الإرهاب... والحرب بالوكالة...؟

2015-02-27
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/53c3aa14-46c6-4b60-babf-e580d34be872.jpeg
 وفق التطور اللافت والخطير الذي تعيشه المنطقة العربية، أصبح من الواضح أن المنطقة قد دخلت مرحلة دموية جديدة تدفع فيها خيرة أبنائها وشبابها، وهي مرحلة العمود الفقري للمشروع الصهيو ـ أميركي لإعادة رسم خريطة المنطقة لصالح كيان الاحتلال الصهيوني، ولم يكن الغرب الامبريالي الاستعماري لينكشف وينفضح أمر عملائه الإقليميين، وتسقط ورقة التوت الأخيرة عن علاقة قديمة بين الغرب الاستعماري والإرهاب تكونت منذ بداية التدخل الغربي الاستعماري في شؤون المنطقة، لولا الصحوة ـ وإن بدت متأخرة ـ في الدول العربية المصابة بداء فوضى كذبة ''الربيع العربي'' والمكتوية بنار إرهاب فئات من الداخل قبلت أن تؤدي أدوار العمالة والنذالة والخسة لصالح سيدها الغربي الامبريالي على حساب الوطن الذي تدَّعي كذباً وزوراً أنها جزء منه وأنها منتمية إليه وأنها تدافع عن مصالحه، في حين أعمالها تنفي عنها شرف الولاء والانتماء، وتلصق بها صفات الوضاعة والدناءة.

ودون دخول في تفاصيل غير ضرورية، نلقي نظرة على الخريطة العربية لنرى أن 90 في المائة على الأقل من الدول العربية تعاني الإرهاب بصفة رسمية وهي الجزائر وتونس وليبيا ومصر والعراق وفلسطين ولبنان وسوريا والصومال واليمن والسعودية والبحرين والسودان... 

وخطورة الإرهاب في العالم العربي أنه لا يدمر أركان الهوية وحدها وإنما يؤدي إلى سحق الوجود العربي، وهو هدف سام لإسرائيل وأعداء هذه الأمة، ومن العار أن نتستر، بذرائع مختلفة على هذه الظاهرة التي تؤدي إلى القضاء على الأمن والحرية والاستقرار والازدهار وهي مقومات الحياة في كل المجتمعات.
فلم يتوقع أحد على الاطلاق أن يكون الارهاب صانعاً للديمقراطية والحرية، وأن تتحول أهداف ''الثورة'' من البناء والتطور الى الدمار وبث الفرقة والتفرقة بين الشعوب، وأن تلعب وسائل الاعلام دوراً بارزاً في تعميم ثقافة الفوضى، وتكون جسراً لتنشئة جيل جديد من الإرهابيين ليس لديهم أي حرج في ارتكاب جرائم ومجازر لم يسطرها التاريخ.‏ 
والمروع أكثر من أن تضع أشباه دول ودول معروفة بتاريخها الاستعماري وسرقتها ونهبها ثروات الشعوب، أن تضع نفسها كساعية لتحقيق الحرية والديمقراطية بواسطة جيش من حثالات العالم ومرتزقة وقتلة يتم تحريكه من منطقة الى أخرى وفق أجندات عدائية عنصرية لا تجلب إلا الدمار والقتل والمآسي للبشرية.‏ 
على خلفية ''الربيع المزعوم'' وفي تفاصيله أتى الإرهاب وأصبح يحتل مقدمة الأحداث... حشد متزايد للقتلة... متسللون عبر الحدود... تونس،ليبيا، سورية، العراق، مصر، اليمن... جنسيات لا حدود لحصرها، تتدفق نوعيات من السلاح المهرب، يحملون جنسيات عربية يعلنون بأفعالهم أن عروبتهم عدوهم يستهدفون قدرات كل دولة عسكرية أم اقتصادية أم النسيج الاجتماعي... يفتون لإقامة إمارات وحارات وممالك... يخرج المستفيد من كل هذا وهم أعداء للأمة ويضحكون على خيبة أمة! 

مشاهد لا عد ولاحصر لها لإفراغ مجتمعنا العربي من مرجعيته الداخلية، بالقتل والتدمير والعمليات الانتحارية الإجرامية وفي الوقت نفسه إيجاد مرجعية خارجية تضبط إيقاع الداخل، تسيطر عليه، تتحكم بمفاتيح الإرادة الجمعية وتوجه باتجاه ما تريد! وتحته إسم إرادة دولية!

في ظل ''ربيع الفوضى العربي الخلاق'' وما يجري في بعض الدول التي اكتوت بناره وطالها أذاه ومع حدوث شرخ وتصدع أمني في عدة بلدان عربية، و سيطرة داعش على بعض المناطق في العراق، والصراعات القائمة في القرن الإفريقي ودول الساحل في إفريقيا، وجدت العناصر الإرهابية والمتطرفة والميليشيات المسلحة المذهبية مقرّ عمليات ميدانياً استراتيجياً لها تُثير من خلاله الرعب وتسفك الدماء، وتنشر الخراب والدمار في كل مكان. 

فمنذ الحرب التي أعلنت عنها واشنطن عام 2001 بإسم ''محاربة الإرهاب الإسلامي المتطرف'' أصبحت صورة العدوان الأميركي على دول المنطقة وشعوبها أكثر وضوحاً لأن الدوائر المخابراتية والسياسية الأميركية تمكنت من تصنيف وتصنيع منظمات إسلامية بطريقة تحولت فيها منظمة (القاعدة) الأم إلى منظمات متنوعة بعضها حليف مستتر (قد يدري وقد لا يدري) للولايات المتحدة وبعضها يشكل (واجهة عداء لأميركا) بطريقة لا تزعج أميركا لأنها تجد في هذا الشكل عنواناً يبرر تدخلها في اليمن وفي العراق وليبيا وربما السعودية والأردن في مراحل أخرى. 

أما الشكل الآخر الأكثر خطورة فهو الذي تسخر واشنطن من خلال المجموعات الإرهابية المدعومة بأموال بعض حلفائها لتقويض استقرار دول مناهضة للهيمنة الأميركية وليست دولاً صديقة لأميركا... 
فالإرهاب الذي بات اليوم باعتراف الجميع حرباً بالوكالة تقوده أميركا وتنفذ أجنداته أدواتها في المنطقة ينطق اليوم بلغتها، ويتحرك بأوامرها، وينفذ أجنداتها، وهذا ليس استنتاجاً ولا تحليلاً ولا تركيباً، لكنه الواقع الذي نلمسه، ونراه بتداعياته، هذا ما حذرنا منه وما حذرنا من مخاطره ومن ارتداداته، لم نكن نبالغ، كما لم نبع كلاما في الهواء.‏ 
التفاهم الأميركي معه لا يحتاج إلى مترجم ما دام ينطق باللغة الأميركية وإن تعددت لهجاته من القطرية إلى السعودية إلى التركية، أو تباينت لكناته من المغربي إلى التونسي والليبي والشيشاني والأفغاني والباكستاني وصولا إلى الأدغال الإفريقية والبؤر الآسيوية.‏
فالدخول الأميركي على خط العلاقة ليس وليد ما تشهده المنطقة، ولا يؤشر إلى أنه سيكون النهاية لهذه العلاقة المركبة في اتجاهات مختلفة، فمنذ أن أعاقت الولايات المتحدة الأميركية القرار الدولي بوضع تعريف محدد للإرهاب كانت العلاقة الملتبسة بين المصالح الأميركية والإرهاب تزداد وضوحاً وشرحاً، كحاصل لتقاطعات ارتسمت في أكثر من موقع رغم الاستخدام الأميركي لشعار مكافحة الإرهاب وإلصاقه بكل المواقف التي تتعارض مع سياساتها.‏ 
المتغير الفعلي في تلك العلاقة يتكثف اليوم في مشهد الارتباط المصيري بين الإرهاب والكثير من الأدوات الأميركية في المنطقة، وربما التحالفات التي شرعنتها السياسة الأميركية على تخوم المنطقة بداية ومن ثم امتداداتها باتجاه الدول التابعة لها، وبرزت في المنحى التكاملي بين أدوات الإرهاب ومصادر التمويل، التي باتت ترسم اليوم أكثر المشاهد الفاضحة على تلك العلاقة المتورمة بحيث أصبحت السياسة الأميركية رهينة اعتباراتها الخاصة والعامة ومحكومة بما تمليه من تنازع في الصلاحيات.‏ 
فثمة نوعان من المجموعات المسلحة الإسلامية تحت إدارة الولايات المتحدة مجموعات مدعومة من الدول الصديقة والحليفة لواشنطن ومجموعات اخترقتها واشنطن بطريقة جعلتها (فزاعة إرهاب) توفر لأميركا التدخل في شؤون دول صديقة لها وهذه (الفزاعة) هي منظمة (القاعدة) بقيادتها التقليدية وليس بفروعها المبتكرة أميركياً.

فمنظمة القاعدة تضرب في العراق رغم أن العراق رسمياً دولة ذات علاقات صداقة وتطبيع مع الولايات المتحدة وفي المشهد السياسي نفسه نجد أن دولاً عربية حليفة لواشنطن تناصب العداء للحكومة العراقية وتصمت إدارة أوباما على هذه الظاهرة ثم إن ثلاث دول خليجية تقطع علاقتها بقطر والجميع من أصدقاء وحلفاء واشنطن!؟ 

ومن جهة أخرى، تعدّ القارة الأوروبية مقر التنظير والتنظيم الدولي لتلك التنظيمات التي تفتح فيها مكاتب تحت تسميات مختلفة، تضع من خلالها الاستراتيجيات الكبرى والخطط التفصيلية لعملها، بالتعاون مع جهات ودوائر لها مصالح كبرى في وجود وعمل تلك المنظمات، ما دامت لا تُنفذ عملياتها في مناطق جغرافية إلا في مناطق محدودة من العالم ولاسيما خارج أوروبا وأميركا بشكل عام، ذلك أنه في السياسة الدولية وفي عصر العولمة، تُعد الفوضى وعدم الاستقرار في جزء من العالم أكبر ضمان لبقاء السلام والاستقرار في الجزء الآخر منه، ما دام هناك منتفعون على الجانبين. 
والحديث عن العلاقة بين الإرهاب والمصالح الغربية لا يزال أكثر المواضيع المسكوت عنها، وربما عليها، وسط تكتم سياسي وإعلامي مريب، فيما لا يغيب عن الذهن المعطيات الموثقة عن تشابك أصابع الاستخبارات الغربية في توطين ذلك الإرهاب وإدارته بالتفاهم وأحيانا بالقبول المعلن.‏ 
غير أن هذا التواطؤ يلقى رفضاً، يتسع في الأوساط الغربية وتحديداً تلك التي تجد فيه أمراً غير مفهوم في كثير من الأحيان، وقد يصل في بعض مراحله إلى توجيه الاتهام المباشر إلى الشركات والاحتكارات، التي تقاطعت مصالحها وأهدافها مع أجندة الإرهاب الذي تحول إلى إحدى أذرعها الضاربة.‏ 
الأخطر كان قبول صانع القرار الغربي بأن يكون الإرهاب جزءاً من ذلك المتحول، وإقامة سلسلة من العلاقات المبنية على فرضية الاستخدام المؤقت الذي كان يمتد لعقود طويلة، وحين تنتهي صلاحية الاستخدام كان يصل إلى حدود المجابهة الممتدة بشكل حروب وصراعات طويلة الأمد دعمتها ولا تزال مصالح الاحتكارات الغربية وبتغطية مباشرة من صانع القرار الغربي.‏

لا شك في أن الأوضاع والمعطيات في السياسة الدولية لها دور كبير في ظهور ''جهاد التنظيمات الإرهابية'' وهو في الأساس مفهوم إرهابي يعتمد على العزلة الحضارية بين الشعوب باستخدام سلاح ''خطف الدين'' رهينةً قابلة للمفاوضة لإحداث التوازن المفقود بعيداً عن القانون والتشريعات الدولية، بل وحرمان الأديان نفسها من وضع أو مراعاة أي اعتبار لقيمة الأرواح التي حرّم الله جل جلاله قتلها.

إن نمو منظومة الإرهاب يعتمد على كسب أعضاء جدد وتوجيه الغضب والمقت الشديدين تجاه جهة بعينها، وجعلها كبش الفداء لأنها السبب في كل ما يصيب الأمة العربية وبعض الدول الإسلامية.

فالإرهاب يتغذى على خطاب الكراهية المعادي للغرب ظاهراً، وعلى حرب الشائعات وادعاء أن ''الجهاديين'' مُكلفون تمثيل الإسلام وحمايته، وأنهم هم (الفئة المنصورة) في نهاية المطاف في الوقت الذي لم يسمع فيه انتصار تنظيم إرهابي واحد في المحصلة النهائية طوال التاريخ.

وتالياً، فإن أسطورة (الفئة المنصورة) هي أسطورة ساقطة لا أساس لها من الصحة أصلاً وإذا كان الإرهابي يعد الإرهاب درعاً يحميه من اليأس والرعب من اللامعنى في الحياة والهوية المفقودة، فالعقل الإرهابي الديني الذي يخلق ويعيش في هذا العالم المختلف أيضاً يتوهم فيه الفرد أنه يستعيد قوته وأهميته في المجتمع ويجد هوية ولادة جديدة له تنهي كل ما ارتكبه من معاصٍ في الدنيا سابقاً، فيولد من جديد حسب اعتقاده وتوجيهات منظريه بشخصية جديدة تجد التقدير والتبجيل والأهمية واعتماد الغير عليه ولعب أدوار قيادية أحياناً لم يستطع أن يلعبها في حياته الاعتيادية في مجتمعه الأم. 

إذاً هي في حقيقة الأمر وهم خلاص روحي وتوبة متوهمة يفقد فيها الإرهابي إنسانيته لتركيزه على ديمومة المصير في جنة الخلد، فالرحلة الحياتية نفسها ليس لها معنى وكل الإجراءات والممارسات لا تعني له شيئاً حسبما وجّهه أمراؤه وقادته، ولذلك أعطى نفسه الحق المطلق في أن يقتل ويخطف ويخرب ويسرق ضمن خطة القدر التي يؤمن بها، حتى يصل به الاعتقاد إلى أن المسلم المقتول في العمليات الانتحارية والتفجيرات الأخرى قد ''خرج عن الملة والدين، وأنه كافر'' وأن القاتل قتله ''بدافع نية الشهادة من أجل رفع راية الإسلام عالياً''.

وما تجدر الإشارة إليه أن أغلب العمليات الانتحارية في العصر الحديث يوجّه فيها الإرهابي ويُعطى له الأمر بتفجير هدف ما ولكن قبل وصوله إليه، يتم تفجيره وفق خطة وضعها أميره وقائد العملية عند وصوله للهدف الأصلي الذي لا يعرفه المنفذ نفسه، وذلك خوفاً من تردد المطلوب منه تفجير مكان ما، والتفكير في شرعية أو صحة ما يقوم به أمام الله جل جلاله. 

إن الإرهاب ليس دليلاً على ازدواجية السياسة الغربية القائمة على الكيل بمكيالين فحسب، بل إنه أصبح أداة من أدوات السياسة الغربية الاستعمارية، حيث يتم تجنيد أدوات له وتحريكها في المكان والزمان الذي يريد المستعمرون استهدافه وتمزيقه على النحو الذي نراه الآن في العراق وليبيا وسوريا بقصد التدمير والتقسيم لتحقيق السيطرة والهيمنة على الدول المستهدفة. 

وللأسف أن المستعمرين قد وجدوا من يساندهم في بناء أدوات الإرهاب وتجنيدها ممن يتخذون الدين ستاراً، وممن يتخذون مناصرة الحق قناعاً، فاتخذوا من التغرير والتضليل وسيلة لتلويث عقول الشباب والأطفال وأفكارهم وتغييب الوعي عنهم، وأسلوباً لتخديرهم وإيهامهم بجنان الخلد والفوز بالحوريات بعد نيل الشهادة، وبذلك نجحوا في إقامة قواعد الإرهاب على امتداد المنطقة بأسرها.

إن الارتدادات لسهام الإرهاب تمثل خطراً محدقاً بالاستقرار في المنطقة والعالم، كرة النار اليوم على تخوم أوروبا التي يكثر فيها الهشيم والحديث عن الديمقراطية والحرية المرتجاة من قطعان الإرهابيين الذين يعيثون فساداً في أكثر من دولة في العالم وعينهم على بلاد الهشيم.

مما يحتم على الدول الداعمة للإرهاب شعوباً وحكومات أن تأخذ خط رجعة وتعود عن جرمها وتعلن توبتها رأفة بشعوبها قبل الشعب السوري والعراقي واللبناني واليمني والمصري والتونسي وغيره من الدمار الماحق؟ 

وبصراحة، لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب رغم أنه كواها في أحداث سبتمبر 2001... لقد ثبت أنّ تلك الدولة العظمى تمارس فكرة محاربة الإرهاب ونقيضها، بمعنى، هي ضده في مكان ومعه في مكان آخر، ويعود ذلك إلى حسب نظرتها المصلحية بالدرجة الأولى. 

ولما كانت العروبة والإسلام هما أركان الهوية لهذه المنطقة، فإن الأمر أصبح أخطر من المس بهذه الهوية والتجني عليها، لأن الإرهاب في العالم العربي لا يزال مرتبطا بالعناصر الإسلامية، مما يدفع إلى ضرورة معالجة الظاهرة معالجة علمية بعيداً عن الشعارات والمكائد السياسية بين السلطة ومعارضيها في العالم العربي، وهذه تتطلب عقلية الباحثين والانطلاق من فرضيات واسعة حتى يصل البحث بطرق منهجية إلى نتائج تنقذ الوجود العربي ذاته.

ولا مخرج أمام الدول العربية المهدد أمنها والمستهدفة كياناتها سوى الوحدة، وبناء استراتيجيات دفاعية، وسياسات حازمة لإيقاف كرة الإرهاب المتدحرجة أولاً، والضرب بيد من حديد لعصابات الإرهاب ووضع حد لمن يجندها. فلابد أن تعتمد المنطقة على قواها وسواعد أبنائها وعلى أفكارها وقدراتها وهي تملك الكثير الناجح في هذا المجال.

مصطفى قطبي

باحث وكاتب صحفي من المغرب

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved