وقال عبدالله حسين جبارة نائب محافظ صلاح الدين في مؤتمر صحفي اليوم (الأحد) إن مجموعة من العاملين عثرت في أثناء قيامها بمد أنبوب لنقل المياه الثقيلة في شارع الباشا وسط مدينة تكريت على القطع الأثرية التي تعود إلى بدايات التبشير المسيحي في المشرق والذي بدأ في مدينة تكريت التي كان الساسانيون يسيطرون عليها في القرن الأول الميلادي.

وأضاف أن القطع الأثرية تضم خواتم نحاسية وأحجارا كريمة وفخاريات وزجاجيات رسم عليها الصليب وأواني متعددة الأغراض والإستخدامات وجدت جميعا في أقبية تحت الأرض وقد حفظت مع جثث أصحابها.

وأكد أن الإكتشاف الجديد سيسهم في إثراء تاريخ مدينة تكريت الموغل في القدم ويقدم بيانات هامة عن أساليب الحياه وعادات السكان ونوع الديانات التي كان يعتنقها مواطنو المدينة والقرى المجاورة لها.

وأوضح جبارة أن القطع الأثرية سيتم تسليمها إلى وزارة الأثار للاحتفاظ بها مؤقتا لحين إنشاء متحف تكريت الذي سيوثق تاريخ المدينة، داعيا الباحثين والأثاريين إلى البحث المعمق في الأماكن التي توضح تاريخ المدينة للوقوف على تلك الحقبة المهمة من التاريخ الإنساني في العراق.

وحول أهمية الإكتشاف الجديد قال الباحث الأثري عبد جرو الجبوري المختص بالحضارات الوسطى في تاريخ العراق أن الاكتشاف يعد مكملا لاكتشافات سابقة في تكريت والتي تمت في ثمانينيات القرن الماضي وقادت للوصول إلى أقدم كنيسة في المشرق والواقعة في القصر الجنوبي في مدينة تكريت وتم ترميمها فيما بعد واصبحت أحد المواقع المهمة في القصور الرئاسية لصدام حسين .

وأشار إلى أن العصر الذي ترجع إليه تلك القطع الأثرية هو المدة بين مئة عام بعد مولد السيد المسيح إلى ثلاثة مائة عام أي ما قبل نحو ألفي عام وهو العصر الذي كان الساسانيون يسيطرون فيه على المدينة وكان إنتشار المسيحية سريا فيها ولذلك عمد المسيحيون الأوائل إلى إخفاء انتمائهم وهذا واضح من طريقة الدفن والقبور المتجهة نحو الشرق والصلبان التي تعلوها تحت الأرض والتي تم العثور عليها .

وأكد أن المسيحية كدين استمرت حتى ظهور الإسلام وفتح تكريت على أيدي الصحابي عبدالله بن المعتم في العام السادس عشر للهجرة.

وأعرب عن أمله في يكون الأكتشاف الجديد مفتاحا للتحديد الدقيق لحقبة زمنية مهمة من تاريخ مناطق وسط العراق التي كان الرومان والساسانيون يتنازعون السيطرة عليها من وقت لأخر حتى ظهور الإسلام.