الغناء حسى :
أثبتت الدراسات الانثروبولوجية أن الإنسان المصرى يتمتع بموهبة فطرية فى الغناء ونظم الاشعار ,تميزه عن باقي شعوب الممالك القديمة التى عاصرته , وكانوا يطلقون على الغناء فى اللغة المصرية القديمة حسى .
ومع ازدهار الحضارة المصرية تطورت الحياة المعيشية داخل المجتمع المصرى القديم , كما تطورت الحياة الدينية والعقائدية وكثرت الآلهة وتعددت الطقوس والعبادات .
وقد علا شأن الموسيقى فى المجتمع كما أسهمت فى إنبات الشعور الدينى داخل المعبد ,وقد تبنى الكهنة ورجال الدين تحديدا الدور الذى تلعبه الموسيقى والغناء فى إقامة الطقوس والشعائر الدينية , وقد تزايدت فاعلية هذا الدور فى عصر الدولة الحديثة .
وفى الحياة الدنيوية كان للغناء دوراَ مهما فى الاحتفالات القومية والشعبية ,وفى المناسبات الاجتماعية والأسرية بين طبقات الشعب المختلفة . وقد تزايدت شعبية هذا الدور بين الفئات العاملة على اختلافها فى المجتمع ,فجعلوا منها أغانى خاصة لكل عيد من الأعياد , ولكل إله , ولكل شهر , ولكل فصل من فصول السنة الثلاثة , كما نظموا الأغانى الخاصة لكل سن وجنس ووضعوا أغنيات خاصة بالمناسبات الدينية والسياسية والاجتماعية , وقد سن الكهنة قوانين صارمة لتحديد تلك الأغنيات , كما وضعوا عقوبات شديدة لمن يخالف المقومات الفنية والأدبية المحددة لنظم تلك الأغنيات , وكان للآغانى صيغ متنوعة ,فمنها الغناء الفردى والغناء الجماعى , والغناء الثنائي (الديالوج),كما كان هناك الغناء المبنى على المقابلات بين الأصوات الفردية والجماعية ,وهكذا أصبح الغناء ملازماَ لحياتهم اليومية أثناء ساعات العمل وأيضا فى أوقات فراغهم .
بقلم /ا. د خيرى ابراهيم
المصدر/ كتاب تاريخ الموسيقى و الغناء و الرقص