اللقاء الدوري لغرفة صديقات أجمل العمر

2020-10-08

24-09-2020 موضوع اللقاء: تعليم الفتاة المغربية قبل الإستقلال

 تحدثت بورحيل عن عهد كان تعليم الفتاة فيه أمرا مستحدثا٠ كانت قليل من الأسر تبالغ فتسمح لها بمتابعة دراستها إلى ما بعد الإبتدائي، وكان الكثير منها يحافظ على أن تلزم بناته المنزل، لذلك فان مسيرة حياة بورحيل الدراسية كانت أمرا استثنائيا فقد درست الإبتدائي والثانوي، بل جاوزت ذلك إلى التعليم العالي، كذلك تحدت الأعراف بالسفر إلى القاهرة لمتابعة تعليمها٠ هذا حظ لم يكتب لكل الفتيات في الأربعينيات والخمسينيات٠ المسعودات منهن كن ينهين دراستهن في القرويين  ( للدراسة الإسلامية ) كزهور الزرقاء 1934-1993 وحبيبة البورقادي 1940-2012، اثنتين معروفتين ابنهما من علماء القرويين٠ أو من تابعت دراستها العليا بإسبانيا كأمينة اللو 1926-2015 .

 الملاحظ  في المسيرة  الدراسية لزبيدة  أنها سافرت لإتمام دراستها في مصر. جامعة القاهرة سنة 1957 ونالت شهادة ليسانس - الإجازة - في الفلسفة . وتابعت قبل ذلك دراستها في المغرب في مدارس وطنية عربية، وهذا معناه أنها تنتمي إلى أسرة وطنية فضلت المدرسة العربية على المدرسة الحكومية في عهد الحماية، وزهدت لذلك في المنافع التي كان يجلبها التعلم في مدارس الحماية للمتعلمين فيها٠ كان ذلك استثناء فالأغلبية كانت تختار مدارس الحماية ضاربة عرض الحائط بالأخلاق التي كان يمليها الإنتماء إلى الوطن ولغته وثقافته٠ كل ذلك إمارات شجاعة أخلاقية ونفسية قائمة في شخصها وفي شخص أسرتها إذ لم يكن ممكنا بغير ذلك أن تختار ذلك الخط والإتجاه في حياتها المدرسية والجامعيةً .

ي

زبيدة بورحيل تتوسط د. لطيفة حليم من اليمين وامينة اسحاقي

الأستاذة والباحثة الجامعية والكاتبة والمترجمة زبيدة بورحيل  درّست الكثير من الطلبة والطالبات بجامعة محمد الخامس الرباط شعبة الفلسفة عام 1962 ٠ .

ومن بين طلبتها  على ما أذكر سنة 1967 . الأستاذة  خديجة شاكر . والدكتور سالم رضوان . والدكتور كمال عبد اللطيف .

 التحقت بمعهد البحث العلمي التابع لجامعة محمد الخامس 1971 وعينت رئيسة تحرير مجلة البحث العلمي . وعضو هيئة التحرير في مجلة الإقتصاد والإجتماع .

هاجرت إلى كندا سنة 1989 حيث زاولت نشاطها الثقافي وشاركت في عدة محافل أدبية وجمعوية . ونشرت في عدة صحف بالفرنسية والعربية، منها جريدة المرآة التي كانت تصدر بمونتريال .

تقيم في العاصمة الكندية أوتاوا .  منشغلة بتنقيح وجمع  ما صدر لها في الصحف والمجلات المغربية والكندية . التي ستصدر قريبا .

وعندما تتحدث بورحل عن سيرتها الذاتية تقول :

بدأت الدراسة الأبتدائية عام 1947 في مدرسة التقدم الإسلامية في القنيطرة التي أنشأها جزب الإستقلال، وكنت ضمن أول فوج التحق بهذه المدرسة، وهذه المدرسة كانت أول مدرسة مغربية عربية في هذه المدينة،  وكانت مدرسة مختلطة، من ذكور وأناث، بنايتها كانت بيت مغربي قديم ما يسمى بالرياض، فيه أربع غرف استعملت كفصول دراسية، وحديقة صغيرة، كان التدريس باللغة الفرنسية، وساعة واحدة فقط يدرّسُنا مدرس مغربي عن تاريخ المغرب، حصلت من هذه المدرسة على الشهادة الإبتدائية، كان الإمتحان يجرى في مدارس محمد الخامس في الرباط،، وليس في  القنيطرة المدينة التي أدرس فيها،  حصلت على الشهادة الثانوية عام 1956 كانت المواد جميعها تدرّس باللغة الفرنسية، ما عدا درس الفقه الإسلامي وتاريخ المغرب، وخصصت إدارة المدرسة أربع ساعات لكل اسبوع لتعليم الفتيات الخياطة والطرز، وثلاثة ساعات للرياضة البدنية، كانت الإمتحانات كلها تتم في الرباط، وغالباً ما كان يتم اعتقال المدرسين في ذلك العهد، لكن الدراسة كانت تستمر لتعويضهم بآخرين، بعد اتمامي المرحلة الثانوية لم يكن في مدينتي إمكانية متابعة البكالوريا، فكان علينا ان نذهب الى الرباط،، وفي هذا الوقت عاد بعض الطلبة الذين يكملون دراستهم في مصر، فأقنعونا لأكمال دراستنا فيها .

 في نفس العام شجعني والدي لإكمال دراستي في مصر وكسر بذلك ما كان يشاع  من صعوبة عيش الفتاة هناك وعن تفشي الفساد، والعار الذي سيلحق الفتاة التي تدرس في مصر...

في نفس العام حصل الإعتداء الثلاثي على مصر، فتوقفت الدراسة، وبدأنا نتدرب على استعمال الأسلحة والدفاع المدني، وبعد توقف الحرب استؤنفت الدراسة وحصلتُ على الباكالوريا، ثم انخرطت في دراسة علم الإجتماع في جامعة القاهرة، وفي عام 1961 حصلت على الليسانس بدرجة جيد، وعدت إلى الرباط لأدرس في معهد العلوم الإجتماعية في جامعة محمد الخامس التي تأسس بإشراف منظمة اليونسكو، وبإدارة خبير سويسري  من تفس المنظمة، يساعده مدير مغربي، عينت في نفس المعهد عام 1962، لأُدرّس مادة الخدمة الإجتماعية، كنت أُمارس التدريس وأدرس في نفس الوقت، في  عان 1969 سافرت إلى فرنسا لنيل الدكتوراه، في عام 1971 عدت إلى المغرب وتنقلت من التدريس إلى رئاسة تحرير مجلة البحث العلمي، وعضوية هيئة تحرير مجلة الإقتصاد والإجتماع، التي كان يصدرها المعهد باللغة العربية، عام 1976 حصلت على دبلوم إعلامي من معهد علوم الإعلام في الرباط، وكان موضوع إطروحتي، التوثيق المساعد بالحاسوب، سنة 1987 ذهبت إلى جامعة لوفان الجديدة لتحضير الدكتوراه في علم الإجتماع، وكان الموضوع : الخطاب الأدبي المغربي، وفي عام 1987 هاجرت الى كندا .

 

لطيفة حليم

 أستاذة جامعية وكاتبة حاصلة على شهادة الدكتوراه، تعيش ما بين كندا وبلدها المغرب، صدرت لها روايتان “دنياجات” عام 2007 عن منشورات زاوية الفن والثقافة، و“نهاران” عام  2012   عن دار فكر المغربية بالرباط . بالإضافة إلى نشرها العديد من المقالات والمواضيع في مطبوعات متعددة .

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved