إعلام متواضع ، لكنه مؤثر

2010-11-21

9-5-2009

"صباحا تشرق الشمس ،

في كل مكان"

(جورج هربرت)

 

سيقول أحدهم : وماذا اكتشف جورج هربرت هذا . أليس الشرق شرقاً لأن الشمس تشرق من الشرق؟

وستعلي إحداهن من صوتها قائلة : " مالت عليه " ، هذا الجورج بن هربرت ، هي الشمس تشرق من المشرق . يعني شو الجديد؟"

فكيف إذا ما صار الأول ، أو تقلدت الثانية منصباً ثقافياً في بلدنا هذا ، مثل جمهورية " اليشن ستان " ، التي عاصرت تجربتها الإعلامية لفترة غير قليلة ، فوجدت ما وجدت!

 

دعوني اطرح ما بين أيديكم ، قصة الأول ، لتعرفوا فعل الثانية ، ولتترحموا على جمهورية يعكس إعلامها ، كيف يساس أبناؤها المساكين.

 

سافر الحاج خير الله بن طلفاح - الوجيه الأوجه في تلك الجمهورية العتيدة إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية في صيف 1971 ممثلا بلدته المدينة الأم في تلك البلاد . وكما تعرفون فإن ألمانيا الديمقراطية أو الشرقية بتعبير الحرب الباردة ، كانت تتحسس من شخص ألماني اسمه " ادولف هتلر "!

 

اصطحب الحاج الوجيه الأوجه ، صحافيا مسكينا معه وقال له ، وهما على متن الطائر الميمون : اكتب لي كلمة لألقيها على الألمان ، ولأعلمهم تطورنا الإعلامي والحضاري والفكري .

فكتب الصحافي المسكين كلمة حقيقية جدا وسلمها للحاج.

 

في اليوم المعلوم ، وقف الحاج خير الله بن طلّ فاح ، خطيباً في برلين عاصمة ألمانيا الديمقراطية في حينه ، بينما كان الصحافي المسكين يراقبه فخوراً ، وأخرج ورقة أخرى من احد جيوب سرواله ، وبدأ يقرأ:

أيها ( المواطنين ) الألمان الأعزاء.

أيها ( المقاتلين ) الألمان الأحرار.

أيها الألمان الذين صنعتم السلام من فوهة المدفع.

يا أبناء هتلر!

يا أبناء هتلر العظيم !!

 

وهنا ساد الصالة هرج ومرج ، صامت ثم غاضب ، وانفجرت سيدة غاضبة : ما هذا الهراء ؟! وبقي الوجيه الأوجه الحاج خير الله كلفاح ، على المنبر وحيداً ، وهو ينظر إلى الصحافي المسكين .

 

فأي إعلام يمكن أن يؤديه ، النسخة الثانية من الحاج خير الله ؟!

هذه مدرسة في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة والفنون ، انتهت منذ عقود ومضى قرنها وهلك رجالها ، وتبدلت جمهورياتها.

بعض العرب يلجأ - إلى يومنا هذا - إلى طريقة أخرى تخالف ثقافة " الجاج خير الطلفاح " ، تقوم على فكرة : كن شجاعاً وأميناً ، وأخلاقياً ، واكسب مواطناً شريفاً واحداً ، وإذ ذاك أنت ناجح إعلاميا.

 

جمعة اللامي

9-5-2009

 

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved