تزامنت إقامتي في مونتريال بنعي نساء من أعلام المغرب، فاطمة المرنيسي، مليكة نجيب، زهرة الزيراوي، حياة دينية، فوزية الغساسي .
فقد المغرب في 30 نونبر ( نوفمبر ) 2015 كاتبة وفقيهة علم الاجتماع، التي أخرجت الحريم من الدور المغلقة ولامست خفايا حياة النساء بكل مهارة وذكاء، وكان لمؤلفاتها ومحاضراتها أثر كبير داخل المغرب وخارجه، كانت تقول :
أكتبن دون خوف، في وقت كنت لا أعرف من الكاتبات إلا خناثة بنونة ومليكة العاصمي .
تلقيت خبر موتها بكل أسف وحزن، ففاطمة المرنيسي رائدة لا تعوض .
بعدها فقدنا أيقونة القصة القصيرة مليكة نجيب، وهي باحثة أكاديمية، نالت جائزة ابن بطوطة حول المرأة في أدب الرحلات، وكانت تتمتع بثقافة واسعة، وفاتها تركت حزنا عميقا لدى أصدقائها، وكل من عرفها .
وكانت الضربة القاصمة بموت زهرة الزيراوي، التي عرفت بصالونها الأدبي، هي فنانة تشكيلية وأديبة، تنوعت كتاباتها بين القصة والشعر والرواية، وكنت قد التقيتها قبل ان اشد الرحال الى مونتريال، سلمتها نسخة من كتابي الأنطولوجيا، وكانت بصحة جيدة، وهي ايضاً كانت تنوي السفر، ولكن القدر كان لها بالمرصاد .
وسطا الموت على حياة دينية، وكان مكتبها بحسان بالرباط يحتضن خيرة النساء ومن بينهن فاطمة المرنيسي وقد طلبت مني قراءة روايتي : نهاران، ولكني لم أفعل لأني سافرت الى مونتريال، وبعدها تلقيت خبر موتها المفجع .
وأخيرا وبالسادس من نونبر ( نوفمبر ) 2018 تلقيت نعي فوزية الغساسي، عرفتها عن طريق الدكتورة مينة المغاري، حيث كانت المرحومة فوزية تهتم بالأدب النسائي، والشعبة تضم باحثات أكاديميات، ورغم المهام الإدارية الموكلة إليها، حيث كانت عميدة لجامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة، وظلت تتابع وتهتم بالإبداع النسائي، كان المنصب الذي تقلدته هو أول منصب يسند للمرأة في المغرب
رحم الله الفقيدات المبدعات ... وعزاؤنا إنهن تركن أعمالاً تجعل ذكراهن لا تمحى .