الكاتب المسرحي قاسم مطرود

2009-12-17
 أجدني مهموما بالقضايا الإنسانية ونصوصي مفتوحة تستفز المخرج والمتلقي

قاسم مطرود ناقد وكاتب مسرحي وشاعر عراقي،يقيم في هولندا وله اهتمامات متعددة،يرأس تحرير مجلة "مسرحيون"أول مجلة باللغة العربية على شبكة الإنترنت تعنى بالفنون المسرحية والأخبار ونشر النصوص المسرحية،حضر إلى مسقط،وقد قامت فرقة"مزون" المسرحية بتجسيد أحد نصوصه المسرحية

- كيف تقيم تجربة "مسرحيون" عبر الإنترنت ؟


مجلة مسرحيون جاءت لتلبي حاجة الكثير من المهتمين بالمسرح ونصوصه ، وفعالياته ، تأسست عام 2003 ، وهي باللغة العربية ، يدخلها من 50 - 60 ألف زائر في اليوم، ولكن الحق يقال إن هناك مواقع سبقتنا في مجال المواقع المسرحية ، إلا أنها لم تكن تعنى بالدراسات والنصوص المسرحية ، فمجلتنا تحتوي في موقعها على أكثر من 1000 نصا منشورا وباب آخر هو "مكتبة مسرحيون" وعشرات الكتب المنشورة على الشبكة ، ومنها الكتب التي لم تنل حظها من النشر ، ولأسباب عديدة منها الممانعة والرقيب أو صاحب الكتاب لا يملك المبالغ اللازمة لنشره،إضافة إلى أطروحات عربية وجميعها متخصصة بالمسرح


- هل تشغل منصبا أكاديميا


اجل أنا أيضا رئيس قسم الفنون في الجامعة "الحرة" في هولندا

- وماذا عن كتاباتك المسرحية ؟


دراستي وتكويني كان في العراق وهولندا،فقد درست فنون المسرح في معهد الفنون الجميلة ثم أكاديمية الفنون الجميلة ونلت شهادة البكالوريوس،في نفس التخصص،ومارست النقد المسرحي،أما بخصوص كتابتي للمسرحيات فقد كتبت بعضها في العراق ولكني لم انشرها،لأنه كان في داخلي رقيب يمنعني من نشر النصوص المسرحية،وهو رقيب حاد على ما أكتب ولذلك لم انشر أي نص منها،حتى عام 1997

-ما أبرز النصوص التي كتبتها في تلك الفترة..وماذا تناولت فيها من مواضيع ؟

كتبت أكثر من 20 نصا مسرحيا، وقد تناولوا تجربتي طلبة الدراسات العليا لنيل الدكتوراه والماجستير، ومن أهم الدراسات التي تناولت تجربتي أيضا "الواقعية في المسرح العراقي قاسم مطرود نموذجا"و" المرأة في مسرح قاسم مطرود" وتم ترجمة نصوصي المسرحية إلى عدة لغات وأغلب نصوصي قدمت على المسارح منها مسارح عراقية وعربية وعالمية،  في بغداد وتونس ومسقط، على سبيل المثال نص مسرحية "الجرافات لا تعرف الحزن" قدم في أكثر دول العالم، وقد نالت في كرواتيا جائزة أفضل عرض ونص.أغلب موضوعات مسرحياتي تتناول الهم الإنساني،فأنا أجد نفسي مهموما بالقضية الإنسانية، وليس مهما عندي كيف تقدم سواء بإطار كوميدي أو تراجيدي أكتب نصا مسرحيا قد تضحكين على مأساته أو تندهشين أو تصعقين، لكن كلها نابعة من واقعنا المتردي وخاصة العراقي لأني ابن العراق، بعد احتلال العراق كتبت العديد من المسرحيات وقد عممت التجربة ، على سبيل المثال مسرحية "رثاء الفجر" التي قدمت خلال مهرجان المسرح العماني الثاني هي عن مأساة الأم العراقية التي تفقد أبناءها في الحرب وقدمت أيضا في مهرجان القاهرة الدولي التجريبي ، ولم أقف عند هذه النقطة فقط ، بل الذي يقرأ النص ويرى العرض ، يجد أنها يمكن أن تكون في أي بقعة من العالم،أكتب نصوصا مفتوحة تستفز المخرج والمتلقي في الوقت نفسه

- كيف وجدت العرض الذي قدم لنص "رثاء الفجر" الذي قدمته فرقة مزون المسرحية ؟


قبل مجيئي إلى السلطنة لم أتعرف إلى أحد من الأشخاص الذين اختاروا النص ،ولكنهم اتصلوا بي وأعربوا عن رغبتهم في تقديم النص، سألت عن الفرقة وكان الرد إنهم فرقة عندها باع طويل، في تقديم العروض،وافقت فورا بعد الاتفاق على حقوق المؤلف المادية والمعنوية، وبدأت الرسائل بيني وبينهم، وكانوا يسألون عن بعض المشاهد أو تفسير الغامض منها، لكني اعتذرت عن الإجابة عن أي سؤال، وقلت لهم لا أجيب ولا أتدخل في رؤية المخرج ، ولكم الحق في أن تفسروه بالطريقة التي تتصورونها، وهذا حق من حقوقكم وأنا لا أتمنى التدخل في رؤى المخرج حتى لا أفسدها ، وقد تكون الرؤية رؤية مقحمة ، قلت لهم: نصي لديكم كيف تقرأونه وتفهمونه قدموه، لأنني قبل ذلك شاهدت النص في ألوان عديدة قدمت، ليس كما هو على المسرح العماني وأنا درست إخراج أكثر من 15 عاما ولهذا أقدر أهمية المخرج وقيمته ، وعندما أشاهد النص في أماكن أخرى سيكون مختلفا أيضا، هذا لأن النص يأتي حسب رؤية المخرج،ونص مسرحية "الجرافات لا تعرف الحزن" قدم في عدة دول، ولأكثر من 15 عرضا، و كل مرة يقدم بشكل مختلف،ومن المفارقات انه قدم عرضين في أحد مهرجانات الكويت ، وكل واحد منهما مختلف عن الثاني، فضلا عن تقديمه بعدة لغات


وماذا عن دورك في الجامعة الحرة في هولندا ؟


الجامعة تفتح أبوابها لنيل الشهادات ، وتحديدا للعرب الموجودين في دول العالم، وهناك أناس تجاوزوا الأربعين ، وهؤلاء لا تسمح لهم أوروبا بنيل الشهادة كونهم كبار السن، فالجامعة تمنح من فاته القطار أن يكمل دراسته فيها، وبتخصصات كثيرة ،منها مسرحية وأشرف على التخصص المسرحي فيها ، وهناك إقبال كبير من الطلبة يمكن الدراسة عن بعد عن طريق الإنترنت لمن يريد دراسة الماجستير، نحن نعرض له الأساتذة الموجودين وهو يختار من يشرف على دراسته


- هل تعرفت على الحركة المسرحية في الخليج العربي ؟

عمان هي أول دولة خليجية أتعرف على تجاربها المسرحية،وكنت قرأت عن المسرح الكويتي واعتقد أنه الريادي في الخليج ، وبشكل عام أجد أن هناك نهضة وسأغادر إلى الإمارات للوقوف على الحركة المسرحية هناك، وأول الأشياء أن يكون هناك من يؤمن بشيء اسمه مسرح، وان يصدقوه ،وان يؤمنوا بان هذا المسرح رافد مهم في إثراء الحضارة جماليا وفنيا وفكريا ، وهو لاعب رئيسي في بناء المجتمع الخليجي، وقد لمست هذا الإيمان عند بعض المتحمسين ومن بعض الجهات المسئولة.

كل دول العالم تخشى المسرح، لان المسرح من طبيعته صادم ومتحد، ويستفز المشاهد وصريح، كون المشاهد يرى الممثل بشكل مباشر والكلمة تصل إلى ذهنه مباشرة، وأنها صادرة من الممثل الفلاني، وضمن المشهد الفلاني عكس ما يحدث في السينما أو التليفزيون وعبر جهاز التحكم عن بعد يمكن غلق الجهاز أو تحويله، هذا كله غير موجود على خشبة المسرح، والجالس يرى انفعالات الممثل حتى الجمهور الذي جاء إلى المسرح هيأ نفسه لمشاهدته، عندها يكون الخطاب المسرحي وجدانيا، ويستفز عنده الكثير من العناصر لذلك المسرح في تصوري ليس سهلا



- نسمع أن هناك أزمة كاتب مسرحي؟


هذا صحيح وهذا ليس بسبب انه ليس هناك كتاب مسرح وإنما هناك القلة الذين يتقنون الكتابة للمسرح، لدينا مئات وآلاف النصوص وهي نصوص أدبية، وفرق كبير بين النص الأدبي والنص المسرحي، قد لا يرضى عن هذا الرأي الكثير من الكتاب في تصوري، ويجب أن يكون الكاتب المسرحي من بيئة المسرح، وأن يعرف معنى الإيقاع المسرحي ومن لا يعرف ذلك لا يستطيع أن يكتب نصا مسرحيا، ومن لا يعرف الزمن في المسرح لا يمكن أن يكتب نصا ناجحا، هناك الكثير من الكتاب يكتبون نصوصهم بالإنشاء اللغوي، ويعتقدون أن اللغة أهم عنصر بالنص، وأنا أقول:إن الكلمة جزء مكمل، إضافة إلى أجزاء أخرى منها الصورة والتعبير والإيماءة

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved