المصطلح والتأصيل" في قصيدة النثر

2010-10-07


غزة ://api.maakom.link/uploads/maakom/originals/4f3d677c-b441-496e-8328-d63ca13a65e0.jpeg
افتتح مركز غزة للثقافة والفنون فعاليات أيام قصيدة النثر بالتعاون مع التجمع من اجل المعرفة " يوتوبيا"و بمساهمة من مؤسسة عبد المحسن القطان وبحضور عدد من المثقفين والأدباء وذلك بقاعة جاليري الاتحاد.
وأكد أشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون أن أيام قصيدة النثر تأتي في إطار تفعيل الحالة الأدبية الفلسطينية خاصة في قطاع غزة حيث نشهد في السنوات القليلة الماضية جيلاً أدبياً جديداً يستخدم تقنيات أدبية جديدة ويكتب إبداعات حداثية تثير الكثير من النقاش حول تجنيسها الأدبي ومدى تقبل النقد الأدبي لها.وثمن سحويل جهود برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان. أما القاصة أسماء الغول ممثلة يوتوبيا فقد شكرت أيضاً مؤسسة عبد المحسن القطان على دعمها للفعالية وأكدت أنه ستتلوها أيام أخرى حول القصة القصيرة والرواية ...الخ وأشارت أن يوتوبيا تسعى إلى تقديم المواضيع الجديدة والمثيرة للجدل، ومن هنا كان اختيارها لقصيدة النثر. ورأت الغول أنه موضوع قديم جديد، لكن الهدف هو تقديم قصيدة نثر جديدة. كما أشارت إلى أن المرحلة الأولى كانت مع أمين الريحاني في المهجر ثم جاءت المرحلة الثانية في الخمسينات مع أدونيس ومجلة "شعر".
" روح ورؤية "
الدكتور الناقد كمال الديب رأى أنه ليس من المعقول حصر موسيقى الشعر في تفعيلات الخليل واستشهد بميخائيل نعيمة الذي شبه الأوزان بطقوس العبادة، وأنه لا يمكن للأوزان العروضية أن تستمر للأبد. الدكتور الديب نبه لمفارقة هامة وهي أن أنصار قصيدة النثر يحبون التراث ويحتفون به، في حين أن أنصار الشعر العمودي يرفضون قصيدة النثر ولا يقرؤونها، ويؤكد الديب أن أصحاب قصيدة النثر متجددون في ثقافتهم ومنفتحون بخلاف الطرف الآخر. كما نبه إلى أن الموسيقى شكل وليست جوهراً فهي ماكياج شعري. فالقصيدة -برأيه- رؤية وروح، وعاب الديب على العرب الذين لا يستسيغون الجديد بسهولة، بل بعد وقت طويل، واستشهد بعبارة النفري الذي قال: "العلم المستقر هو الجهل المستقر"، فالديب يرى أن التوقف موت والحركة حياة. ونوه أيضاً لمصطلح القصيدة الحرة عند الناقد عبد الرحمن قاعود بدلاً من قصيدة النثر، وأشار الديب للهجوم على أبي تمام لغموضه في حين هاجم أبو تمام الأطلال والنسق العمودي القديم، لكنه رأى أن الهجوم ليس مقصوراً على قصيدة النثر تحديداً، بل هو هجوم على الجديد عموماً. فقد تم الهجوم أيضاً على الشابي وجبران وغيرهم ممن استخدموا اللغة استخداماً غير معهودا. ففي نظر من يهاجموا يكون المجدد مشبوه وملعون..الخ من اتهامات. وأكد الديب على وجود خلفية ثقافية لمن يكتب قصيدة النثر وعلى أن هذه القصيدة تحوي //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/8f94baa5-0073-4a0e-925d-6281d4509acf.jpeg إيقاعات جديدة كإيقاع الكلمة والصورة والخيال..الخ بدلاً من الإيقاع التقليدي. وأشار إلى التحول المستمر في المذاهب الأدبية وضرورة الانتقال إلى شكل جديد وتطوير قصيدة النثر. يرى الديب أننا نعيش في اللامعنى، لذا معنى قصيدة النثر هو اللامعنى. وأخيراً أكد على أن العديد من كبار النقاد وكبار المبدعين يؤيدون قصيدة النثر وأن لها حضورها المشهود رغم الهجوم عليها.
القاصة الغول رأت أنه ربما كان الهجوم على قصيدة النثر مصدره إغراقها في الذاتية، واستشهدت بقول سوزان برنار أن قصيدة النثر هي قطعة نثر موجزة كقطعة من البلور، وتتميز بالإيجاز والتوهج والمجانية.
" تنكسر الزجاجة في البحر"
الكاتب محمود ماضي رأى في شهادته الشعرية أن الكتابة مغامرة كونية تؤصل للاختلاف، فالكاتب يراوغ ويحاور الزمن ليحفر في صخرته. وأشار أن الكتابة مورست لحفظ الذاكرة أو تثبيت الأسماء، وافترض ماضي أنه لو كانت جماعة في سفينة وواجهتها عاصفة وأرادت أن تلقي برسالة أخيرة في زجاجة، وكان من بينهم شاعر كتب الرسالة القصيدة فسيكون مصيرها واحد من ثلاث: إما أن تنكسر الزجاجة في البحر فلا يقرأ الرسالة أحد، وهذه قصيدة الشاعر الذي لم يؤسس جيداً لقصيدته. أو تصل للشاطئ ويلتقطها شخص ما لا يفهم معناها، وهذه قصيدة الشاعر الذي لا تعبر قصيدته إلا عنه. أو أن تصل لقارئ يسبر غورها، وهذه قصيدة الشاعر المتوافق مع متلقيه. ويؤكد ماضي أنه منحاز للقصيدة دون تصنيف، ومنحاز للحظة الكتابة، فالكاتب يكون قلقاً في هذه اللحظة. ودعا ماضي لعدم تلويث الشعر بمصطلحاته.
" نقاش وحوار "
ت//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/b73a6570-abd4-4ac3-85ff-fb123aeb32af.jpeg لا ذلك نقاش بدأه الشاعر عمر الهباش الذي أكد على أن المهم هو الإبداع ورضا المتلقي بغض النظر عن التسمية. وأكد على أن الشعر العمودي ليس مملاً أو رتيباً فالشاعر الجيد يمكن أن يشكل من مقامات وأوزان الموسيقى تشكيلات إبداعية مختلفة. وأشار الهباش إلى اختلاف لغة الشعر عن النثر وبالتالي اختلاف النثر في القصيدة عن النثر خارجها. الباحث صالح عابد سأل عن الجديد الذي قدمته قصيدة النثر لموسيقى الشعر. الكاتب علي أبو خطاب أشار إلى أن مصدر التهم الموجهة لقصيدة النثر هو الهجوم الناصري عليها ممثلاً في مجلة الآداب وشبهة التمويل المشبوه لمجلة "شعر". وأكد على أن قصيدة النثر هي قصيدة البحث عن معنى حسب عنوان كتاب أستاذه د.عبد الواحد لؤلؤة، كما أنها قصيدة معنى المعنى حسب عنوان كتاب الناقد الإنجليزي ريتشاردز أستاذ أستاذه. فهي -برأيه- قصيدة التأويل، لذا هي بعيدة عن الجمهور وتحتاج لخواص وخواص الخواص حسب مصطلحات الصوفية. وأكد أبو خطاب على دور التربية في بيوتنا والتعليم في مدارسنا في نشر هذا النص المختلف. ورأى أبو خطاب أن قصة ماضي الواردة في شهادته تحتاج لتكملة، فالقارئ الذي يفهم القصيدة ليس واحداً بل متعدداً، حسب طبقات المعنى في القصيدة. وخالف ماضي في أن المصطلح ليس تلويثاً للقصيدة إلا إذا كان يقصد المجاز فلا غنى للنقد عن الإبداع كما لا غنى للإبداع عن النقد. ورأى أبو خطاب أن النقد حالة نظام أمام حالة الإبداع الفوضى.
الشاعر جبر شعث رأى أن قصيدة النثر تبحث عن شكل جديد لها، وسأل: هل اللامعنى المقصود هو المجانية التي تحدثت عنها برنار، فشعث ضد شعر بلا فكر أو فلسفة. ويضع شعث نفسه مع دعاة التعايش السلمي بين الأشكال الشعرية وقد جاور في تجربته الشعرية بينها، لكنه ينحاز لقصيدة التجديد والتفجير، لذا هو مع قصيدة النثر لكن ليس مع الكثير مما ينشر مما يسميه الراحل حسين البرغوثي "الإسهال الشعري". القاصة الغول رأت أن التهميش والهجوم دائماً يولدان مع كل شكل أدبي جديد. عقب الديب على النقاش بتأكيده على عدم مهاجمته التراث العمودي فالشعر القديم هو هويتنا والشعر الموزون محدود التفعيلات وبالتالي يحد الشاعر. ورأى أن قصيدة النثر تختلف عن النثر، ولا يعيبها تأثرها بالغرب والترجمات، والإيقاع فيها مكثف، وبها الرؤيا والتمرد والصدمة..إلخ من حالات غير موجودة في العمودي. الشاعر عثمان حسين رأى أن شكل القصيدة العمودية له علاقة بموضوعها، وأن النص النقدي هو نص موازٍ به الفوضى المنظمة، ودعا لنص جديد هو امتداد لقصيدة النثر يوظف السمعي والبصري والحركي..إلخ. وأكد حسين على أن تقبل الجمهور لقصيدة النثر له علاقة بالذائقة وثمة بعد تربوي في البيت والمدرسة، فهناك حالة قطيعة بين القارئ والنص الجديد، والمطلوب من ووزارات التربية والتعليم العربية تدريس قصائد النثر في مدارسها.
في نهاية اللقاء قرأ الشاعر ماضي قصائد نثرية له، ونعت القاصة الغول الكاتب نصر حامد أبو زيد الذي رحل عن عالمنا بعد أن ترك لنا كنزاً معرفياً.
" قراءات نقدية و شهادات شعرية "
والجدير بالذكر أن "أيام قصيدة النثر" تشتمل على عدة قراءات نقدية هي المصطلح والتأصيل لـ د. كمال الديب وجماليات قصيدة النثر لـ د.عاطف أبو سيف والسرد في قصيدة النثر للكاتب ناهض زقوت وقصيدة النثر الأنثوية لـ د. مي نايف والصورة الشعرية في القصيدة النثرية للكاتب جبر شعث. كما تتضمن شهادات شعرية للشعراء محمود ماضي، أحمد الحاج أحمد، عثمان حسين، سمية السوسي وناصر رباح، وتدير الندوات الإعلامية والقاصة أسماء الغول.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved