بزق
يذكر كتاب الموسيقى السورية للحداد أن هناك آلة موسيقية شبيهة بالعود وهي قديمة أيضاً شاع استعمالها عند السومريين وبخاصة عند كثير من شعوب المشرق العربي وكانت تسمى هذه الآلة قنور وتدل الصور المصرية في بني حسن على شيوع آلة موسيقية عند الكنعانيين شبيهة بالعود تسمى القيثارة أخذها اليونان عن السومريين وسموها باندور وفي أرمينيا سميت باندير وفي القوقاس بانتوري وسميت عند الفرس بعد تحريفها طان-بور وتدعى في العربية طنبور وهي آلة البزق الحالي المتداول في البلاد العربية
وصف الآلة
إن آلة الطنبور هي قريبة من آلة العود من حيث استخراج الأصوات بواسطة النقر ولمس الأصابع وشكل الطنبور من حيث صندوقه الذي يعتبر بيت الصوت يكون صغيراً بحجم الماندولين وزنده يكون طويلاً أقل من مسافة المتر بشيء قليل ويوضع على زنده ربطات من الأوتار تسمى الدساتين ومهمة هذه الدساتين تعيين أماكن النغمات والطنابير على نوعين ميزاني أو خراساني وبغدادي ولكل منهما خصائصه ومزاياه فالطنبور البغدادي يحتوي زنده على ستة عشر دستاناً أي ربطة ولذا نجده ضيق المسافات إذ لا يؤدي إلا الموال البغدادي والإبراهيمي وبعض النغمات البسيطة بينما نجد الطنبور الميزاني الذي يعتبرونه كاملاً يحتوي على ثلاثين ربطة فوق زنده ويمكن لهذا الطنبور أن يؤدي سائر الألحان وحتى باستطاعته مماشاة آلتي القانون والبيانو ويوضع على صدر هذه الآلة وتران فقط هما صول دو وباستطاعة هذين الوترين أن يؤديا سائر الألحان والنغمات وقد يوضع ثلاثة أوتار على الطنبور في بعض الأحيان .
ولهذه الآلة عازفون بارعون اشتهروا في ميدانها في الماضي والحاضر ففي العصر العباسي اشتهرت عبيده الطنبورية وهي مغنية جميلة الوجه وشاعرة مجيدة ومحدثة لبقة وعاصرت إسحاق الموصلي وغنته ولكنها لم تنل شهرتها اللائقة بها وسميت بالطنبورية لأنها اختصت بالعزف على الطنبور والغناء عليه وقد اشتهر غيرها من المغنيين بالطنبوريين أيضا منهم أبو حشيشة ومخارق والمسدود والزبيدي وفي مطلع القرن العشرين ظهر طنبوري معاصر مجيد هو عازف الطنبور التركي جميل بك الطنبوري الذي ذاعت شهرته في العالمين التركي والعربي .