ما كان أحــلى قبلات الهـــوى إن كنت لاتذكــر فاسأل فمك
الأخــطل الصـغـير الـبـــــاء
------------
بـعـدمـا هــدأت( نـسبـيا) الـعاصفـة وانخـفـض (قـليلا) الـقـيل والـقـيل وكـثر اللغط بين القانوني والسياسوي؛ والـتأويل والتـحـليل والتحـريم والتفسير حول ( قـبلة النـاظور) الـتي فـجـرها أحـد- الـبصاصين- ب( شكايـة ) ولا أستبعـد أنـها (نـكاية) لأسباب نفـسية تـعـود لصاحب التوقـيع؛ وكواليسية تـعود للإطار الذي غـلف التوقـيع؛ وبالتالي فـهل يـعقـل لمنظمة حقـوقـيـة أن تتعـدى وتتجاوز أدوارها؛ لـهدم وردم الحـقـوق الفـردية؟ يـعـقـل في زمـن التخـلف والـجـنون؛ مادام (فايس/ بوك) فـضاء شـخـصي وافـتراضي بالأساس؛ يحررا لأجيال مــــــن إكـراهات الـواقع؛ ويعـطيهم حـرية ذاتية؛ للتـواصل، بمـعـزل عـن الجماعـة والـجماعـة جـماعات؛ نصـفـها (لا) يـعـرف مـا( الفايس بوك) وخـلافه؛ ونقـدمـه هـكذا كحـجة؛ بإخـلال بالآداب العامة؛ فالأمـر يضـحـك ويـحـتاج لتوليف (نـكـت) جــد سـاخـرة ومسـلية؛ بـعــــيدا عـن الفــصول والقـوانيـن؛ والنوازل الفـقـهـية؛ والإسقاطات المريضة والتخـريجات الـرخيصة؛ بحـيث أن( تلك) التي رفـعـت الدعـوى؛مـنظمة (لا) فـروع لـها؛ ربـما لا تـدري؛ أوتـجـهـل؛بـحكم بنـيتها الذهـنية؛ بأن الـواقع يـعج بمـظاهـر؛مـن الصعـب جـدا إيـقـافـها أومتـابعتها أو بتـرها مـن لدن – النيابة الـعامة – السـاهـرة عـلى حـق المجـتمع؛ ودونـما سـردها؛ فـتمظـهـر تـلك المظاهـر؛ نتيجـة غـياب الحـــياة الرومانسية؛ حـياة حالمـة؛ شـاعـرية؛ تنسيك ( نسبيا) متاعـب اليومـي وإكـرهات البيروقـراطية؛ ووجـوه وضجـيج المنافـقـيـن والإنتـهازيين، مقابل(تلك) تتمظـهر مـظاهـر ذات وجـهين؛ مضحـكة/ مؤسـفة؛ تسعى بالكاد اغـتيال لحظات التـوحـد (قـبلـة الناظور) والـعـشـق؛ وهـذا الأخـير قـيل عـنه الشيء الكـثير؛ واخـتلفت حـولـه الأفـكار والـخواطر؛ لكن أجمل من عـرفه (العشق) الـعالم جلال الدين السيوطي؛ في إحدى كتبه – الايروتيكـية- إذ قال في (الفصل الأول/ص4)[ إنـه سمح الـجـواهـر؛ وكرم الـمفاخــر؛ وتداعي الضمائـر؛ واتفـاق الأهــــواء وامتزاج الأرواح؛ وازدواج الأشبـاح؛ وتـخـالص الـقـلوب؛ وتـعارف الأفـئدة....] ومجمل المعاني؛ هـناك تلاقـح وتـداخـل بين طرفين أوعـدة أطراف؛ تتجلى فيها الإرادة الألوهـيـة؛ ومن يحاول أو حـاول الفـصل بينهما بأية طريـقة أو أسلوب؛ فـهـو يجافي ويعارض أصلا الإرادة الألوهـية؛ ولـن يكون فـعـلـها سـوى- إبليس-
الــــواو
------------
ويل لكـل (إبـليس) مـانع للحـظات الـفـرح والـعـشق؛ الذي يتم التعبير عـنه بالقـبلـة؛ التي هـي مـدخل بريء للحـب والمـحـبة؛ سواء بين الأحـياء أو الأمـوات؛ ولماذا الأموات هـاهـنا؟ فالـعـديد من يظل يعـشق عـشيقـته بـلهفـــة وإن وارت التراب؛ أو والدته أو أحـد العزيزين عـليه؛ ويزوره في مدفـنه؛ لأن الحب لايرتبط بحـدود مـعينة؛ مادام مـوقعه الإحساس والشعور الإنساني؛ ولا دخل للـعقـل هـاهنا؛ فإن تمت عـقـلنة الـحـب؛ تنـعدم إنسانية الإنسان؛ وهـذا مـا أمسى الـعالم ( الـعربي) يعـيشه؛ بكل حسـرة وأسف، وفي سـياق المـوضوع؛ نـكــتشف بأن الـحمق الشيطاني يتسربل بكـل تـلقائية؛ فـفي :
* سـنة2007 تقـليعة جـديدة أعـلـنها طبيب مصري؛ يدعى: الدكتور- عــادل عاشور- أستاذ طب الأطفال بكـليــة الطب جامعة القاهـرة عـن رغـبته في إنشاء (جمعية) لمنع القـبلات بين الأصدقاء؛ وزاد عــلى ذلك بإعلان رغـبته في منع القـبلات بين الأزواج [( ! )]
*سـنة 2008 أحـد المفكرين الـمهاجـرين الأردنيين: أعـلن ممنوع البوس غـير المبرر والذي لا فائدة منه تُرجى، وواقع في غـير محـله، وهـو (البوس) في المقابر تحـديدا [؟؟؟]
*سـنة2008 مجموعة من أبناء مدينة السلط ( الأردن) تنادوا لاجـتماع لإعادة النظر بالعادات والتقاليد تلك المتبعة ( عـندهـم) فاتفـقـوا على.ممنوع البوس تحـت طائلة المسؤولية[''']
*سنة2009 حـينما صـرحـت منظمة العالمية لـلـصحة؛ بـأنها.تتوقع إصابة نصف سكان العالم بــمرض أنفـلونزا الخنازير؛ هـب العديد مـن وزراء الصحة ( العرب) للـقـيام بإجـراءات وقـائية واحـتياطات جـد مـتطورة ألا وهـي ( مـمنوع الـبـوس) [°°°]
* سـنة2011 قـرر د. سامي شريف الرئيس الحالي لإتحاد الإذاعة والتليفـزيون( المصري) حـذف كــل (المشاهــد الحميمة وما تشمله من قــبلات وووو) من كافة المواد السينمائية القــديمة والحــديثة التي سيتم عـرضها على التليفزيون بالــفــترة القادمة[؟؟؟؟]
سنـتي 2012/ 2013 بدأت تتناسـل فـتاوي مثيرة للجـدل، تنتشر بشكـل يومي، حـيث أصبح الإفـتاء في كل شيء وعـن أي شيء في الـبـقاع الإسلامية؛ وخـاصة في ( الـجـنس) وآخـر فـتوى؛ في الإطار ظهرت في إقـليم تنغير- المغرب – مفـادها: تحـريم (بوس/سلام) الرجـل على الرجل بالوجه من طرف إمام مسجـد وألـح عـلى الاكـتفاء بالعناق فـقــط، مبدياً أن ملامسةَ الرجـل لخـد صاحبه حـرامٌ ولا يجـوز شرعاً [///]
فـهـذا البعـض مـن كـل حـول- ممنوع البوس/ القـبلة- بأي مـنطق أو لـغة يمكـن تـفـسيره؟؟ في تقـديري؛ وبشـكـل مـضمر، فالـذي يـعلن(لا) ثـم (لا) للبـوس، يـريد أن يزج بنا في إحـدى الـحكايات الـواردة في كـتـاب ( الـبصـائر والـذخائر) لأبي حـيان الـتوحيدي؛ وذلك في ( الفصل الرابع ) إذ قـال بـعضهم( أدخـل رجل[....] في شـهر رمضـان؛ فـلما دفـع فـيها وأراد أن يـقـبلـها حولت وجـهها؛ فـقـال لـها لم لاتـقـبلينني؟ ؟قـالت بـلــغـني أن القـبلة تـفـطـر الصـائم )
الــســـيــن
-----------
سـخـافـة مـا نـعيشه حـقا؛ في الألـفـية الثالثة؛ وذلك لتسخـيف ونـســف وتســطيح الـعــقـل الـعربي؛ مـن مكوناته التراثية؛ وهـويته البيولوجيـة؛ بحـيث نضع (لا) أمام قــشور جـوهـر المشاكل، ونتـلفـظ بـها أمام فـتات لـب ما يـحـيط المواطن في مـوطنه؛ مـن تـفاهات وخـزعـبلات؛ فالقـبلة/ بوسة/ تأتي بـعد الصرخة الأولى للمـولود؛ لكي يتحـسس بكـيـنونة وجـوده؛ في فـضاء جـنسه؛ ولـولاها لـما كـــان الإبـداع؛ ملازمـا للـبشـرية؛ مـادمـت ( البوسة) عـتبة ومـدخلا للحـب؛ والـحـب أنـواع؛ حـسب الـخـــصائص والأغـراض؛ والنـزوع؛ فالعديد مــن الأدباء والشعـراء؛ القـدامى وما بـعـدهـم، تفـننوا وأبـدعـوا،بمفـردات الغـزل الجميل وكانت ( البـوسة/ القـبلة) لديهم واحـدة من أروع الصـور الحـسية، وكلٍ عـبر عـنها برؤيتـه وفـصاحـتـه (كـمثل) الأصمـعي/ بشاربن بـرد/ أحمدبن فـنن/ يزيد بن مـعاوية/ مطيع بن أياس/ امرؤ القـيس/.../ ونماذج من المعاصرين (لـنا) وبـنوع مـن التـركـيب (التخـيلي) تـقــول: أحـلام مستـغانمي في مـطـلع قــصيدة (شـفــتان عـلى شـفـا قـبلة)
اخــتبر الأدب بشفـتيك
كـــيف يمكــنك أن تصف متعة
ذروتها أن تفــقــد لغتك؟
يـرد عـليها- نـزار قـباني بـقـصـيدة ( الـقـبـلة الأولى) الـتي مـطـلـعـها
عامان .. مرا عـليها يا مقــبلتي
وعـطرها لم يزل يجــري عـلى شفـتي
كأنها الآن .. لم تذهـب حلاوتها
لــكـن يـرد عـليـهما الـشاعـر – إبـراهـيم نـاجي- في (تحــليل قــبلة) ويـترك السـؤال لـمن أراد تتمة القراءة
يبث فــمي سرّ الهـوى لمقــبّل
أجـود له بالـروح غـيرَ ضنين
إذا كـنت في شك سلي القــبلة التي ......
إذن؛ فـهـذا الابـداع الخـالص؛ والـنابع مـن شرايين الـفـكـر والإحساس؛ ولـم نثر الروايات والقـصـص؛ التي تـرصدت في إبـداعـها للقـبلة؛ ربـما سيـكون ممنـوعـا قــــراءتها والتلذذ بـها؛ وهـنا نـكون أمــام( جـنحـة) كـما يـقـول – أحـمد مـطر- في نهاية قـصيدة( قـبلة بـوليســية)
لاتـسـخـروا مـني
فــحـتى الـقــبلـة
تـعـد في أوطــانــنا''
حـادثـــة تــمس أمــن الـدولة
