بعد حصول الناشطة في منظمات المجتمع المدني العراقية ورئيسة منظمة أمل، السيدة هناء أدور على جائزة السلام العالمي تقديرا لدورها النضالي وكفاحها من اجل السلام والديمقراطية وحقوق الانسان والنضال ضد العنف، في مدينة بوتسدام في جمهورية ألمانيا الاتحادية في 29 أكتوبر2011م، حيث جرت المراسيم في حفل مهيب وبحضور الماني وعراقي واجنبي، أستضافتها الجاليات العراقية في العديد من الدول الأوربية، وفي ستوكهولم كان هذا اللقاء الحميم الذي نظمه موقع "عنكاوا كوم" والجمعية السويدية العراقية بالتعاون مع جمعية المرأة العراقية ورابطة المرأة والجمعية المندائية في ستوكهولم، والتيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، وكان لقاءا جماهيرياً بهيجا، مع هذه الشخصية الوطنية والناشطة النسائية، يوم الخميس 3 تشرين الثاني، حضره جمهور رسمي وشعبي، فقد حضر الوزير المفوض في السفارة العراقية الدكتور حكمت جبو ورئيسة الملحقية الثقافية في السفارة العراقية الدكتورة بتول الموسوي.
قدم الأستاذ سامي المالح رئيس الجمعية السويدية العراقية الضيفة العزيزة، متحدثا عن ظروف هذا اللقاء، ودور هناء أدور الريادي، كما ساهمت الشابة بيان من رابطة المرأة العراقية في التقديم، وبعد الترحيب بالضيفة والحضور، فسح المجال بالحديث للسيد محسن شريدة ممثل مكتب السلام العالمي في الشرق الأوسط، الذي تحدث عن تاريخ تأسيس مكتب السلام العالمي ونشاطه، وتحدث كذلك عن الجائزة وتأريخها وجدارة السيدة هناء أدور لنيل هذه الجائزة، بعد ذلك أُعطي المجال للسيدة هناء أدور التي تحدثت معبرة في البداية، عن سعادتها لهذا اللقاء وأعتبرت أن نيلها للجائزة ماهو إلا نجاح لكل الذين عملوا من أجل السلام وهي جائزة لكل منظمات المجتمع المدني العراقية ولكل المناضلات والمناضلين العراقيين من اجل السلام والديمقراطية وحقوق الانسان، ثم تحدثت عن الوضع الذي تعانيه وتعيشه منظمات المجتمع المدني في العراق وظروف بدأ نشاطها والتحديات الجمة التي واجهتها، كما تحدثت عن ظروف المرأة العراقية والدور الكفاحي لها ونضالها من اجل نيل حريتها وحقوقها ومن اجل الديمقراطية في العراق والنضال ضد الحروب، وتطرقت الى الوضع السياسي في العراق والصراعات السياسية الدائرة حاليا.
وتحدثت بإسهاب عن نشاطات منظمات المجتمع المدني في العراق، ومنها المعركة التي خاضتها ضد قرار مجلس الحكم المرقم 137 وإجبار المجلس على إلغائه، وقانون 41 الخاص بقانون الأحوال المدنية، وكذلك نجاحها في فرض حصة الكوتا للنساء في الإنتخابات البرلمانية، وأيضا تقديم مذكرة قضائية إلى المحكمة الإتحادية ضد مجلس النواب، حول الجلسة الأولى المفتوحة للمجلس، وقررت المحكمة الدستورية عدم مشروعية الجلسة المفتوحة بدون تحديد زمني لها.
وأشارت السيدة هناء أدورالى عدم ارتياح السلطات العراقية لنشاط منظمات المجتمع المدني، خصوصا بعد التجمعات المنظمة التي ترافق خروجها مع بداية أندلاع الحركات الشعبية العربية في الربيع العربي في ساحة التحرير، وتحدثت عن المعركة التي خاضتها هي شخصيا من أجل أطلاق سراح الشباب الأربعة النشطاء الذين تعتقلهم أجهزته البوليسية بتهم باطلة، فقط لنشاطهم في تنظيم تظاهرات ساحة التحرير، رغم أن المطالب والشعارات التي تم رفعها، كلها وطنية والتي تؤكد على رفض المحاصصة، والدفاع عن الحريات العامة ومكافحة الفساد وتحسين الخدمات، تحدثت عن الثقة بالمستقبل ومن أجل أن تتحقق نجاحات جديدة رغم كل الظروف الصعبة والمعقدة، وهنالك أفق يحتاج الى التلاحم والتظافر ويحتاج الى الدعم من جميع الوطنيين والديمقراطيين، ومن تهمهم قضية السلام والديمقراطية في العراق.
وعندما فسح المجال للحضور بالأسئلة والمداخلات فاجأ الدكتور محمد الحسوني الحضور بكلمات رقيقة قائلا: ((كنت قد تشرفت بالتعاون معها حين كنت أعمل في وزارة الصحة 2005 و2006 وفي الوقت الذي كانت القاعدة تحز الرقاب والميليشيات تكتسح الشارع كانت هناء أدور في عرينها في قلب بغداد في منظمة الأمل، قرب كهرمانة وقرب كنيسة سيدة النجاة بلا حماية، بهدوء ملائكي لم أكن أعرف أن خلفه ثورة مقدسة، في تلك الظروف كانت منشغله بورش حل النزاعات لمجاميع الشباب، وتحت تأثير وجودها معنا اليوم ألهمتني بأبيات من الشعر أهديها لها:
وقالوا في الخريف العشب أخضرْ......وقالوا في الظلام الشمس تظهرْ
وقالوا صوتها للحقِّ يعلــــــــــــو.......وصوتك فوق صوت الظلم أكبرْ
مثالٌ في الشـــــــــجاعةِ لايُبارى...... بقولِ الحقِّ صوتُكِ ليــــس يُقهَرْ
فجائزةُ الســـــــــــلامِ أتتك حبواً.......وفي بــــرلين غيم الصبر أمطرْ
ستُرفعُ قُبّعاتٍ بإحتـــــــــــــرامٍ........ونزرعُ في القلــــوب هناء أدورْ))
وتم توجيه العديد من الأسئلة والمداخلات، منها حول ضرورة بذل الجهود بخصوص المهاجرين الذين يجبرون على العودة للعراق، كما طرح سؤال حول موقف التضامن مع الشعوب العربية وخصوصا الشعب السوري، وغيرها من الأسئلة والمداخلات المهمة والتي أجابت عنها السيدة هناء أدور مؤكدة وقوفها مع الشعوب العربية في نيل حقوقها وحرياتها ورسم غدها كما تراه مناسبا، كما أن منظمات المجتمع المدني لم تهمل قضية المهاجرين.
كما قدمت العديد من المنظمات باقات الزهور والهدايا الى الضيفة العزيزة والذين استقبلوها بالقبل.
أن هناء أدور أمرأة من العراق، شقت طريقها الوعر كونها أختارت طريق النضال من أجل الناس، ومن أجل العدالة والتقدم، من أجل القيم الإنسانية النبيلة ونذرت حياتها من أجل تلك المبادئ، لم تفكر إلا بالعراق والشعب العراقي، لم تفرق بين طائفة وقومية ومذهب، تحملت أشكال صنوف المعاناة والقهر، حملت السلاح بوجه الطغاة، والكلمة والصرخة بوجه العتاه ولم تخش شيئا، واليوم وهي تحصد هذه الجائزة الجميلة، رغم أهميتها، لكن جائزتها الكبرى هي حب الناس لها وتقديرهم لنضالها ودورها الريادي في الدفاع عن تلك القيم التي آمنت وناضلت من أجلها، وهذه جائزة المحارب والمناضل التي لا تعوض هي حب الناس له، وهو جزء من الوفاء الذي يستحقه من قبل الناس الذين ضحى من أجلهم، لم تحلم هناء أدور ولم تفكر يوما بجائزة ما ومن أية جهة مانحة إلا من شعبها فقط، وها هو يحتضها أينما حلت.