الدواء السحري الاسبرين الذي عرفه القدامي منذ عهد ايبوقراط ابوالطب ومنذ ان ولج الطب في عام 1899 حتى عام 2009، سقط من عليائة
(الأسبرين) يدخل في 140 نوعا من المسكنات في بريطانيا
(الأسبرين Aspirin) يعرف علميا (حامض أستيل سالسيك acetylsalicylic acid أشهر الأدوية وأكثرها استخداما في علاجات عديدة منها أعراض الحمى والام الروماتزم منذ القرن الماضي، وما زال حتى الآن يعتبر علاجاً متميزاً علي بدائله. كما يستخدم لتجنب حدوث الجلطات المؤدبة للنوبات القلبية. الأسبرين أكثر الأدوية إنتاجا ومبيعا في العالم منذ أكثر من قرن عندما أطلق الصيادلة الألمان في مصانع (باير) للكيماويات هذا الاسم علي (حامض أستيل سالسيك).
اكتشف الأسبرين منذ مئات السنين قبل اكتشافه وتحضيره في المختبرات عام 1853 إلا أنه لم يستعمل كدواء إلا عام 1899 حيث أطلق عليه التسمية الشائعة (أسبرين Aspirin) بالألمانية. كان الإغريق والهنود الحمر بالأمريكتين والفراعنة يستخدمون اللحاء الداخلي اللين من (قشر) وأوراق نبات الصفصاف كمنقوع في الماء ويشرب لعلاج ارتفاع حرارة الجسم في الحميات وعلاج الصداع والآلام الروماتيزمية. هذا التأثير العلاجي سببه وجود (السالسينSalicin) بوفرة.
هذا النبات تنمو أشجاره في المناطق المعتدلة قرب مياه الأنهار والزالتغرعات والتصريف ينمو الان بوفرة في مصر. وجد الصيادلة الألمان أن جزيء (السالسين) يعمل بالجسم بشكل نشط. لحاء شجرة الصفصاف (ساليكس ألبا البيضاء (Salix Alba عرفته القبائل الهندية كانت تستخدمه لعلاج الصداع منذ القدم. . ووصف ابو الطب الاغريقي (أبقراط) لحاء شجرة الصفصاف كمسكن للألم وخفض الحرارة. النساء أكثر كن يشكرن (أبوقراط) لاستخدامه لحاء شجرة الصفصاف لتخفيف آلالم الولادة.
واصل الاسبرين مسيرته الطبية الباهرة في قرننا بعد تأكيد العلماء على العديد من منافعه الجديدة. كان الاسبرين من اهم اكتشافات العصر الماضي حيث وصف لاول مرة من اجل معالجة الحمى. كما اكتشف العلماء مجموعة من الفوائد التي يمكن ان تلعب دورا مهما في تبديل حياة الانسان بشكل جذري.
تشير الدراسات الحديثة الى ان الاسبرين يقلل الذبحات القلبية بمعدل 60 في المائة، بسبب تقليله لعمليات تخثر الدم. والاسبرين دواء قديم لعصر حديث، فرغم مرور اكثر من مائة عام على ابتكاره يفاجأ العلماء بفوائد جديدة لم يكونوا يعرفون الكثير منها. واشارت الاحصاءات الحديثة الى نشر الفي دراسة علمية سنويا عن الاسبرين و 12 الف تحقيق علمي. وتصنع شركات الأدوية 40 ألف طن من الاسبرين سنويا، أي بمعدل مائة طن في اليوم. هناك مائة مليون شخص يتناولون الاسبرين حول العالم يوميا. وفوائد الاسبرين المعروفة تتراوح بين الوقاية من التخثر الدموي الذي ياتي بالانسدادات الدماغية والجلطات القلبية، والحماية من حدوث سرطانات القولون، اضافة الى الفوائد الأخرى المهمة.
ولأهمية الاسبرين في حياة الانسان اليومية تجدر الاشارة الى بعض فوائده المكتشفة حديثا، اضافة الى المعروفة منها. أول الفوائد الجديدة حماية الاسبرين من مرض الـ (الزهايمر) وب (التهابات المفاصل Rheumatoid) الناتجة عن اضطرابات مناعية. والأفراد الذين عولجوا بالاسبرين ضد التهابات المفاصل كانت نسبة حدوث مرض الالزهايمر لديهم اقل بأربعة اضعاف من الذين لم يعالجوا بالاسبرين.
كانت خلاصة لحاء قشر ساق نبات الصفصاف الشديدة المرارة تحضر منذ عام 1757 . وحاول الصيدلي الألماني (بوخنر) بتحضير المادة الفعّالة من هذه الخلاصة في (معهد ميونخ للتركيب الدوائي) فحصل علي (الساليسين) في شكل بلورات صفراء مرة المذاق.
في فرنسا استطاع الصيدلي الفرنسي (هوليروا) تحضير (الساليسين) ايضا. اذ استطاع استخلاص (الساليسين) من لحاء شجرة الصفصاف. في عام 1833 في ألمانيا حضرالصيدلي الشهير (إ. مرك) انتج (الساليسين) ألاكثر نقاءاً في مختبره. وكان أرخص كثيرا من خلاصة الصفصاف الغير نقية التي كانت تحضر من قبل. في إيطاليا عام 1838 أطلق الصيدلي (رفائيل بيريا) من بيزا علي (الساليسين) لاول مرة الاسم العلمي بـ (حامض السالسيلك salicylic acid). وإكتشف نباتات آخرى بزيت عطري تحتوي (إسترات حامض السالسيلك) أحد مشتقات (حامض السالسيلك) يستخدم هذا الزيت كمروخ دهني للجلد وتسكين اللآلام الروماتيزمية وأطلق علي هذه المادة (اسايسيمين asalicylin). في عام 1874 استطاع الصيدلي الألماني (فردريك هايدن) تحضير سالسلات اصطناعيا بمصنع بدريسدن بألمانيا الأرخص من (الساليسين) الطبيعي. وانتج (سلسلات الصوديوم) التي تذوب في الماء وأقل حامضية من ا (حامض السالسيلك).
العقار الجديد شاع استعماله في تخفيف اللآلام الروماتيزمية منذ عام 1876. (الأسبرين) ادخل عام 1899 ماراثون السباق في علاج اللآلام وتخفيض الحرارة بالحميات والصداع وأصبح دواء شعبيا بعدما إكتشف الصيدلي (هوفمان طريقة تحضيره في مختبرات (باير) الشهيرة الذي عرف بـ (أسبرين) حيث ان الحرف (ِِA) مشتق من بداية (اسيتيل Acetyl)المشتق من (سبيرين spirin) بالألمانية (سبيرسور spirsaure) وهي المادة الموجودة في زيت نبتة (حلوي المروج).
هناك اختلاف دار عن من اكتشف أو لمن يرجع تصنيعه أول مرة. وينسب البعض الفضل للكميائي الألماني (آرثر أيشغرين Arthur Eichengrün) . وينسب آخرون الاكتشاف لـ (هوفمان) متهمين النازيين بعدم ذكر (أيشغرين) بسبب أصوله اليهودية.
(الأسبرين) العجيب هو ضد الصداع والالتهابات ومسكن للآلام و مضاد للحمى في حالة الأمراض المعدية وضد تجلط الدم مما يجعله أكثر سيولة ويقي القلب من نوباته والموت الفجائي لمرضى الذبحة الصدرية أو انسداد الشرايين والذين يعانون من الآلام الروماتيزمية الحادة والمزمنة والذين يعانون من احمرار الجلد.
كان على الأطباء وصف الأسبرين في هذه الحالات لكن بجرعات قليلة رغم أن له تأثيراته الجانبية من بينها الالتهابات بالمعدة. ينبغي استشارة الطبيب كي لايصاب المريض بالنزيف الدموي في حالات نادرة يصيب المريض بنزيف بالدماغ. لوهذا افلمرضى الذين يعانون من الحساسية للأسبرين) أومشتقات (السالسيلات) أو يعانون من الربو أو ضغط الدم المرتفع (غير المستقر أو مسيطرعليه) أو لديهم مرض بالكلى أو الكبد أو نزيف حاد فعلي الطبيب المعالج الموازنة بين مواصلة استمرار المريض تناول هذه الأدوية أم لا . حتي لايتعرض مريضه للمخاطرة.
يزعمون ان (الأسبرين) يفيد في سرطان القولون والشرج ويقلل الأورام بهما. بالقضاء على(الزوائد المتعددة Multiple polyps) الزوائد التي تبرز من بطانة العضو كالأنف والمثانة والمعدة ويدعون كذلك انه يقي من سرطان الثدي والمبيض والرحم. ويدّعون ايضا ان الجرعات الزائدة تقلل وقوع الضربات القلبية. يدعون أن الأسبرين يقي من سرطان البروستات ومرض الزهايمر الذي يتأتا من التهابات الدماغ ومن أمراض الأوعية القلبية أو التهابات المفاصل.
يدّعون أن اخذ الأسبرين باستمرار يحافظعلي ذاكرة الشيوخ ومعرفتهم مع التقدم في العمر. ويجب الاحتراس في تناول (الأسبرين) لمرضي الربو والكلى والكبد أو القرحة المعدية أو الذين يعانون من النزيف.
لو تناول المريض الأسبرين فقد سيعطي نتائج زائفة عند تحليل السكر بالبول. وقد يسبب (لأسبرين) لدى البعض لو تناولوه لمدة طويلة آلام شديدة في المعدة، قيء دموي، فقدان الشهية للطعام، دم في البراز أو في البول، طفح جلدي وهرش، تورم الوجه والجفون، العطس وزغللة في العين، طنين بالأذن،
الأسبرين يسبب صعوبة في التنفس للمرضي الحساسين ومرضى (ربو) الصعوبة في التنفس أو التهابات (الزوائد المتعددة) في الأنف. ويتعارض الأسبرين مع أدوية تسييل الدم كالكومادين والورفارين والدنديفان والديكامارول لأنه يزيد النزيف. والأسبرين يسبب نزيفا للحامل ومشاكل ونزيفا للجنين في مراحل نموه ويجعل وزنه أقل من المعتاد عند ولادته
ان الأسبرين ليس بالدواء الآمن 100% وهذا يتطلب التوعية به فلا يعطى دون قيود ولابد أن يكون الأطباء علي بينة تامة بأبعاده العلاجية وإلا تسببوا في كارثة لمرضاهم بحسن نية فيجب الحذر عند استخدام الأسبرين ولاسيما وأنه لايوجد أي قيود أو محاذير علي استعماله أو صرفه. حذروا من اخذ (الأسبرين) لغرض الوقاية لمن هم ليسوا مصابين بأمراض القلب. تذكر الدراسة التي نشرت في (نشرة العقاراات والعلاجات Drugs and Therapeutics Bulletin) إن اخذ الأسبرين قد يسبب نزيفا داخليا وإنه لا يمنع الوفاة الناجمة عن أمراض القلب.
أن توصيات االدراسة قائمة على تجارب خضع لها 95 ألف شخص. فتوصي الدراسة بأن يهتم أطباء بفحص الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين بغرض الوقاية.وان الجمعية الملكية للأطباء العامين وافقت على ما توصلت إليه الدراسة. ووجد باحثون أن اخذ البالغين الأصحاء للاسبرين يومياً لدرء خطر الاصابة بالنوبة القلبية يضر أكثر مما ينفع بعدما أظهرت أبحاث أن (الأسبرين) يحدث نزيفاً داخلياً. وذكر باحثون في دارسة نشرتها مجلة (لانسيت) الطبية ان البالغين الأصحاء الذين ياخذون (الأسبرين) يومياً يخفضون خطر الاصابة بالنوبة القلبية أو الجلطة الدماغية بنسبة 12% في حين أن خطر التعرض للنزيف الداخلي يزداد بنسبة الثلث جراء ذلك. ذكرت (الين مايسون) مسؤولة في (جمعية القلب البريطانية) ان الدراسة تؤكد على أن الذين لا يعانون من أمراض القلب يجنون فوائد محدودة من اخذ (الأسبرين) فهناك احتمال تعرضهم للنزف الداخلي مضيفة لهذا السبب من الأفضل أن يوازن الأطباء بين فوائد وأخطار وصف (الأسبرين) للمرضى بعد النظر الي حالة كل مريض.
اخذ (الأسبرين) يومياً يضر أكثر مما ينفع وجاء في دراسة ان الاشخاص فوق السبعين الذين ياخذون بانتظام جرعات قليلة من الاسبرين لخفض مخاطر الاصابة بنوبة قلبية او جلطة دماغية قد يضرون انفسهم بقدر ما يفيدوها. فاذا كانوا لا يعانون من أي مرض في الدورة الدموية فان مخاطر الاصابة بنزيف في المعدة قد تعادل اية فائدة. وذكر (مارك نيلسون) من جامعة تاسمانيا في استراليا ان (الاستخدام المتكرر لجرعات الاسبرين ابتداء من عمر السبعين لاولئك الذين لا يعانون من مرض واضح في الدورة الدموية من المرجح ان يكون مصحوبا بالمنافع مثلما هو مصحوب بالضرر) وفي دراسة نشرتها (المجلة البريطانيا الطبية) على الانترنت استخدم الباحثون نموذجا لمحاكاة النتائج الواسعة المترتبة على تناول جرعات منخفضة من (الأسبرين) بين 20000 رجل وامرأة في سن يترواح بين 70 و 74 عاما لايعانون من مرض القلب. واوضح البحث ان جرعة منخفضة من الاسبرين "حوالي 75 ميلليجراما يوميا" تزيد سيولة الدم وربما تقلل مخاطر الاصابة بنوبة قلبية او جلطة لكن الاسبرين يمكن ان يسبب ايضا نزيفا في المعدة.
(الأسبرين) يدخل في 140 نوعا من المسكنات في بريطانيا. فوجد باحثون بريطانيون أن تناول البالغين الأصحاء للأسبيرين يومياً لدرء خطر الإصابة بالنوبة القلبية يضر أكثر مما ينفع بعدما أظهرت أبحاث أن قرص (الأسبرين) يحدث نزيفاً داخلياً. وذكر باحثون في دراسة نشرتها مجلة (لانسيت الطبية) أن البالغين الأصحاء الذين يأخذون قرص (الأسبرين) يومياً يخـفضون خطر الإصابة بالنوبة القلبــية أو الجلطة الدماغية بنسبة 12 في المئة في وقت يتعرضون لخـطرالنزف الدموي الداخلي الذي يزداد بنســبة الثلــث جــراء ذلك. وتؤكد الدراسة (أن الذين لا يعانون من أمراض القلــب يجـنون فوائد محدودة من تناول الاسبرين لكن هناك احــتمال تعرضهم للنزف الدموي الداخلي)
اعطاء الأسبرين للأطفال تحت 12 اصبح ممنوعا بسبب ما يسببه من انتفاخ في الدماغ وضرر بالكبد. وذكرت (مؤسسة الغذاء والعقار Food and Drug Administration) الامريكية الشهيرة بان من هم تحت 16 من أعمارهم يجب أن يتجنبوا اخذ الأسبرين إذا كانوا يعانون من ارتفاع في الحرارة.
ان (الأسبرين) قد يكون قاتلا خلال عدة ايام من اخذه. او قد يصيب المريض بالعجز. وليس هناك علاج له. وتشمل الأعراض الاقياء، والنعاس، وفقدان الوعي. في دراسات ظهر ان (الأسبرين) لا يحمي بالضرورة من اصيبوا بالجلطة القلبية. و(الأسبرين) يدخل الآن في اكثر من 140 دواء تنتجه المئات من الشركات الدواء في العالم.
اروي لكم قصتي مع (الأسبرين)، اصبت قبل اكثرمن خمسة عشر عاما بجلطة بسيطة في القلب. فاجرى لي طبيب القلب عملية ادخال انبوب من الفخذ الى القلب كنت اشاهدها على التلفويون المعلق ولم اشعر بالم وكنت واعيا وبعد العملية بقيت اسبوعا في المستشفى اكل اوشرب وانام ثم خرجت فوصف لي الطبيب الدواء مع (الأسبرين) الا ان (الأسبرين) خرب معدتي رغم كونه (اسبرين) للاطفال فلجات الى الطبيب شاكيا فاعطاني دواء اخرا آخذه منذ سنوات. الا ان المستشفيات الآن لم تعد فنادقا فاكثر من خمسين بالمائة من العمليات تاخد مجرى (عمليات اليوم الواحد)..
توما شماني
عضو اتحاد المؤرخين العرب
عضو اتحاد الصحفيين العرب
مرشح جائزة كالنكا لليونسكو للامم المتحدة
تورونتو كندا
