لم أكن أنوِِي احتراف السرقة

2020-07-02

أمل الركابي

امل

قبل شهر رمضان بيومين والذي تزامن مع "كورونا" احترفت  مهنة السرقة، بدأت  اللج ديار                                     صديقات أجمل العمر، لسرقة اللوحات . صديقاتي عميت أبصارهن ولمعت بصيرتهن . حصل ذلك عندما اشتقت   العودة  إلى مونتريال وأنا أعيش الحجر الصحي، صديقاتي : سوزان سامي جميل،  نعيمة المزوار، أفانين كبة، أمل بلحسن، أروى الياسري، ليلى السايح، جلنار موسى، ناهد شوا، سلام عزارا، جاكلين سلام، اعتدال مطر.. غيرهن كثير . كانت أول لوحة عزمت على  سرقتها هي  لوحة زيتية من دار صديقتي أمل الركابي فنانة تشكيلية كندية من أصل عراقي أعزها وأقدرها .  لوحة مزهرية الورود .  الغرض عندي من السرقة  أن اكتسب مناعة  تحفظني من فيروس "كورونا" .  وأبعث باللوحات المستنسخة  لصديقتي الصحفية عالية كريم العالقة بالمغرب  الذي يجمعني  فيه زمن "كورونا" بالمغرب .

أمل الركابي عرضت لوحاتها في أشهر المعارض الكندية منها معرض Le Levant بمونتريال .

سبق أن شاهدت  لوحاتها  وسط المعرض وداخل دارها، وتعجبت لنصاعة  ألوان  صباغتها الفاقعة والقوية، وريشتها المطواعة الناعمة . لوحاتها  تدل على قوة وشموخ العراق، بلمعة صوفية وذوق  رفيع وإحساس عميق وحب للعراق العتيد . والتي عرفت قبولا كبيرا من طرف الكنديين والجالية العربية،..

حللت بدار صديقتي  أمل الركابي بمونتريال، تحوطني  الكرامات الربانية وبركة مولاي عبد القادر الجيلاني من بغداد .

كانت  نائمة، الليل بكندا والنهار بالمغرب .  نور القمر الخافت ينبعث من الشرفة المطلة على الزقاق لا يسعفني على السرقة . غرفة الضيوف مزينة بعدد من اللوحات شكلتها ريشة الفنانة  أمل الركابي . ميزت واحدة  من خلال نور الزقاق .  تشكت  الورود جميلة . لم اسرق اللوحة  حملت اللوحة على عجل على هاتفي الذكي لا احد يراني  الله يراني، وعدت عبر بحر الظلمات إلى شاطئ الهرهورة ...

لطيفة حليم

 أستاذة جامعية وكاتبة حاصلة على شهادة الدكتوراه، تعيش ما بين كندا وبلدها المغرب، صدرت لها روايتان “دنياجات” عام 2007 عن منشورات زاوية الفن والثقافة، و“نهاران” عام  2012   عن دار فكر المغربية بالرباط . بالإضافة إلى نشرها العديد من المقالات والمواضيع في مطبوعات متعددة .

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved