لن تروى كقصة أو تدر كعاطفة ...

2010-06-09

في كل لحظة تتشكل قوى أخرى للإنسان

تعينه على التذكر

ومن الخطأ أن نقول

يفقد قوى تعينه على النسيان

بل تتكون قوى جبارة يحاول بها البدء بنسيان مايود

وهذا يعني أن قدراته التكيفية بإضطراد دائم

وهي التي تهئ المسافة المقبولة للعودة إلى الماضي

أما بفتح دفاتره أو إغلاقها إلى الأبد

أي في الحالتين تلك، ليس هناك

مفهوما للصدفة

إذ أننا وخلال المراحل المتعاقبة من حياتنا نحصل على أشياء كثيرة ومتعددة ومختلفة وبها ما يغري وما يضجر

ولابد أن تدخل تلك الأشياء ضمن العام وضمن الخاص

أي ضمن المشاع وضمن الذي له ذاتية وحيدة

يتشكل من ذلك منجزان :

منجزٌ جمعيٌ تحت هويات متمايزة يحقق نشأة ما في تجاوز عقبة ما والغاية تصل بحاجة مادية مفهمومها يتمحور في المحسوس الواضح بحيث يعرض وجود أئ شئ بكليته وكيانه ووصفه وغرضة وله مساحاته المعلومه ليكوّن موجودات ومنها ينشأ الغرض الآخر فيكون منه

لفظا معتقا ونيرانا أزلية ونشيدا لايوجز

ولاشئ في الظاهر يشر إليه

لأن مرجعه إلى الآن لم يرقن بل وإلى الآن لم تتم ترقيم صفحاته

من ذلك

إن رغبنا أن نعيش كقطط

وأن رغبنا كأسود

أسود لاتزأر إلا حين يطول الليل

أو حين تبقى الأثواب السود على أجسادنا طويلا

يجرى في المنجز الأول حساب الزمان والغاية معرفة أعمارنا المتبقية

ومعرفة من يكون الصالح من بين الأبناء

وقطعا ضمن ذلك المنجز نتذكر ذلك الخليط من الأمكنة والخليط ممن بقوا أمامنا والذين غادرونا

يكون كل شئ ضمن هذه الحالة حسب قوانينه بدءا بالعائلة فالقبيلة فالدولة ليكتمل نصابنا من العبودية في المأكل والمشرب وفي طاعة الأولياء الذين يأتي القرار بطاعتهم من أخرين

لاشك أن هناك قوى أخرى تتأرجح بين الطواعية العمياء وبين الوسطية حذار الساعة الموعودة والنفي إلى الأتون الحراق ،

لتصبح الأشياء منزلة ومقبولة بل وهي الأمل الوحيد للرضا بالبؤس والظلم والكبت وأرتضاء الدونية

أما المنجز الثاني فهو فناء الذات للشئ بشئ آخر، أي صوفية هيجلية في سلب دائم لحاجاتها بوصفها صاحبة النشوء إذ لايرى غيرها ولاعلاقة تتم بدونها ولاترد إلا ضمن أشكالها التي تطير

وذهابها نحو داخلها لأنها لاتظهر إلا في سببية الإطلاق كونها لن تروى كقصة أو تدر كعاطفة هذان المنجزان فيهما من الضعف وفيهما من القوة وفيهما من السلب لذوات أخرى لم يتم التصديق عليها وهي منحولة لغيب أخر

وهي تريد أن تستكمل عرضها الخاص بدون مضمون مادي

فالفرح لايعبر بأراجيح وبالونات وأغاني وزغاريد والحزن بالمدرك ليس بحزن وليست له آثار تدل عليه إذ سرعان ماتختفي

إذ الأبدية ترسم وتلون وتعدل وتختار أوقاتا مناسبة  وأمكنة أشد أضرارا للعرض

كل من يوضع في دائرتها

يقول هذا الذي بي

وكل من يشاهد بعدها يترحم مابه

وكل من يفترض سيصحح

يبقى أنيساً بأخطائه

حيث تكبر الحلقات ويتكاثر الأحياء

ولايجدون منجزا آخرا ليدعموا أو يضاددوا المنجزين

بدون أن ترشح عن ذلك نتائج مريحة لمن إقتنع بمجئ زمن رحوم وعيون تترقب الأفواه لتطعمها إن كان ذلك بغرض جمعي

أو بذات وحيدة

مادام البشر يسعى لحل العُقد بعجالة


annmola@yahoo.com

شاعر عراقي- مقيم في قطر

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved