الفوجةهي عبارة عن جملة موسيقية واحدة تساندها جملة أخرى قصيرة تكون بمثابة ظلها وجوابها ,
أو بالأحرى حوار بديع بين الجملتين , تارة تتقدم الآلفاظ الموسيقية وتتأخر , وتارة ترتفع وتنخفض في أسلوب انشائي بديع . وقد تختم هذه المحادثة بجملة لحنية واضحة يؤديها العازف أو مجموعة المنشدين في نظام موحد رائع . والفوجة تعتبر مرحلة هامة في التطور بالغناء
احتلت ( الفوجة) عرش البلاغة الموسيقية في عصر الباروك، ومنذ القرن السابع عشر وانتشرت الفوجة المعزوفة (غير الغنائية) وهي التي تكتب لتعزف بأربعة آلات موسيقية
مصدر هذه التسمية هو الفعل الإيطالي Fugare ومعناه (الهروب) واستعملت هذه الكلمة لتسمية نوع من الكتابة الموسيقية يتميز بتكرار اللحن الرئيسي في الأصوات الأربعة (سوبرانو - الطو - تينور - باريتون)، الواحد تلو الآخر على درجات مختلفة من السلم، وذلك في مطلع الفوجة ، ثم تلاحق الأصوات بعضها بالفكرة الموسيقية أو الموضوع بطريقة تشبه المطاردة أو الهروب.
وهي ليست قالب موسيقى ثابت التشكيل ولكنها أسلوب فى النسج البوليفونى عبارة عن بناء من طوابق لحنية بأسلوب تقليدي في طريقة دخول الأصوات بالتتابع باللحن الرئيسي، وبتقليد شكله اللحني
وهذا الدخول المتعاقب للأصوات هو الذي يطبع الفوجة بطابعها المميز، وبدونه لا تسمى ( فوجة) و نذكر هنا أن الأصوات الأربعة ليست إجبارية في نسيج الفوجة ، فهناك فوجات مكتوبة لثلاثة أصوات أو لصوتين أو لأكثر من الأربعة أصوات الرئيسية.
وكسائر أساليب الكتابة الموسيقية، لم يصمم أجزاء الفوجة أحد ، ولكن ( يوهان سيباستبان باخ) هو الذي أعطاها شكلها النهائي ، مستندًا إلى تجارب العديدين ممن سبقوه، ثم سار على هداه جميع المؤلفين من بعده، وضمّنوا الفوجة في معظم مؤلفاتهم الكبيرة والصغيرة