
في هذا الموضوع ليس أجمل من أن أنقل هذين المقطعين من كتاب (بصرياثا) للقاص الجميل( محمد خضير):
[ (البصرةُ أرضُ نخل)، قال عبد الرحمن بن أبي بكرة، غارساً أول فسيلة في رمال المدينة الممصرة. ومن البصرة نقل البستاني (عكبوبة) الفسائل إلى بغداد وغرسها حول داره على نهر (كرخايا) . كما إنتقلت نخلة (البرحي) من بستان آل زيدان في أبي الخصيب إلى بساتين العراق*. قبل هؤلاء، كان النخل ينبت في إرض السواد غابات عذراء إنتشرت بأيدي زراع مجهولين من سكان دلتا الرافدين، وفدوا إليها من جنوب الجزيرة العربية مع أكياس التمر والنوى. ثم لما خرج خالد بن صفوان على رأس وفدٍ بصريّ قاصداً الشام، وصفَ هذه الأرض المجهولة للخليفة عبدالملك بن مروان: ( بيوتنا الذهب ، ونهرنا العجب ، أوله الرطب وأوسطه العنب وآخره القصب).]
[ كان الموسم تلو الموسم يجلب قوافل عديدة من عمال قطاف التمور، وتقام في ظلال السعف ، أو على أنوار المواقد والفوانيس ، المكابس والأسواق ، وتستمر أعياد القطاف من آب إلى تشرين الأول على مساحة (150) ألف جريب** إلى أن يؤذن نجم الشعرى بإمتلاء الجِلال والخصاصيف والقواصر، وتكدس التمور في المرابد، ويخلو الشريط الطويل االذي يمتد أكثرمن مئة ميل حول شط العرب من حجاج البساتين]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ـ عن كتاب( النخلة) تأليف: عبد القادر باش أعيان.
**ـ الجريب: يساوي 3967متراً.
اللوحة للفنان شاكر بدر عطية

