الغربي العنصري الكذاب، أم في إعلام صنائعه في المستعمرات: الفدرالية، الكونفدرالية، الأقاليم ... المثلث السني، الجنوب الشيعي، الشمال الكردي ... التي تَسْحق وتطحن بينها المسيحيين والصابئة والأزيدية ... مصحوبة بالابادة والتهجير والدمار والتخريب والظلم السياسي والانهيار الاقتصادي ... وقتل لم يتوقف، وتفجيرات يومية ... وهيئة الأمم المتحدة وال " مجتمع الدولي " يتفرّج صامتاً ميِّت القلب والنفس والضمير ... والرحمة والحكمة؛ بلا حراك ولا أدنى اهتمام بحُرمة البلاد وحياة الناس.
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/5187f9da-8a03-4e92-b832-5060b5ca8040.jpeg 
فبينما توحدت شعوب أوربا، وهي من ثقافات ولغات ومعتقدات وتاريخ ... متباين، تفرض آلهة الأرض على العرب والمسلمين التقسيم والتمزيق والشتات ... 
فماحقّ النخب الغربية الاستعمارية وضع القوانين للعالم، والتخطيط لمصائر شعوب الأرض: تُبيد هنا، وتَنهب هناك، وتُقسِّم هذا، وتَفْني ذاك ... وعلى الضحايا الانصياع، وإلا فانهم إرهابيون!.
 وما حقّ أمريكا التآمر السافر على المسلمين وانتهاك سيادتهم الوطنية بفرض مقاطعتهم، وغزوهم، واستعمارهم، والتشريع لصياغة حاضرهم ومستقبلهم ... بمشاريع " مُلزِمَة "، أم لا، تُتخذ في البيت الأسود؟!.
لقد بدأ التنفيذ الفعلي والتطبيق الجغرافي لمؤامرة تقسيم العراق بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 661 عام 1990، بفرض مناطق حظر الطيران العسكري العراقي ل " حماية " الشيعة، والأكراد. وكأن السنّة كانوا محميين في زمن البعث الأسود!.
و قبل ذلك، وللوصول الى التقسيم، أُدخلت البلاد في انقلاب 8 شباط 1963؛ و حروب إيران، والكويت، ومقاطعة الشعب العراقي ... ثم الغزو الخرافي الهمجي البربري الوحشي الدموي الارهابي العنصري ... فالفوضى الخلاقة، التي بدأت بحلّ مؤسسات الدولة، وبالذات الجيش، وتدمير المنشآت والمصانع المدنية والعسكرية، ووضع الدستور المسخ الذي ينسف وحدة العراق ... 
ويواصل الغزاة تخريب العراق بالعملية السياسية بعد نشر الارهاب والمحاصصة والفساد ودولة الحرامية ... وإغداق الأسلحة النمطية على الجميع، عدا داعش التي تُزَوَّد بأسلحة نوعية أشدّ فتكاً مما لدى الدول والعصابات المُستهدَفة ... ليتحاربوا ... ويتقاسموا ... وباحتقار شديد للقوانين الدولية، ولحقوق الانسان.
وتُنافِق النخب الغربية الاستعمارية بالترويج لاستحالة التعايش بين العراقيين. وكأنهم لم يتساكنوا على أرض الرافدين منذ آلاف السنين. ويُكذِّبون بان حل كارثة العراق تكمن في تجزئته. وأنّ الأمن والأمان والتطوّر الاقتصادي والرفاه والرخاء والازدهار قادم مع التقسيم والتمزيق والتهجير ... وحذف مدن، وضم أخرى ... وتوسيع هنا وقضم هناك!. 
فأي حرية وديموقراطية وحقوق إنسان في العدل هذه التي يعد الغزاة كذباً تحقيقها تحت حراب الاحتلال؟.
والآن فان العراق مُقسّم افتراضياً / واقعياً الى ثلاث كيانات مُسَلَّحة. وهذه هي الحالة الأخطر في تنفيذ المؤامرة لما لها من تشجيع البعض لاشعال نيران حرب أهلية، وهندسة حركة تهجير جديدة بهدف التقسيم الفعلي للعراق: جغرافياً ودستورياً. وما صناعة وتمكين الغرب لداعش، وتنشيط الوجود الأمريكي في العراق إلا دعماً لذلك.
واذا نجح الغزاة في تقسيم العراق فان دومينو تقسيم عالم المسلمين ستتداعى الواحدة تلو الأخرى. وسينسحب هذا على بلدان الجوار، ووضع العالم العربي والاسلامي في محنة تردي التخلف والتبعية والاستغلال الى أمد طويل. وما مصيدة قرن سايكس بيكو المنصرم إلا مثالاً على ذلك.
 كما ستسعى آلهة الأرض لفرض النظام العالمي الجديد. 
 وإنْ فَشَلَت مؤامرة تقسيم العراق سينجو الانسان، وتَسْلَم الحضارة من أعتى إعصار خبيث شهده تاريخ العالم.
لذلك تبقى أوضاع العراق كالحة، ولن ينبلج نور الحلول حتى " تقضي " أمريكا العظمى على مصوغتها داعش، أو تستبدلها بإرهاب أحدث ... ربما في ثلاث سنوات!.
ليتذكّر الناس بأن جيوش وقواعد أمريكا لاتزال في اليابان وألمانيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، رغم القوة الاقتصادية والمالية والتقنية والعسكرية لهذين البلدين.

 إنّ تاريخ الانسان مشحون بالغزو والمقاومة والتحرير. ولم يسبق تراجُعُ الغازي عن القرصنة والنهب طوعاً بدون انتزاع المظلوم لحريته بأسنانه ومخالبه مهما طال الزمن.
والتعويل على تحرير العراق بالانسحاب الطوعي للغزاة، أو من " عَدْل " هيئة الامم المتحدة، و" نزاهة " المجتمع الدولي، أو من هزالة منظمة التعاون الاسلامي، أو من دول العرب العميلة وجامعتهم الصورية ... فكل هذا من باب الاحلام الوردية وأمنيات الحشاشين. لان كل هؤلاء أجزاء عضوية في أجهزة إرهاب آلهة الارض الساعية للهيمنة المستدامة على الانسان والحضارة والأرض. كما لن يواجه العراقيون والعرب والمسلمين مخطّطات آلهة الأرض بالنوايا الحسنة وشركة الأمال غير المحدودة والبرامج والمؤتمرات والمحاضرات والمقالات وإصدار البيانات " بعدم الوقوف مكتوفي الايدي " ...  ولا بالمظاهرات والاحتجاجات ...
والعراقيون وحدهم فقط هم أصحاب القرار والحلّ والربط بالرأي وبالمقاومة الشعبية السياسية والعسكرية ... بالجيش الوطني، والدستور الوطني ... لوقف الفوضى الخلاقة، وإنهاء العملية السياسية الطائفية، وطرد الغزاة وعملائهم العراقيين للابقاء على العراق موحداً بأهله وأرضه يبني نهضته ومستقبله. فموارد العراق متنوعة ومنتشرة على مختلف المواقع. والتداخل العضوي الثقافي والاجتماعي التاريخي في تكوين فسيفساء العراق وتماسكها المتين يجعله عصياً على التقسيم. 
 ولا مخرج من هذا المأزق التاريخي الا بانشاء قاعدة الجهادين الاكبر والاصغر: توعية وتطوير الشعب، ودحر الغزاة: مثقفون وطنيون ومفكرون أكفاء و قادة شرفاء نزيهون ملتزمون وعلماء دين أجلاّء يبادرون بتوعية الشعب بمنهجية علمية ويقودونهم للثورة المسلحة.
فتوعية الناس وبناء الانسان أساس التغيير. وفي النص القرآني العظيم: " إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ". وللعالِم الراحل محمد الغزالي: " ما زلتُ أؤكد أن العمل الصعب هو تغيير الشعوب، أما تغيير الحكومات فإنه يقع تلقائياً عندما تريد الشعوب ذلك ".
 فتصبح مقاومة الغزاة القاعدة المادية للمصالحة التاريخية على أساس توالي: الوحدة الوطنية وتحرير البلاد والانطلاق نحو التعمير والتطوير. 
 بالمقاومة المسلحة الموحدة والقوية يُهْزَم الارهاب مهما كانت قوته. 
عندئذٍ يتحول الصراع من استراتيجي بين الدول الكبرى على طريدة العراق الى خلاص استراتيجي للعراقي والعراق. فآلهة الأرض تنهب الضعفاء، وتخشى الأقوياء القادرين على الدفاع عن بلدانهم وشعوبهم ومواردهم وثقافتهم ومصالحهم.

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved